منتدى العمق

شروط النهضة والتقدم بالمغرب (1)

عندما تعظم ساكنة المدن والقرى والجهات بالمغرب خالقهم ويتوبون إليه توبة نصوحا خالصة جماعية،ويحافظون على الصلوات الخمس جماعة في المسجد،ويقفون عند حدود الله ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويكملون دراستهم، ويعتكفون على القراءة الكثيرة والتعلم فستتغير اوضاعهم إلى الأفضل.

وعندما يحبون بعضهم ويتعاونون على البر والتقوى،ويساعدون الفقراء ويكبرون طموحهم،ويخططون لحاضر ومستقبل حياتهم فستحل البركة في أرزاقهم،وسيوسع
الله سبحانه وتعالى عليهم وييسر امورهم ويرزقهم من حيث لا يحتسبون.وسيسعدون ما اتقوا ربهم وخالفوا أهواء أنفسهم واحترموا غيرهم،وعندما يحرص كل شخص منهم أن يكون له وجه واحد،ويركز في أعماله وشؤون حياته ويتم تجفيف المجاملات الفارغة من الواقع،ويتوقف الجميع عن الدوران حول الأشخاص والأحداث فسيحيا حينذاك مجتمعنا المغربي المسلم وسيطمئن الجميع.

الناجحين أعينهم على تحقيق أهداف كبيرة في حياتهم والفاشلين أعينهم على الناجحين يتصيدون عثراتهم، وفرق شاسع بين من ينام ليحلم بالنجاح ومن يستيقظ مبكرا لتحقيقه، سيكون الاستقرار الحقيقي عندما يقوم كل فرد بتغذية عقله،وروحه قبل جسده..ويكون تراب المدن والقرى والجهات بالمغرب معد ومهيأومنظم على أعلى مستوى ويكون الجميع ملزما باحترام غيرهم،واحترام القانون السماوي والأرضي لأننا دولة،إسلامية.

عندما تبنى مكتبة متخصصة فى كل مدينة مغربية على حدة،ويتم تشجيع البحث العلمي ويتعلم التلاميذ والطلبة ذكورا وإناثا اللغات الأجنبية والمعلوميات والاوليات في علوم النفس والاجتماع والتنمية البشرية،ويتم تحذير كل اطياف الساكنة من الاخطار الكبيرة والسلبيات الكثيرة للأنترنيت على الفرد،والمجتمع ليبتعد عنه الجميع فسنسير في الطريق الصحيح نحو الاستقلال الحقيقي ،والتوقف عن التبعية للشرق أو للغرب.

كما أن القراءة الكثيرة للقرآن الكريم تزرع الطمأنينة في القلب وتذكر الفرد المسلم بخالقه، فيكون قلبه حيا،وتجفيف كل أشكال الانحراف والمنكرات،والاستبداد من الواقع والانترنيت بالوسائل القانونية المشروعة سبيل التحرر الحقيقي قال الله تعالى:” قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين”..

عندما تقبل الساكنة على المساجد وتتصالح حقيقة مع الله وتعيد ترتيب أولوياتها في الحياة وتعتصم بحبل الله،وتسأل كل شيء متعلق بالدنيا والآخرة فستجد الله سبحانه سميعا مجيبا كيف لا وعنده خزائن السموات والأرض ،وهو الغني المغني مالك الدنيا والآخرة.

بناء الأوطان يكون بزرع الأمن والأمان بين الناس،وبردع الظلمةوالمعتدين،وكل السافلين الذين يتطاولون على أحكام الدين الإسلامي والذين يوالون أعداء الإسلام أكثر من موالاتهم للمسلمين،ولا يعتزون بتاريخهم وعقيدتهم وحضارتهم،وماضيهم وإيمانهم بالله..

تاريخ الإسلام مليء بالقادة والأبطال والفاتحين والعلماء،والفقهاء والمصلحين الذين انتصروا على أنفسهم واقاموا العدل والقسطاس بين الناس،ومنعوا كل أشكال الظلم في الواقع،ووضعوا الرجل المناسب في المكان المناسب وفق تكافؤ الفرص والاستحقاق فقط.

عندما تكون مكاتب المسؤولين والمنتخبين مفتوحة في وجوه الموطنين على طول السنة،وتنجز جميع الأعمال الإدارية في مؤسسات الدولة بالمدن والقرى والجهات بالمغرب في نفس الساعة واليوم سنتقدم،سبب المشاكل التي نعيش فيها هو وجود بعض الوشاة ومحدودي الثقافة بمكاتب كثير من المسؤولين والمنتخبين،ويجب إبعادهم من هناك،وأن يدير المسؤولين والمنتخبين بهم الناس المتعلمين جدا من الأساتذة الجامعيين،والمهندسين والمحترفين المتخصصين في جميع أصناف المعرفة..

السبب الحقيقي للفوضى الموجودة ببعض المدن بالمغرب هم الذين يخرقون القانون منذ مدة طويلة،والذين يحرصون على الاغتناء بشكل غير مشروع والذين يروعون الآمنين،ويذلون كثيرا من الناس ويقهرونهم دون وجه حق وخارج القانون.

عندما تتحرك الساكنة بكل حرية داخل المدن وتسافر كما تريد ومتى تشاء،وتعبر عن قناعاتها وما تعتقده في الواقع والانترنيت،وتنمي مشاريعها وتحافظ على الشعائر الدينية،و

تحقق أحلامها على أرض الواقع دون أن يتآمر عليها أحد من الفاشلين والنكرات،ومن يصطادون في الماء العكر فسيحصل استقرار حقيقي وسيتم تنقية المجتمع المغربي من بعض الفيروسات البشرية التي تستكثر علينا التنمية،والتقدم مثل جميع الدول المتقدمة،والمتحضرة التي تحترم نفسها وأفراد شعبها..

عندما يتولى شؤوننا مسؤولين ومنتخبين متقدمين في عقلياتهم ويحرصون على المصلحة العامة ويكونون مستقيمين، نزهاء،متواضعين ومشبعين بالأدب ،ويتعاملون مع الإنسان المغربي باعتباره غاية كما هو حاصل بالدول المتقدمة،وتطهر إدارات الدولة بالمدن من كل من يبتز المواطنين أو يؤخر أعمالهم لحاجة في نفسه،ومن كل من لا يتعامل مع المواطنين بدون أدنى تفضيل لأحد على الآخر .

ضروري من إعادة ترتيب مجتمعنا المغربي بشكل صحيح بأن يتصدره العلماء والأساتذة الجامعيين في مختلف أصناف المعرفة،والمهندسين والأطباء والقضاة والمربين،والمحامين والمسؤولين والمنتخبين ،ورجال التعليم والموظفين،وجميع أصحاب المهن والحرف النزهاء،والمستقيمين ثم عامة الناس العاديين،عندما يتقن كل فرد في المجتمع المغربي الأعمال الموكولة إليها وفق القانون ويحترم الآخرين، ويتم تشجيع الموهوبين ويدور الجميع حول الأفكار المبدعة و الملهمة الراقية،ويتوقفوا عن الدوران حول الأحداث والأشخاص والأشياء فستكون عقولهم كبيرة،وبفضل ذلك ستنتهي كل أشكال التسلط التي يقوم بها البعض خارج القانون ولحاجة في نفسه فقط…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *