منوعات

“ناسا” تستعد لمهاجمة كويكب “ديمورفوس” في غضون 20 يوما

تماما كما في أفلام وروايات الخيال العلمي التي تتحدث عن “نقطة النهاية” من خلال ارتطام صخرة عظيمة بالأرض فتدمر الحياة على الكوكب الأزرق تستعد وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” لتنفيذ مهمة تاريخية هي الأولى من نوعها في مشروع حماية الأرض من ضربات الكويكبات والصخور الفضائية، وبالموازاة يعكف فريق متخصص في الأمم المتحدة على دراسة التدابير العاجلة التي ينبغي للمجتمع الدولي اتخاذها للحيلولة دون خطر ارتطام كُوَيْكِب بالأرض.

التقرير التالي، الذي أعدته العمق من مصادر متعددة، يقرب الصورة حول تهديدات الكواكب والصخور الفضائية للأرض، والجهود التي بذلها المجتمع الدولي لحماية الكوكب الأزرق من مخاطر ارتطامه بصخرة عملاقة أو كويكب صغير.

خوف عاشته البشرية سنة 2014

في فجر الثلاثاء 18 فبراير/شباط 2014ن حسب الجزيرة نت، مرت صخرة عملاقة بحجم ثلاثة ملاعب كرة قدم (قطرها 270 مترا) كانت على مسافة تقدر بتسع مرات تقريبا مثل المسافة الفاصلة بين الأرض والقمر، أي على بعد مليونين وستمائة ألف كيلومتر من الأرض فقط، وهي أقرب مسافة لهذه الصخرة في مدارها حول الشمس بالنسبة للأرض.

وحسب نفس المصدر، تسمى هذه الصخرة 2000-EM 26، وكانت تنطلق بسرعة 43 ألف كلم في الساعة، وهي تعتبر ضمن الأجسام القريبة من الأرض -والتي تختصر بالحروف “NEO”. ولكن مما أزعج عامة الناس في جميع أنحاء العالم هو ما سمعوه من وكالات الأنباء عن حجم التدمير الذي يمكن أن تسببه. فدائما ما يقدر العلماء حجم التدمير المحتمل حتى ولو لم يحدث، فلو -لا قدر الله- تم اصطدام مثل هذا الجسم بالأرض كان سينتج عنه قوة تدميرية تقدر بحوالي 2500 قنبلة هيروشيما.

هذا القلق دعا أعضاء موقع “سلوه” (Slooh) الإلكتروني إلى مراقبة هذا الحدث عن طريق كاميراتهم الفضائية وتليسكوباتهم الآلية من خلال موقعهم الإلكتروني، وأيضا من خلال تحميل التطبيق الخاص بالموقع على أجهزة الآيباد.

ومرّ الأمر بسلام دون حدوث شيء، ثم تكررت هذه الظاهرة في فجر يوم الخميس 20 فبراير/شباط 2014 من نفس الأسبوع حيث مرت صخرة شبيهة من هذه الصخور بحجم مبنى طوله 98 مترا أطلق عليها “BR57-2014” وكانت على مسافة تقدر بأربعة أضعاف المسافة الفاصلة بين الأرض والقمر، ومرّ الأمر بسلام دون حدوث شيء أيضا.

ففي الحقيقة هناك عشرات الآلاف من الأجسام القريبة من الأرض والتي شارك في رصدها التليسكوب الفلكي الشهير “PAN-STARRS-1” التابع لجامعة هاواي بتمويل من وكالة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا).

أغلب هذه الأجسام من الكويكبات الصخرية والمذنبات ومخلفات النظام الشمسي، تتراوح أحجامها بين حجم الصخور العادية الموجودة على الأرض وصخور عملاقة بحجم بنايات وملاعب للكرة، والبعض الآخر بحجم أحياء ومدن!

يقول العلماء المتخصصون في هذا المجال إن حوالي 10% من هذه الأجرام (الكويكبات) والتي لها قطر أقل من كيلومتر يمكن أن تؤثر على الأرض في المستقبل، وإن نحو 15 ألفا منها يصل حجمها إلى حجم ملعب كرة القدم أي نحو مائة متر تقريبا، وأكثر من مليون جسم منها يصل حجمها إلى أقل من ثلاثين مترا.

وعلى أثر أهمية هذا الموضوع، طلبت ناسا من الكونغرس الأميركي عام 2005 السماح لها بالبحث والكشف عن الأجرام السماوية التي يصل قطرها إلى أكثر من مائة متر، حيث يمكن للتكنولوجيا الحديثة مواجهة خطر الاصطدام بالأرض إذا تم التنبؤ به قبل حدوثه بوقت كاف. ويعود تاريخ الرصد الدقيق للأجسام القريبة من الأرض إلى عام 1998 حين أطلقت وكالة ناسا برنامجاً خاصاً لرصد مسار الأجسام التي تقترب من الأرض.

ناسا تستعد لمهاجمة كويكب “ديمورفوس” في غضون 20 يوما

بعد نجاح وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” في إطلاق أول مهمة دفاع كوكبي للتدرب على ما يمكن أن تفعله الوكالة إذا تعرض كوكب الأرض لتهديد التصادم بكويكب ضال بتاريخ 24 نوفمبر 2021، تستعد الوكالة الأمريكية حاليا لإرسال مركبة فضائية لمهاجمة كويكب لدراسة وجمع بيانات حول جدوى مشروع الدفاع الكوكبي.

وحسب “الشرق الأوسط” في 26 سبتمبر الجاري، في تمام الساعة 7:14 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ستوجه وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) مركبة فضائية مسرعة إلى كويكب هائل.
وحسب نفس المصدر، يعتبر ذلك اختباراً تجريبياً للبعثات المستقبلية لإعادة توجيه الكويكبات الخطرة، إذا دعت الحاجة. وستسمح وكالة الفضاء للعالم بمشاهدة البث المباشر، وفقاً لصحيفة “إندبندنت”.
وأطلقت “ناسا” مهمة اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج، أو “دارت”، في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2021. بمهمة الاصطدام بالكويكب “ديمورفوس” بسرعة عالية في محاولة لتغيير مداره. لا يمثل “ديمورفوس”، ولن يشكل تهديداً للأرض، ولكن تأثير “دارت” سيوفر للعلماء البيانات التي يحتاجونها لبناء مهمة مماثلة لتغيير مسار أي كويكب كبير يهدد الأرض بالفعل.

ويعد ذلك إثباتاً لمفهوم مهم لمبادرة “ناسا” للدفاع الكوكبي، والتي تهدف إلى تحديد وتخفيف التهديدات للحياة على الأرض من الكويكبات القريبة.

ما هي “دارت”؟

“دارت” هي مركبة فضائية صغيرة نسبياً، بحجم سيارة صغيرة، مصممة للاصطدام بكويكب بسرعة عالية وتغيير مسار صخرة الفضاء مع طاقة الاصطدام.
تم إطلاق “دارت” في 24 نوفمبر 2021، واستخدمت الدفع الكهربائي الشمسي لتحلق في مسار يعترض الكويكب “ديمورفوس” على بعد 6.8 مليون ميل من الأرض في 26 سبتمبر. يستخدم الدفع الكهربائي الشمسي الكهرباء المولدة لدفع جزيئات الشحن من مؤخرة مركبة فضائية، مما يولد قوة دفع.

ستضرب “دارت” رأساً على “ديمورفوس” بسرعة نحو 4 أميال في الثانية، أو 14 ألف و400 ميل في الساعة، مما يؤدي إلى نقل طاقة حركية كافية من المركبة الفضائية التي يبلغ وزنها نحو 1200 رطل لتغيير مدار “ديمورفوس” بشكل ملحوظ.

سيقوم قمر صناعي صغير يحمله “دارت”، وتم إطلاقه قبل الاصطدام بتصوير التأثير والتأثيرات اللاحقة مباشرة، بينما ستصل بعثة “هيرا”، التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية إلى “ديمورفوس” في عام 2027 لتقييم ما إذا كانت “دارت” قد غيرت مدار الكويكب.

“دارت” عبارة عن تعاون بين وكالة “ناسا” ومختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية (APL)، في لوريل، ماريلاند. يتم تمويل المركبة الفضائية والبعثة من خلال مكتب تنسيق الدفاع الكوكبي التابع لوكالة “ناسا”.

متى ستنطلق “دارت” إلى هدفها وكيف يمكنني المشاهدة؟

ستؤثر مهمة “دارت” على الكويكب “ديمورفوس” في الساعة 7:14 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الاثنين 26 سبتمبر. ستبدأ التغطية الحية في الساعة 6 مساءً بالتوقيت الشرقي على موقع “ناسا” على الإنترنت، وتلفزيون “ناسا”، وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لوكالة الفضاء على “يوتيوب”، و”تويتر”، و”فيسبوك”.

جاهزية مجموعة الدفاع الكوكبي

حسب الجزيرة نت، تعكف مجموعة الدفاع الكوكبي التابعة للأمم المتحدة  على دراسة التدابير العاجلة التي ينبغي للمجتمع الدولي اتخاذها للحيلولة دون خطر ارتطام كُوَيْكِب بالأرض.
وقالت العالمة الفرنسية أليسا حداجي، رئيسة كونسورسيوم الفضاء بجامعة هارفارد والمشرفة على المجموعة دورنا يتحدد في اتخاذ القرارات السليمة بشأن أفضل مهمة علمية ممكنة لصد هذا الكويكب

وتقام جلسة نقاشات علمية وفلكية برعاية الأمم المتحدة، بالتوازي مع مهمة تجريبية ستقوم بها وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) التي يُتوقع أن تصطدم إحدى مركباتها بكويكب بينو في نهاية سبتمبر/أيلول، لحرف مساره.

ما المخاطر التي يجب أن يعالجها الدفاع الكوكبي؟

يهدف عمل مجموعة الدفاع الكوكبي إلى معرفة ما يجب فعله في حال وجود تهديد من كويكب أو مذنّب. فكلما كان قطر الجسم الفضائي يزيد على 50 مترًا مع احتمال اصطدامه بالأرض بما يفوق 1%، يتم تفعيل عمل المجموعة الاستشارية لتخطيط المهمات الفضائية

وإذا كان قطر الكويكب يتجاوز 300 متر، فحينها يمكن الحديث عن اصطدام قاري. وإذا كان قطره يتخطى الكيلومتر، فإن الاصطدام سيعني القضاء على 25% من الكائنات الحية

ما الأساليب التي يُنظر فيها في حالة وجود تهديد من هذا النوع؟

الأمر لن يكون بالطبع على طريقة فيلم (أرماجيدون) أي تفجير الكويكب، لأن التسبب في مزيد من الحطام أمر غير مستحسن. وسيكون من الممكن الاصطدام به وصده خلال هذا الارتطام، وهو العمل الذي ستشرف على اختباره قريبًا جدًّا كل من وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوربية. أما إذا كان الكويكب كبيرًا جدًّا أو إذا بدأنا التصدي له في وقت متأخر جدًّا، فمن الممكن إحداث انفجار شحنة نووية بجوار الكويكب، وبالتالي إذابة بعض الصخور التي قد تنفصل وتدفعه إلى الجانب الآخر

في أي إطار قانوني يمكن القيام بمثل هذا التدخل؟

نصت معاهدة الفضاء الخارجي على حظر إرسال سلاح إلى الفضاء. بالإضافة إلى ذلك، فإن معاهدة الحظر الجزئي للتجارب النووية تحظر أي انفجار نووي

وإذا تبيّن وجود حاجة لإرسال رأس حربي نووي، فسيتعين على مجلس الأمن الدولي تجاوز هذه القواعد مؤقتًا من خلال السماح باستثناءات على هذه المعاهدة. ونجد أنفسنا -إذَن- ملزمين باتباع القواعد الخاصة بمجلس الأمن الدولي المكون من 15 عضوًا، مع 5 دول لها حق النقض (الفيتو). ومن بين الأعضاء الخمسة عشر، يجب أن توافق 9 دول على الأقل من دون استخدام حق النقض

كيف سيُتخذ القرار؟

قامت مجموعة الشبكة الدولية للتحذير من الكويكبات -المسؤولة عن اكتشاف الكويكبات وتقييم المخاطر- بوضع خطط لاتخاذ القرار، وستبلغ بالأمر الأمم المتحدة والمجموعة الاستشارية لتخطيط المهمات الفضائية، وكذلك سياسيو البلد أو البلدان التي يُحتمل أن تتأثر. وسيُتخذ القرار على المستوى السياسي بناءً على نصيحة مجموعة الشبكة الدولية للتحذير من الكويكبات

هل يمثل كويكب ديمورفوس أي تهديد على الأرض؟

حسب موقع “ناسا بالعربي” ستستخدم مهمة دارت “تقنية الاصطدام الحركي” لتغيير مدار أحد الكويكبات. بمعنى آخر، ستصطدم المركبة الفضائية بصخرة فضائية لتغيير اتجاهها.

وحسب نفس المصدر، ستصطدم مركبة دارت بـ “قمر صغير” يسمى ديمورفوس يدور حول كويكب أكبر بكثير يُسمى ديديموس، وذلك بهدف تقليص فترة القمر المدارية بعدة دقائق.

والآن، لا يشكل الكويكب ولا قمره أي خطر على الأرض (حتى لو لم يسر الاختبار تماماً كما هو مخطط له).

وهذا النظام “ليس لديه أي فرصة للاصطدام بالأرض على الإطلاق”، وفقاً لعالمة الفلك آمي ماينزر Amy Mainzer، المحققة الرئيسية في مهمة مستكشف الأشعة تحت الحمراء عريض المجال (نيووايز) والتي تتخصص في وصف الكويكبات والمذنبات.

قالت ماينزرن حسب “ناسا بالعربي” إن اصطدام هذه الكويكب بالأرض هو “سيناريو غير محتمل بدرجة كبيرة جداً”. مع ذلك، هناك احتمال لوجود كويكبات قد تشكل خطراً على الأرض وسكانها في يوم من الأيام.

وحسب المصدر ذاته سيظهر هذا الاختبار كيف يمكن أن تعمل تقنية التصادم الحركي ضد كويكب يشكل تهديداً. إذا اكتُشف كويكب كبير في المستقبل يمثل تهديداً للأرض، فيمكن لناسا نظرياً إرسال مركبة فضائية مشابهة لمركبة دارت للاصطدام به ودفعه في اتجاه مختلف.

في الوقت الحالي، لا يوجد كويكب معروف يمثل تهديداً للأرض. مع ذلك، قام العلماء بتصنيف 40% فقط من جميع الأجرام القريبة من الأرض. والآن، قام العلماء بتصنيف 90% تقريباً من جميع الكويكبات القريبة من الأرض والتي يعادل حجمها حجم الكويكب الذي أدى لانقراض الديناصورات قبل ملايين السنين، وذلك وفقاً لكريستينا توماس Cristina Thomas، رئيسة مجموعة رصدية ضمن مهمة دارت. مع ذلك، لا يزال هناك العديد من الصخور الفضائية الأصغر التي لم تُحدد بعد.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *