مجتمع

86% من شباب المغرب غير راض عن أداء السياسيين ويفتخر بالإنجازات وبرفع النشيد الوطني

عبر 86 في المائة من الشباب المغربي، في دراسة حديثة، عن عدم رضاهم عن أداء السياسيين وأحزابهم، مؤكدين من جهة أخرى أنهم يشعرون بالفخر والانتماء أثناء عزف النشيد الوطني ويتباهون بالإنجازات المغربية في مختلف المجالات.

وحسب دراسة لمعهد “بروميثوس” للديمقراطية وحقوق الإنسان، بمشاركة أزيد من ألف شاب يتراوحون بين 18 و34 سنة، فإن أغلبية الشباب المغربي المستجوب غير راض عن أداء السياسيين والأحزاب ولا يكثرث بالانخراط فـي الأحـزاب بسبب ضعف تنظيماتهـا وفساد حكامتهـا وعـدم وجـود فـرص لتجديد نخبها نتيجة وجـود شبكات عائلية وزبونية تحـد مـن طمـوح الترقي داخلهـا.

في نفس الصدد، سجلت الدراسة مفارقة وصفت بالجديدة على الحقل السياسي المغربي، مؤداها أنه بالرغـم مـن ضعـف جاذبيـة العمـل الحزبي إلا أن ذلك لم يمنع من إقبال ما بناهـر 6 على 10 شبان وشابات على التسجيل في اللوائح الانتخابية العامة خلال 2021 على هامش الاستحقاقات الانتخابية المهنية والعامة الجماعية والجهوية والتشريعية.

وأظهر البحث أيضا، أن 3/5 من المسجلين في تلك اللوائح قد صوتوا في استحقاقات 8 شتنبر المنصرم، وأن غالبية المصوتين استندوا في اختياراتهم على الثقة شخص المترشح بعيدا عن أي التزام حزبي أو إيديولوجي، حيث بدت عوامـل الجـوار والقـرب العائلي والانتماء القبلي حاسمة في اختيارات هـؤلاء.

ولعل أهم خلاصات البحث في هذا الشأن، أن الأسـرة مـا تزال تلعب دورا فـي تسـاكن نقائض القيم التقليدية والحداثية، لتجعـل المـزج بيـن النـفـور مـن السياسة وبيـن مناصرة التزامـات الأسـرة فـي الحياة العامة معادلة ممكنة، حيث احترام الأبوية العائلية محفـز علـى بناء الثقة في جدوى آليات العيش المشترك.

من جهة أخرى، تؤكد إجابات الشباب أن مركزيـة قـرار الدولة واحتكارهـا للمـوارد العمومية تجعـل الحكومـة أمـكـن فـي القـدرة على الوفاء بالتزاماتها الانتخابية منـه مـن المجالس الترابية الجماعيـة والجهويـة.

وفيما يخص أولويات الحكومة الجديدة التي أفرزتها انتخابات 8 شتنبر 2021، فأغلبية الشباب يلحـون على الحاجات ذات العلاقة بتيسير الولـوج للعمـل القـار وتجويد الخدمات الأساسية في جغرافيـة القرب الاجتماعـي مـن تعليم وصحـة وتكوين مهنـي ونقل عمومـي.

بالموازاة مـع عدم رضاهـم علـى جـدوى العمـل الحزبي، عيـر الشباب على أهمية الديمقراطية التشاركية والعمل الجمعوي، كما أبـدوا حماسـة أكبر للتطـوع، لكـن هـذا الانفتاح علـى العمـل المدنـي لـم يمنـع مـن عـدم معرفة 6 على 10 مـن هـؤلاء الشباب بوجـود قوانين منظمة للعرائض والملتمسـات، بالرغـم مـن إقرارهـم بأهميتهـا فـي دعـم المشاركة المواطنـة.

واختتمت الدراسة بالتأكيد على أن العلاقة بالسياسة بمفهومها غير التقليدي وبحقوق المواطنة تيمات محورية ترمز لتحولات اجتماعية عميقـة طـرأت على المجتمع المغربي وجعلت الشباب اليـوم فـي قلـب هذه التحولات، لكن الالتزام السياسي للشباب بمعناه الواسع لا يعني الانخراط في البنات والمؤسسات السياسية المعيارية، كما لا يعني إقبالهم الاستثنائي على التسجيل في اللوائح الانتخابية خلال السـنة المنصرمـة أي دلالة رمزية على حدوث تغير في تمثلهـم السـلبي للعمـل الحزبي وبهويته المجالية والترشـح للاستحقاقات الانتخابية.

وشددت الدراسة على أن الشباب المغربي ما يزال محتاطـا مـن الممارسات السياسية السائدة، ومكترنا أكثر فأكثـر بالـوازع الأخلاقي في التدبير العمومي، وحريصا على علاقاته بالأسرة وبهويته المجالية وبحريته في الاختيار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *