منوعات

دعوا أطفالكم يبكون .. إليكم الأسباب

منذ لحظة ولادته الأولى يسجل الصراخ حضوره القوي في سلوك الطفل، فهو وسيلته الأولى والوحيدة للتعبير عن احتياجاته. ويتجاوب الآباء مع بكاء الطفل على أنه تعبير عن تلك الاحتياجات، ويكبر الطفل ويكبر معه بكاؤه ليستعمله فيما بعد أيضا كوسيلة للضغط.

ولا يطيق الآباء سماع بكاء أطفالهم، فيهرعون إلى القيام بما يتطلبه الموقف والقيام بما يلزم ليكف الطفل عن البكاء.

ومن الناحية الصحية والتربوية تطرح أسئلة حقيقية، منها: هل من الضروري أن يسارع الآباء إلى كف بكاء الطفل؟ أم أنه لا ينبغي منعه من البكاء؟

في تقرير نشره موقع “بيبي غاغا” (Baby gaga) الأميركي، حسب الجزيرة نت، تقول الكاتبة آشلي ويهرلي إن الأطفال الصغار لا يعرفون كيفية ضبط أحاسيسهم أو كيفية التعامل مع مشاعر مثل الغضب وخيبة الأمل، وهذا يجعلهم يميلون إلى البكاء بكثرة، ومن شأن هذا الأمر أن يزيد الضغط على الوالدين ويجعلهما يشعران بالإحباط خاصة بعد يوم عصيب.

في هذه الحالة، قد يطلب الوالدان من الطفل “التوقف عن البكاء”، قد يكون هذا الطلب معقولا لشخص بالغ، لكنه ليس كذلك لطفل صغير. وفيما يأتي جملة أسباب لتجنب مطالبة الأطفال الصغار بالتوقف عن البكاء، وبعض الطرق البديلة المفيدة للتعامل مع بكاء طفلك.

الطفل الشديد الحساسية

إذا لاحظت أن طفلك يبكي أكثر من غيره، فلا داعي للقلق؛ فكل طفل مختلف عن الآخر، وقد يكون شديد الحساسية. هذا يعني أن طفلك الصغير غالبا ما يشتكي ويفزع بسهولة ويبكي لأبسط الأسباب، ويرجع ذلك إلى حقيقة أنه يشعر بالأشياء بعمق أكبر من الآخرين، وربما نحتاج إلى التوقف عن التفكير في هذا على أنه شيء سيئ، فقد يكون الطفل أيضا أكثر تعاطفا ولطفا من أقرانه، وهذا شيء رائع.

إذا كان طفلك حساسا جدا، فلا يمكنه التوقف عن البكاء حتى لو طلبت منه ذلك بمنتهى اللطف. فذلك جزء من شخصيته وكيف يتعامل مع العالم من حوله، وهذا يعني أنه من المحتمل أن يبكي أكثر إذا طلبت منه التوقف عن البكاء.

ووفقا للخبراء، فإن الحساسية الشديدة ليست بالضرورة صفة سيئة. وتقول الدكتورة ليندا دنلاب أستاذة علم النفس في كلية “ماريست في بوغكيبسي” بنيويورك “يميل الأطفال ذوو الحساسية العالية إلى أن يكونوا أكثر تعاطفا ولطفا وإبداعا، إنهم يحتاجون فقط إلى قليل من التوجيه منك للمساعدة في إدارة عواطفهم”.

طفلك ضعيف ويحتاج إلى التعاطف

رغم كونهم صغارا ولطيفين وضعيفين، فإنهم بشر أيضا ونحن بحاجة إلى بعض التعاطف تجاههم. ووفقا لموقع “سليبينغ شود بي إيزي” (sleepingshouldbeeasy)، يمكننا أن نتخيل كيف يكون شعورنا عندما نكون منزعجين بشدة من شيء ما، ويخبرنا أحدهم أن نتوقف عن البكاء أو نتجاوز الأمر، سيكون الأمر مؤلما ومحبطا بشكل لا يصدق، وهذا ما نفعله لأطفالنا الصغار عندما نخبرهم بذلك.

مشاعر طفلك حقيقية وصادقة، حتى لو كان يبكي من أجل لعبة مفقودة، فالسماح له بالبكاء يمنحه المساحة الآمنة التي يحتاج إليها للتعبير عن مشاعره.

فضلا عن ذلك، فالبكاء ضروري؛ نحن جميعا نبكي ونشعر بأننا أفضل مما لو قمنا بكبت مشاعرنا. وكلما كانت مفرداتنا أكثر محدودية، ذرفنا مزيدا من الدموع.

ما الذي يمكن أن يفعله الآباء؟

مع كل ما سبق، قد يظل الآباء في حاجة إلى إيقاف أطفالهم الصغار عن البكاء. قد يفهمون أنه مهم لهم، وقد يعرفون أنهم بحاجة إلى الإقرار بصحة عواطفهم، ولكن تحمل ذلك يفوق أحيانا طاقتهم. وهذا يعني أن الآباء بحاجة إلى شيء يمكنهم استخدامه للتعامل مع البكاء وتهدئة أطفالهم الصغار.

ووفقًا لمدونة “هابينيس إز هير”، لا تحاولي إلهاء طفلك، فعندما تشتتين انتباهه عن مشاعره، فإنك تفوّتين فرصة التواصل ومساعدته على تعلم مهارات التنظيم العاطفي التي سيحتاج إليها في المستقبل.

أنت ترسلين أيضا رسالة مفادها أن مشاعره غير مهمة، أو أنك لا تستطيعين التعامل معها. ويحتاج الأطفال إلى معرفة أنك قادرة على التعامل مع عواطفهم حتى يشعروا بالأمان.

وكذلك لا تعاقبي طفلك، فالعقوبة والمكافآت ليست جزءا من الأبوة والأمومة، لا تعاقبي أو تهددي أو تخجلي أو تلومي أو تحكمي على طفل بسبب مشاعره.

أظهري التفهم والتعاطف، وحاولي فهم سبب المشكلة وإيجاد الحل لها معا. فإذا كان الحل ممكنا ومقبولا، عليك البدء في تنفيذه بمساعدته، وإذا كان الحل من وجهة نظر طفلك غير قابل للتطبيق، يجب أن تشرحي ذلك له ببساطة، واسأليه عن البدائل المناسبة التي يمكن أن ترضيه. ربما يعني ذلك أن الوقت قد حان لتناول وجبة خفيفة، أو لتناول مشروب، أو لممارسة نشاط جديد.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *