سياسة

المرزوقي: ليست تونس من طعنت المغرب في الظهر وإنما منقلب طعن بلده أولا

هاجم الرئيس التونسي الأسبق، منصف المرزوقي، الرئيس الحالي لتونس، قيس سعيد، عقب خطوته المستفزة للمغرب باستقباله زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية، بشكل رسمي، وتوجيه الدعوة إليه للمشاركة في قمة طوكيو للتنمية في إفريقيا “تيكاد 8” التي انطلقت أشغالها، صباح اليوم السبت، في تونس العاصمة.

وقال المرزوقي في تدوينة مطولة على حسابه بموقع “فيسبوك”، إن تونس “ليست من طعنت المغرب في الظهر، وإنما مُنقلب طعن من قبل تونس في ديمقراطيتها ودستورها ومؤسساتها وعلاقاتها مع ليبيا والدول الديمقراطية وأوصلها إلى حالة لا نتمناها لعدو فما بالك لشقيق”.

وأوضح المرزوقي أنه منذ اندلاع أزمة الصحراء، والموقف التونسي، أيا كان الرئيس، ثابت لا يتغير، وهو السعي للمصالحة بين الشقيقين المتخاصمين وليس الوقوف مع هذا ضد ذاك.

لكن باستقباله لرئيس “البوليساريو” كما لو كان رئيس دولة معترف بها عالميا، يضيف المرزوقي، “خرج المنقلب عن هذا العرف. فهذا الاستقبال اعتراف علني وواضح وصريح بالدولة الصحراوية، ومن ثم غرابة وسريالية بيان الخارجية التونسية التي تدعي ألا شيء تغير في موقف تونس”.

واعتبر المتحدث أنه كان بالإمكان تدارك أمر الدعوة من قبل الاتحاد الافريقي باستقبال بروتوكولي من الخارجية، مضيفا: “لكن بهذا الاستقبال الرسمي من رئيس دولة يكون المنقلب قد وضع تونس في صف خيار واضح ومع شقيق ضد شقيق آخر”.

وتابع قوله: “والحال أننا بأمس الحاجة لإنهاء الخصومة لا لصب مزيد من الزيت على النار، والدليل تعالي الصراخ من كل الأرجاء وتراجع كل مقومات الحوار الهادئ والبناء بين أفراد العائلة الواحدة”.

وأضاف الرئيس التونسي الأسبق بالقول: “إذن نحن أمام عمل مدان بكل المقاييس، لأنه غير مسؤول ومضر بمصلحة تونس، ضرره بالحظوظ الضعيفة لإخراج الاتحاد المغاربي من غرفة الإنعاش”.

وفي تفاعله مع سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية السابق الذي قال إن تونس لم تعد صديقة للمغرب بعد خطوة قيس، قال المرزوقي: “همسة في أذن صديقي سعد الدين العثماني، ليست تونس من طعنت المغرب في الظهر، وإنما منقلب طعن من قبل تونس في ديمقراطيتها ودستورها ومؤسساتها وعلاقاتها مع ليبيا والدول الديمقراطية وأوصلها إلى حالة لا نتمناها لعدو فما بالك لشقيق”.

وأضاف المرزوقي في نفس السايق، بأن “تونس إلى الأبد محبة للمغرب محبتها للجزائر ولكل شعوب أمتنا المنكوبة”.

وبخصوص ملف الصحراء المغربية، يرى المرزوقي أن طريق المواجهة المتواصلة مع المغرب قصد تأسيس دولة مغاربية سادسة، “أدى بنا لتوقف بناء الاتحاد المغاربي، مع ما يعنيه الأمر ضياع فرص كبيرة لنهضة الاقتصاد المغاربي، وإنهاك الشقيقين الكبيرين بميزانيات تسلح العاطلون أولى بها، وعذابات مسترسلة للصحراويين الذين لا أفق لهم في مخيمات تندوف غير البؤس جيلا بعد جيل”.

وتابع قوله” “مثل هذه السياسة الخاطئة للنظام الجزائري أدت أيضا لردود فعل خاطئة، منها إقحام النظام المغربي للذئب الإسرائيلي في منطقتنا، والأمر نذير شؤم بالغ. فعوض أن ”نمغرب المشرق العربي” عبر تصدير أفضل النماذج الديمقراطية، ها نحن بصدد ”مشرقة’ المغرب العربي” عبر عودة النموذج المصري لمهد الربيع العربي، وخاصة دخول إسرائيل المنطقة لاعبا خطيرا”.

واعتبر أن “الحل الوحيد للصحراويين ليس هو الجري وراء دولة لن ترى النور إلا على أنقاض المغرب، وهو أمر لا ممكن ولا وارد ولا في مصلحة أحد، لأن مثل هذا السيناريو يفترض حربا طاحنة قد تدمر لا قدّر الله الجزائر كما تدمر المغرب دون أن تضيف شيئا لوضع الصحراويين”.

وشدد على أن الحل الوحيد الذي في مصلحتهم ومصلحة المغاربيين جميعا، هو ما أسماه “الأوطان الثلاث”، موضحا: “الوطن الصغير الذي هو الحكم الذاتي بكل المكونات ودون إقصاء أي طرف سياسي داخل الوطن الواسع الذي هو المغرب، وداخل الوطن الأوسع الذي هو الاتحاد المغاربي”.

وأشار إلى أن “هذا الاتحاد الذي ستبنيه شعوب مواطنين ودول مستقلة في حدودها الحالية رهن بالقطع مع سياسات أثبتت عقمها وخطورتها. إنه أمانة في عنق الأجيال الجديدة من القياديين في كل اقطارنا حتى تعود لهذه المنطقة بعض أسباب الأمل في المستقبل. ولا بد لليل أن ينجلي”.

وقرر المغرب عدم المشاركة في قمة طوكيو للتنمية في إفريقيا “تيكاد 8” التي انطلقت أشغالها، صباح اليوم السبت، في تونس العاصمة، واستدعاء سفيره في تونس للتشاور على الفور، ردا على استقبال الرئيس التونسي، قيس سعيد لزعيم الانفصاليين، إبراهيم غالي.

وفي ردود الفعل، انسحب رئيس غينيا بيساو، والرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “الإيكواس”، عمر سيسوكو إمبالو، من قمة “تيكاد 8″، احتجاجا على مشاركة جبهة “البوليساريو” الانفصالية.

من جهته، أعرب الرئيس السنغالي، ماكي سال، عن أسفه لانعقاد النسخة الثامنة من منتدى التعاون الياباني الإفريقي “تيكاد”، في غياب المغرب، “العضو البارز في الاتحاد الإفريقي، وذلك لعدم وجود توافق في الآراء حول قضية تتعلق بالتمثيلية”، وفق تعبيره.

وكانت مصادر دبلوماسية قد كشفت لجريدة “العمق”، أن غالبية الدولة الإفريقية قررت تخفيض مستوى تمثيليتها المشاركة في قمة “تيكاد” الثامنة، التي تحتضنها تونس يومي السبت والأحد 27 و28 غشت الجاري.

وأوضحت المصادر ذاتها، أن غالبية الدول الإفريقية المشاركة في قمة طوكيو للتنمية في إفريقيا “تيكاد 8” خفضت من تمثيليتها بسبب اعتراضها على حضور الكيان الوهمي “البوليساريو”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *