أخبار الساعة، سياسة

السنتيسي: الخارجية التونسية صبت الزيت على النار ووصفت الكيان الوهمي بـ”الجمهورية”

قال إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، إن ما يثير الاستغراب في الأزمة مع تونس، هو أن رد الخارجية التونسية على بيان الخارجية المغربية، وبدل إزالة فتيل الأزمة، أمعن في صب الزيت على النار، وذلك بذكر الكيان الوهمي باعتباره “جمهورية عربية”.

وتساءل السنتيسي: “هل لهذه الدرجة من الحظيظ يتم وضع الدبلوماسية التونسية التي كانت تشكل على الدوام رمزا للرزانة والتوازن والحفاظ على الاستقلالية، مهما كانت الظروف وحتى حجم الإغراءات؟”.

واعتبر القيادي الحركي أن ما قام به الرئيس التونسي، قيس سعيد، باستقباله شخصيا لزعيم البوليساريو، يعتبر سلوكا عدائيا خطيرا وغير مسبوق، لأنه يسيء إلى مشاعر الشعب المغربي، ويضرب في الصميم تاريخ العلاقات الأخوية المتينة التي ربطت بين الشعبين المغربي والتونسي على امتداد التاريخ.

وتابع قوله: “لا يمكننا إلا أن ندين هذا التصرف الأحادي الجانب الذي أقدم عليه الرئيس ضدا على السياق والتطور الذي عرفه ملف وحدتنا الترابية، والذي تميز بسحب اعتراف العديد من الدول بهذا الكيان الوهمي، وعلى رأسها العديد من الدول الإفريقية التي تعتبر الطرف الأساسي في قمة تيكاد”.

وأشار المتحدث إلى أن الدول الإفريقية قامت بإحداث قنصليات لها بأقاليمنا الجنوبية، كما أن الطرف الثاني في القمة، أي اليابان، أعلنت عن تحفظها إزاء مشاركة هذا الكيان الوهمي كما فعلت في القمم السابقة.

ويرى السنتيسي أن “الرئيس التونسي الذي خص زعيم ميليشيات البوليساريو باستقبال رسمي فوق السجاد الأحمر دون غيره من رؤساء الوفود الإفريقية، قام بخطوة ليس لها ما يبررها، لاسيما أنها تمت من قبل رئيس دولة من الدول المغاربية التي احتفظت دائما بموقف محايد ينتصر لقرارات الأمم المتحدة”.

وأضاف “إننا نعتبر بأن تونس وتاريخ تونس وعلاقات تونس بالمغرب أقوى وأجدر من أن يتم تقويضها بسلوك عدائي معزول لا يعكس مواقف المؤسسات والمجتمع التونسي إزاء المغرب، والكل يتذكر زيارة الملك لتونس في عز أزماتها، وأيضا أياديه الممدودة لتونس، وخاصة في عز أزمة كوفيد 19”.

وختم قوله: “إننا بقدر ماندين مثل هذه التصرفات، فإننا نشكر أطياف الشعب التونسي التي شجبت تصرف الرئيس الذي أتى فعلا كان من الواجب تفاديه حفاظا على علاقات المغرب وتونس، وأملا في تحقيق الحلم المغاربي الكبير”.

وقرر المغرب عدم المشاركة في قمة طوكيو للتنمية في إفريقيا “تيكاد 8” التي انطلقت أشغالها، صباح اليوم السبت، في تونس العاصمة، واستدعاء سفيره في تونس للتشاور على الفور، ردا على استقبال الرئيس التونسي، قيس سعيد لزعيم الانفصاليين، إبراهيم غالي.

وفي ردود الفعل، انسحب رئيس غينيا بيساو، والرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “الإيكواس”، عمر سيسوكو إمبالو، من قمة “تيكاد 8″، احتجاجا على مشاركة جبهة “البوليساريو” الانفصالية.

من جهته، أعرب الرئيس السنغالي، ماكي سال، عن أسفه لانعقاد النسخة الثامنة من منتدى التعاون الياباني الإفريقي “تيكاد”، في غياب المغرب، “العضو البارز في الاتحاد الإفريقي، وذلك لعدم وجود توافق في الآراء حول قضية تتعلق بالتمثيلية”، وفق تعبيره.

وكانت مصادر دبلوماسية قد كشفت لجريدة “العمق”، أن غالبية الدولة الإفريقية قررت تخفيض مستوى تمثيليتها المشاركة في قمة “تيكاد” الثامنة، التي تحتضنها تونس يومي السبت والأحد 27 و28 غشت الجاري.

وأوضحت المصادر ذاتها، أن غالبية الدول الإفريقية المشاركة في قمة طوكيو للتنمية في إفريقيا “تيكاد 8” خفضت من تمثيليتها بسبب اعتراضها على حضور الكيان الوهمي “البوليساريو”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *