منوعات

تغريدة من كلمة واحدة .. قصة خطأ أطلق صيحة عالمية في مواقع التواصل الاجتماعي

كانت ظاهرة تقليد حركات نجوم كرة القدم خلال احتفالهم بتسجيل أهدافهم قد أثارت الاهتمام بعد تحولها إلى ظاهرة عالمية تجد صداها ليس فقط وسط الفرق الكبرى والأندية الرياضية المنظمة، بل أيضا في الأحياء الشعبية.

ويقوم اللاعبون بحركات خاصة ورقصات وإشارات هم وحدهم من يعرفون دلالتها الرمزية وقيمتها المعنوية، والتي لا تعدو أحيانا أن تكون مجرد مزحة مع أقاربه، ورغم خصوصيتها تجد طريقها عبر التقليد إلى الانتشار على أوسع نطاق.

نفس الظاهرة سجلت مؤخرا في مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة في تويتر، حيث تنتشر ظاهرة التغريدة بكلمة واحدة فقط، ورغم الغموض الذي يحيط بهذا النوع من التغريدات وغياب إي معنى منها، فهي تستقطب الإعجاب والتفاعل والتشارك، وتحولت إلى صيحة استقطبت كبريات الشركات والمؤسسات العالمية وكبار القادة والشخصيات.

فما هي قصة تقليد التغريد بكلمة واحدة؟

ظاهرة تغزو تويتر

إذا كنت تتصفح تويتر هذه الأيام، حسب الجزيرة نت، وفوجئت بتغريدة مكتوب فيها “خبر عاجل” من شبكة “سي إن إن” (CNN) بدون ذكر أي خبر بعدها، أو تغريدة كتب فيها كلمة “ديمقراطية” كتبها الرئيس الأميركي جو بايدن من دون إضافة المزيد لإيضاح ماذا يقصد، أو حتى تغريدة بكلمة “كولا” من شركة “بيبسي” (Pepsi)، فربما تشعر للوهلة الأولى أن محرر تويتر لهذه المنصات نسي نسخ التغريدة كاملة، أو أخطأ في كتابتها ولم ينشرها بالكامل.

لكن عندما تلاحظ أن عددا كبيرا من الشركات العالمية وحتى المسؤولين والشخصيات العامة وحسابات الجهات السياسية أيضا يغردون بكلمة واحدة أو اثنتين على أقصى تقدير؛ ستغير رأيك.

الأصل كان خطأ!

وحسب نفس المصدر، قد بدأ كل شيء عندما غردت شركة القطارات الأميركية “أمتراك” (Amtrak) عن طريق الخطأ بكلمة “قطارات” في تغريدة اكتسبت شهرة كبيرة وحازت أكثر من 180 ألف إعجاب، و23 ألف إعادة تغريد، وكانت الإعجابات وإعادات التغريد في معظمها ساخرة من التغريدة غير المفهومة والتي اقتصرت على كلمة واحدة.

ومع إعادة التغريد والإعجابات والتفاعل الكبير لتغريدة الشركة الأميركية، أرادت الشركات الأخرى الانضمام إلى قافلة التغريدات ذات الصيت والتي تلقى تفاعلا كبيرا رغم الجهد البسيط المبذول فيها، ومن هنا انطلقت صيحة أو “ترند” من كبرى الشركات، وفق ما ذكره موقع “سكاي نيوز” (Sky News) الأميركي.

وشاركت شركات عدة في الصيحة الجديدة مثل شبكة “سي إن إن” التي كتبت تغريدة احتوت كلمتي (Breaking News) أي “أخبار عاجلة”، كما كتبت صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) كلمة (News) أي “أخبار”، حتى إن الإذاعة الوطنية العامة في الولايات المتحدة غرّدت بكلمة “راديو”.

وأيضا كتبت شركة “بيبسي” كلمة (Cola) أي “كولا”، في حين كتبت الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء “ناسا” كلمة (Universe) وتعني “كون”.

أيضا شاركت جهات وشخصيات سياسية في هذه الحملة الترويجية، إذ نشرت السفارة الفرنسية في الولايات المتحدة كلمة (Revolution) أي “ثورة”، بينما كانت أبرز الشخصيات السياسية المشاركة في هذه الصيحة هو الرئيس الأميركي جو بايدن الذي كتب تغريدة بكلمة “ديمقراطية”.

كذلك انضمت شخصيات شهيرة وأبطال خارقون في الصيحة، إذ كتب لاعب الكريكيت الهندي ساشين تيندولكار اسم رياضته المفضلة، كما شارك حساب “ديدبول” (Deadpool) باسم مقاتل الجريمة الخيالي، وشاركت أيضا سلسلة فنادق “ماريوت” بتغريدة حوت كلمة “الفنادق”.

فرصة للترويج

ووجدت الشركات والجهات المختلفة من هذه الصيحة فرصة للترويج لأنشطتها وأهم مبادئها بطريقة بسيطة ولا تحتاج جهدا، إذ تسجل في الحملة بكلمة واحدة أو اثنتين على أقصى تقدير، كما أشارت شبكة “إن بي سي نيوز” (NBC News) الأميركية، ثم تجد آلافا من مستخدمي تويتر إما يتساءلون عن سر نشر تغريدة بكلمة واحدة، أو يعبرون عن سعادتهم بطريقة التسويق “الذكية والكسولة” في آن.

ويأتي هذا بالتزامن مع إعلان منصة تويتر عن إضافة ميزة جديدة موجودة في معظم منصات التواصل الاجتماعي وافتقرت إليها منصة التغريدة لكنها أيضا كانت إحدى أهم مزاياها، وهي إمكانية تعديل التغريدات. وربط بعض المستخدمين والمواقع الإلكترونية بين الحملة وبين “خيار تعديل التغريدات”.

إذ نشر حساب “تويتر بلو” صورة شاشة بخاصية “تحرير التغريدة” التي تخضع للاختبار، وفيها سيكون لدى المستخدمين 30 دقيقة لتعديل تغريداتهم، ولكن وفق موقع “ذا فيرج” (The Verge) التكنولوجي لن يتمكن الشخص من تعديل تغريدته في هذه الفترة الزمنية سوى مرات محدودة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *