مجتمع

زيادات صاروخية في أسعار الدفاتر تلهب جيوب الآباء ومطالب بإنهاء الاحتكار

تفاجأ العديد من الآباء وأولياء التلاميذ بزيادات صاروخية في أسعار الدفاتر وبعض الأدوات المدرسية، قبيل موعد الدخول المدرسي المقرر في 5 شتنبر القادم، وهي الزيادات التي أكدها المهنيون.

ففي الوقت الذي تعهدت فيه الحكومة بدعم الكتاب المدرسي من صندوق المقاصة للحيلولة دون الزيادة في الأسعار، واجه الآباء زيادات كبيرة في أثمنة الدفاتر والأوراق والأدوات المدرسية.

وفي هذا الصدد قال الحسن المعتصم نائب رئيس جمعية الكتبيين بسلا وعضو الجمعية المهنية للكتبيين بالمغرب، إن أسعار الدفاتر بالخصوص عرفت “زيادات صاروخية” وصلت إلى 50% و60% و70% إلى 80 في المائة في بعض الدفاتر.

واسترسل المعتصم، في تصريح لجريدة “العمق”، أن الزيادة في أسعار الدفاتر التي يرتفع عليها الطلب وصلت إلى 100% و120% إلى 150%، “الدفتر الذي كنا نشتريه بـ9 دراهم ارتفع إلى 18 درهم بثمن الجملة”.

وأشار المتحدث إلى أن الدفاتر التي عرفت زيادات كبيرة هي من فئة 50 ورقة و100 ورقة و200 ورقة و150 ورقة و24 ورقة، لأن الطلب عليها مرتفع.

وهوّن المعتصم من شأن الزيادات التي طالت بعض الأدوات المدرسية، قائلا إن “الزيادة في هذا الأدوات لن تصمد أمام المنافسة”، مستدركا بأن الدفاتر ارتفع ثمنها بسبب ممارسات احتكارية.

وكشف المعتصم أن السبب في ارتفاع أسعار الدفاتر هو رفع رسوم استيرادها بشكل كبير، ما دفع المستوردين إلى التوقف عن استيراد، وبالتالي أصبحت ثلاث شركات بالمغرب تصنع الدفاتر هي من تحتكر السوق، حيث تنتح إحداها 60 في المائة.

وتسائل نائب رئيس جمعية الكتبيين بسلا، “هل هذه الشركات قادرة على تزويد المغرب بما يكفي من الدفاتر؟ لقد زعموا بأن مطبعة واحدة قادر على تزويد المغرب بالكمية الكافية، لكن اليوم هناك نقص كبير”.

واستنكر المعتصم هذا “الاحتكار”، مستدركا بأن الكتبيين “مع تشجيع المنتوج الوطني لكن ليس بإنهاك المواطن بالغلاء مقابل جودة ضعيفة”، داعيا إلى تسهيل استيراد الدفاتر.

من جهته حذر، محمد مشكور، نائب رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ، المكلف بجهة الدار البيضاء سطات، من أن تتسبب هذه الزيادات في أسعار الدفاتر وبعض الأدوات المدرسية في زيادة الهدر المدرسي، خصوصا في العالم القروي، حيث يكون للأسرة الواحدة ثلاثة أبناء أو أكثر.

واستنكر مشكور، في تصريح لجريدة “العمق”، إثقال كاهل الآباء بزيادات في الأسعار في الوقت الذي تواجه فيه الأسر المغربية الغلاء على مستويات أخرى، مضيفا أن فيدرالية جمعية الآباء تقوم الآن “بمجهود كبير ولقاءات ماراطونية من أجل مواجهة هذه الزيادة في أسعار الدفاتر والأدوات المدرسية”.

ودعا المتحدث الحكومة إلى التدخل العاجل للحد من ارتفاع أسعار هذه المواد، واقترح في هذا الصدد دعم الدفاتر والأدوات كما تم دعم الكتاب المدرسي، وطالب “بدعم المنتوج الوطني على الأقل”، منبها إلى أن الأسر ذات الدخل المحدود ستعجز عن شراء هذه المستلزمات إذا ظلت الأسعار مرتفعة.

وكانت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة قد كشفت، قبل أيام، أن صندوق المقاصة سيتولى صرف الدعم المباشر لناشري الكتب المدرسية، وذلك بعد دراسة ملف كل ناشر من طرف الوزارة حسب أعداد الكتب التي قام بطبعها وتوزيعها سنة 2022.

وقد تم حصر نسبة الدعم، بحسب بلاغ لوزارة التعليم، “في 25 بالمائة من السعر المخصص لبيعها، على أن يتولى صندوق المقاصة صرف هذا الدعم، وذلك بعد دراسة ملف كل ناشر من طرف الوزارة حسب أعداد الكتب التي قام بطبعها وتوزيعها سنة 2022”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *