مجتمع

جامعة عبد المالك السعدي تلتحق بركب التطبيع وتوقع اتفاقا مع جامعة إسرائيلية

كشف نائب رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب، إيال دافيد، أمس الأربعاء، أن جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، وقعت مذكرة تفاهم مع جامعة حيفا الإسرائيلية، وذلك في إطار “التعاون الاكاديمي بين البلدين”.

وبحسب الدبلوماسي الإسرائيلي، فإن هذه المذكرة التي وقعها رئيس الجامعة، المومني بوشتى، مع وفد من جامعة حيفا، تشمل التعاون في العلوم البحرية وفي ميادين الزراعة المائية المستدامة والتكنولوجيات البحرية والبحوث الإيكولوجية.

ولم تصدر جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، بعد، أي بلاغ أو توضيح عن الموضوع، في وقت تحوَّل فيه نائب رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، إلى الممثل الأول لإسرائيل بالمملكة خلال هذه الأيام، في ظل غياب رئيس المكتب، دافيد غوفرين، عقب تفجر فضيحة “التحرش الجنسي” بمكتبه.

وأمس الأربعاء، أوردت قناة “i24news” الإسرائيلية، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية قررت إعفاء غوفرين من منصبه على خلفية ملف “التحرش الجنسي واستغلال نساء مغربيات وإخفاء هدايا ثمينة والمحسوبية” بمكتب البعثة الإسرائيلية بالمغرب، وهو الملف الذي فتحت الخارجية الإسرائيلية بشأنه تحقيقا.

إقرأ أيضا: بسبب فضيحة “التحرش الجنسي”.. إسرائيل تقرر إعفاء رئيس مكتبها بالمغرب

يُشار إلى أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، كانت قد انخرطت في مسلسل التطبيع مع إسرائيل، بعدما استقبل الوزير عبد اللطيف ميراوي، وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، عيساوي فريج، خلال شهر يوليوز المنصرم.

واتفق الطرفان، حينها، على تعزيز علاقات الشراكة بين الجامعات والمؤسسات البحثية المغربية ونظيراتها الإسرائيلية، كما بحثا إمكانات التعاون في مجالات التكنولوجيات الحديثة والرقمنة والذكاء الاصطناعي، وكذا تكوين الدكاترة من الجيل الجديد، وتبادل الطلبة والخبرات والمعرفة.

واعتبر وزير التعليم العالي، عبد اللطيف ميراوي، أن تعزيز علاقات التقارب بين الجامعات المغربية ونظيراتها الإسرائيلية سيكون له صدى إيجابي لدى الطلبة المغاربة، ويساهم بشكل بارز في مد جسور التعاون بين المؤسسات الجامعية في البلدين، وفق تعبيره.

وقبل ذلك، وجهت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، مراسلة إلى رؤساء الجامعات المغربية، تحثهم فيها على المشاركة في ندوة نظمها مركز دولي للدبلوماسية الإسرائيلية بجامعة “رايشمان” في مدينة هرتسيليا قرب تل أبيب، خلال مارس الماضي، بناء على طلب وتشجيع من وزارة الخارجية المغربية.

إقرأ أيضا: خاص.. وزارة التعليم العالي تحث رؤساء الجامعات المغربية على المشاركة في ندوة بإسرائيل

وكانت النقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي، قد استنكرت إقدام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار على “الزج بمؤسسات التعليم العالي في محافل التطبيع مع الكيان الصهيوني تحت مسميات الشراكة الأكاديمية والبحثية”.

يأتي ذلك في وقت تعرف فيه العلاقات بين المغرب وإسرائيل تطورا لافتا، في ظل ارتفاع وتيرة تبادل الزيارات بين البلدين على مستوى الوزراء والمسؤولين ورجال الأعمال، وتوقيع مجموعة من الاتفاقيات الثنائية في مجالات مختلفة، بما فيها قطاع التعليم والجامعات.

ويثير تصاعد وتيرة تطبيع العلاقات بين الجانبين، ردود فعل متباينة، بين من يعتبرها في صالح المغرب الذي يبحث عن تعزيز مكانته الدولية والدفاع عن مغربية الصحراء، وآخرون يرفضونها ويحذرون من مخاطرها على مستقبل البلاد، ويعتبرونها “طعنة” في ظهر الفلسطينيين و”خيانة” لمواقف المغاربة.

وتخرج مرارا مظاهرات بالعاصمة الرباط ومدن أخرى، تضامنا مع الشعب الفلسطيني وتنديدا بارتفاع وتيرة “التطبيع” مع إسرائيل، حيث يعتبر المحتجون أن الأمر تجاوز ما يُسمى بـ”التطبيع الاضطراري” بسبب ملف الصحراء المغربية، إلى “الهرولة الشاملة نحو التطبيع الصهيوني”، وفق تعبير مناهضي التطبيع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *