سياسة

شخصيات تونسية تدين استقبال زعيم “بوليساريو” وتحذر قيس من تبعات رد فعل المغرب

أدانت مجموعة من الشخصيات السياسية والإعلامية والحقوقية التونسية، إقدام الرئيس قيس سعيد على دعوة البوليساريو لحضور قمة “تيكاد” واستقباله لزعيم الكيان الوهمي، محذرة إياه من تبعات ردة فعل المغرب الذي لا يتساهل في موضوع نزاع الصحراء ويحظى بدعم من القوى الحية، ومن “قدرته على عزل تونس دوليا”.

وفي هذا الشأن قال القيادي في حركة نداء تونس إنه “على مدى 60 عامًا اختارت تونس طريق الحياد، وخاصة في الصراع بين الجزائريين والمغاربة حول نزاع الصحراء”، متابعا “وفي الوقت الذي طلب المغرب من شركائه موقفا واضحا من الموضوع، لم يجد قيس سعيد أفضل من استقبال المسؤول عن البوليساريو وهذا مخالف لرأي اليابان ذاته”.

ووصف الفاعل السياسي ذاته ف تدوينة على فيسبوك رد فعل المغرب بـ”القوي”، بعد إلغاء المشاركة في “تيكاد” واستدعاء السفير للتشاور، وصف موقف الديبلوماسية التونسية بـ”غير المفهوم”، كما حذر من تبعات خطوة قيس سعيد بقوله “إن المغرب بكل ما له من تأثيرات في العالم سيتفاعل بشكل سيء للغاية مع هذا القرار التونسي الذي يتعارض مع كل منطق، ويخاطر بعزلنا عندما نعلم أن الأمريكان والإسبان والألمان وغيرهم عبروا عن دعمهم للمغرب ولأسلوبه في إدارة هذا الصراع غير المفهوم”.

الشاعر التونسي والصحافي بقناة الشرق مكي هلال، تفاعل مع الحدث بأكثر من تدوينة على صفحته الرسمية بفيسبوك، وقال في إحداها “على هامش تيكاد 8 وبمنطق الاستثمار: الجزائر لن تعطي أكثر، لن نربح شيئا من البوليساريو، سنخسر الكثير مع المغرب”، مردفا “الدبلوماسية هي أيضا حسابات الربح والخسارة من كل خطوة، متى أردت مغادرة منطقة الحياد”.

وتدوينة أخرى، عاب هلال على الرئيس التونسي استقبال إبراهيم غالي في المطار، معتبرا إياها “خطأ في البروتوكول”، وقال “لم تكن مضطرة لاستقبال رئاسي رسمي لغالي فهو ليس في زيارة دولة ولا يمثل دولة عضو في الأمم المتحدة بل جبهة (يعتبرها المغرب انفصالية) ولا علاقات ثنائية ملزمة بيننا وبروتوكول الاستقبال الرسمي يحظى به فقط رؤساء الدول والملوك وأولياء العهد أو من يمثلهم “.

من جهته، وصف حزب المجد التونسي المعارض عبد الوهاب هاني فعلة الرئيس التونسي بأنها “انحراف خطير وحياد غير مسبوق عن ثوابت الديبلوماسية التونسية”، وأنها “انتحار سياسي للرئيس قيس سعيد سيعرض المصالح العليا لتونس ومصداقيتها بين الدول لصعوبات كبيرة”، كما اعتبرها أيضا “غباء ديبلوماسيا للوزير عثمان للتدابير الاستثنائية للشؤون الخارجية”.

وتابع هاني في تدوينة له على “فسسبوك”، قائلا “لم يستقبل الرئيس سعيد رؤساء دول أفارقة أشقاء شرفوا بلادنا بحضورهم لندوة تيكاد اليابانية الدولية للتنمية في إفريقيا، بل أوفد الرئيس رئيسة حكومة الرئيس لاستقبالهم، دون تحية العلم ولا عزف للنشيد الوطني ولا استعراض لتشكيلات من الجيش والأمن، فكانت مواكب حزينة بلا طعم ولا رائحة… ولكنه قرر استقبال زعيم جبهة البوليساريو شخصيا وبحفاوة كبيرة، في حين كان يمكن إيفاد أحد أعضاء الحكومة”.

الصحافي التونسي بقناة الجزيرة محمد كريشان، قال إن استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم تنظيم البوليساريو إبراهيم غالي يعتبر سقطة تاريخية فادحة، مشيرا إلى أن حرص تونس على عدم التورط في هذه القضية بأي شكل من الأشكال كان تقليدا راسخا لعقود.

وأشار كريشان في تدوينة على “فيسبوك”، إلى “أن خطوة الرئيس التونسي قيس سعيد جاءت لتنسف كل ذلك، تماما كما نسف كل مقومات الديموقراطية وكل هيبة لدولة تحترم نفسها”.

أما الأمين العام للمنظمة التونسية للشغل محمد الاسعد عبيد فقد وصف استقبال غالي بـ”السقطة الدبلوماسية الكبيرة” وبـ”الحماقة التي خلقت أزمة ديبلوماسية بين بلدين شقيقين منذ زمن بعيد”، واستغرب “الخطوة المستفزة للمملكة المغربية”، قائلا: “القذافي ورؤساء الجزائر لم يفعلوها علنا، استقبال رسمي لجماعة لا يعترف بهم أحد إلا القليل وفي زوايا مظلمة، في حين أن الدولة المغربية هي من الأوائل الذين وقفوا معنا في محنة الكوفيد 19 وفي الازمة السياحية”.

وعبّر محمد الاسعد عبيد، في نفس التدوينة ذاتها، عن اعتذاره للمغاربة قائلا: “أيها الشعب المغربي الشقيق، معذرة وألف معذرة، فضلكم على شعبنا كبير جدا”، واصفا الخطوة التي أقدم عليها “المنقلب” حسب تعبيره بـ”الغباء السياسي”.

وبلغة متهكمة على الرئيس الذي سبق أن اشتغل أستاذا جامعيا في القانون الدستوري، والذي فرض على تونس دستورا جديدا قبل أيام، قال الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي “أول خرق لدستور قيس سعيد من طرف قيس سعيد نفسه”، مشيرا إلى الفصل السابع من دستور قيس “الجمهورية التونسية جزء من المغرب العربي الكبير تعمل على تحقيق وحدته في نطاق المصلحة المشتركة”.

وقرر المغرب عدم المشاركة في قمة طوكيو للتنمية في إفريقيا “تيكاد 8” التي انطلقت أشغالها، صباح اليوم السبت، في تونس العاصمة، واستدعاء سفيره في تونس للتشاور على الفور، ردا على استقبال الرئيس التونسي، قيس سعيد لزعيم الانفصاليين، إبراهيم غالي.

وفي ردود الفعل، انسحب رئيس غينيا بيساو، والرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “الإيكواس”، عمر سيسوكو إمبالو، من قمة “تيكاد 8″، احتجاجا على مشاركة جبهة “البوليساريو” الانفصالية.

من جهته، أعرب الرئيس السنغالي، ماكي سال، عن أسفه لانعقاد النسخة الثامنة من منتدى التعاون الياباني الإفريقي “تيكاد”، في غياب المغرب، “العضو البارز في الاتحاد الإفريقي، وذلك لعدم وجود توافق في الآراء حول قضية تتعلق بالتمثيلية”، وفق تعبيره.

وكانت مصادر دبلوماسية قد كشفت لجريدة “العمق”، أن غالبية الدولة الإفريقية قررت تخفيض مستوى تمثيليتها المشاركة في قمة “تيكاد” الثامنة، التي تحتضنها تونس يومي السبت والأحد 27 و28 غشت الجاري.

وأوضحت المصادر ذاتها، أن غالبية الدول الإفريقية المشاركة في قمة طوكيو للتنمية في إفريقيا “تيكاد 8” خفضت من تمثيليتها بسبب اعتراضها على حضور الكيان الوهمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *