منتدى العمق

سفينة الحكومة وثقب أخنوش!

باتت سفينة هذه الحكومة عالقة منذ أن كلف الملك محمد السادس الأستاذ عبد الإله بنكيران بتشكيل الحكومة، فبعد التشاور مع مجموعة من الأحزاب باستثناء حزب “التراكتور” الذي يعتبره ابن كيران خط أحمر قصد الدخول معها في التحالف، بينما بقي حزب التجمع الوطني للأحرار في انتظار قيامه بمؤتمر استثنائي “مسرحي” لتنصيب اخنوش رئيسا لحزبهم الذي أعطى درسا من دروس البركماتية، ونتيجة لذلك ظن الجميع أن التحالف الحكومي تم حسمه بشكل رسمي وإذا بنا نتفاجأ بأن صاحب المحروقات بالمغرب بعد تشاوره مع رئيس الحكومة المعين من طرف الملك يضع شروطا مستفزة وتعجيزية تضع “العصا في الرويضة”، فيترى من يدفع هذا الرجل الخجول الى كل هذه المؤامرات واللعب بغضب الشارع؟

إذا كان رئيس الحكومة ذ. عبد الإله بنكيران هو المستهدف من “البلوكاج” الحاصل في تشكيل الحكومة لاعتبارات سياسوية ومصلحية ونفسية من الإسلاميين، فلا شك أن هذا اللعب الذي يلعبه ابن المقاوم السوسي والأحزاب التي سيطر عليها سيؤدون ثمنه غاليا سوءا سياسيا واجتماعيا.

فمن الناحية السياسية، ومن خلال تجربة الاستقلاليين لما اعلنوا انسحابهم في 7 أكتوبر المنصرم، أتى تصريح وزير الداخلية بنتائج عكسية، وقد كتبت أحد قيادة “البام” أنه من بين الأسباب التي جعلت “البام” لم يحتل المرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية الأخيرة هي مهزلة مسيرة الدار البيضاء المجهولة.

أما من الناحية الاجتماعية، فغضب الشارع لن ينفع معه لا حكاية السلم والاستقرار الذي ينعم به المغرب مقابل العيش في وضعية اللاديموقراطية والاستبداد، فنموذج تونس المبشر بأن الديمقراطية يمكن أن ينبت مثله في البلدان العربية وأن الشارع ليس مرادف للفوضى فمثلا شهدنا في الحسيمة كيف كان المتظاهرين حريصين على أمن وسلامة المرافق الخاصة والعمومية.

ومن الناحية الأخرى على أخنوش واتباعه ان يعوا بأن الأستاذ عبد الإله ابن كيران الذي أبان عن حنكته سياسية وأنه مستعد بتسليم المفاتيح والرجوع إلى الملك في حالة فشله في تشكيل الحكومة ففي هذه الأيام صرح ابن كيران لأحد الجرائد الالكترونية انه وصل الى طريق لا منفذ له، فكما قال الأستاذ سليمان الريسوني في احد مقالته ان تشكيل هذه الحكومة مثل ”الحلايقي” الذي باغته المخازنية في جامع الفنا،طالبين منه “التدويرة” فما كان منه إلا أن انتشل جلبابه من الارض ووضعها على كتفيه وهو يقول: ”اديو السلعة للخيرية”.

فبنكيران ليس لديه ما يخسره في لعبة الحكومة والمعارضة إلى لسببين اثنين لا ثالث لهما: أولا حزبه حزب قوي تنظيميا وحقيقيا، لن يضعف إذا لم يستفد مسامير مائدته من الوزارات والدواوين، ثانيا لأنه خلال الولاية السابقة التي قادها، يعلم القطاعات التي فشل فيها والتي نجح فيها، لذلك فهو آخر الخاسرين في هذه المقامرة السياسية، وهذا ما يجب أن يعلمه كل الذين ينفخون في “خنشة” أخنوش.