منوعات

“الجحيم خلف الكواليس” .. تقرير رسمي يكشف حجم خطر صناعة الإباحية بفرنسا

تفاقم انتشار صناعة الإباحية في معظم الدول الغربية، وخاصة من خلال شبكة الأنترنيت، ومواقع التواصل الاجتماعي بالخصوص.

وأبانت التطورات أن سياسة التطبيع مع الظاهرة، ومحاولة ضبطها بالقوانين أبانت عن فشلها، مما يطرح السؤال حول السياسة الأنجع لمواجهة صناعة عابرة للقارات، تتقاطع مع عدة جرائم منظمة، مثل تجارة البشر، واستغلال الأطفال جنسيا، وانتهاك حقوق النساء.

وكشف تقرير لمجلس الشيوخ الفرنسي، حسب قناة يورو نيوز، عن حقائق صادمة حول مخاطر صناعة المواد الإباحية بالبلد، والتي تمارس خلالها انتهاكات خطيرة، وخاصة ضد الأطفال.

“الجحيم خلف الكواليس”

وخلص تقرير مجلس الشيوخ الفرنسي صدر يوم الأربعاء، حسب نفس المصدر، إلى أن الاعتداء الجنسي والجسدي في صناعة الإباحية بالبلاد “منهجي” ويجب على المشرعين تنظيم إنتاج مقاطع الفيديو بشكل أفضل وحماية الأطفال “المعرضين بشدة” للمحتوى.

وقال معدو التقرير إن تقرير مجلس الشيوخ الذي يحمل عنوان  “الجحيم خلف الكواليس” يهدف إلى تنبيه الحكومة وعامة الناس بشأن الحجم الهائل للمشكلة.

وأشار التقرير إلى انتشار الإساءات الجنسية والجسدية واللفظية في المواد الإباحية، مما يجعلها منهجية، مضيفاً أن مثل هذه الأفعال ليست محاكاة، وإنما حقيقية  بالنسبة للنساء اللواتي يتم تصويرهن.

وخلال ستة أشهر من البحث، استمع وفد مجلس الشيوخ لحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين إلى أكثر من 50 شخصاً، بما في ذلك بعض المشاركين في الصناعة ونشطاء حقوق المرأة والضحايا،  وأشاروا إلى مشاهدة الأطفال المهولة والمسمومة والمطبعة مع المواد الإباحية، رغم أن القانون الفرنسي يتطلب ألا يقل عمر المشاهدين عن 18 عاماً.

وجد مؤلفو التقرير أن 90٪ من المشاهد الإباحية تتضمن عنفاً، وأن ثلثي الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 14 عاماً فأقل قد شاهدوا محتوى إباحياً.  وقالت السناتور أنيك بيلون، المؤلفة المشاركة ورئيسة وفد مجلس الشيوخ: “نهدف إلى إثارة صدمة كهربائية في مجتمعنا، لإخبار الجميع بما هو إباحي اليوم في عام 2022”.

ولفت تحقيق للشرطة في مزاعم الاغتصاب والاتجار بالبشر والبغاء في صناعة الإباحية الفرنسية، الانتباه إلى الانتهاكات في هذا المجال.  وتقدم العشرات من الضحايا المزعومين في قضيتين منفصلتين، مرتبطتين بمنصة فيديو رئيسية وموقع إباحي للهواة في فرنسا.

لطالما كانت نيكيتا بيلوتشي، التي تعمل في صناعة الإباحية لأكثر من عقد في فرنسا وأوروبا الشرقية والولايات المتحدة، صريحة بشأن تجربتها.  قالت إنها فخورة بوظيفتها، لكنها وقفت في الصفوف الأمامية للتنديد بكيفية تعرض النساء للانتهاكات في الصناعة.

وأصدر بيلون وأعضاء الوفد الآخرين 23 توصية لتطبيق القوانين الحالية وإدخال لوائح جديدة.  ويأتي هذا أيضاً بعد قانون صدر عام 2016 ضد الدعارة والاتجار بالجنس، الذي يحظر شراء الجنس وليس بيعه.

خطورة الإباحية على المراهقين

وتتجاوز الإباحية ما يرتبط من انتهاكات مباشرة لحقوق الأطفال والنساء، من خلال الممارسات المنهجية التي كشف عنها تقرير مجلس الشيوخ الفرنسي، كما تمت الإشارة إليها سابقا، إلى تأثيرات المحتوى الإباحي على الدماغ وخاصة المراهقين.

وحسب قناة الحرة، كشف تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال ، يوليوز الماضي، عما يمكن لهذا للمحتوى الإباحي على الأنترنيت أن يفعله بعقول المراهقين على المدى الطويل، وكيف يمكن الحد من أضرار هذا الأمر.

وحسب نفس المصدر، تشير دراسة أجراها باحثون من جامعة إنديانا العام الماضي، إلى أن حوالي 80 في المئة من المراهقين الأميركيين يشاهدون المحتوى الإباحي، العديد منهم بدأ في ذلك في بعد وصوله لسن العاشرة.

بالنظر إلى “كيماء دماغ المراهقين” تظهر الأبحاث أن أدمغتهم أكثر ارتباطا بالمتعة من البالغين، خاصة مع نشاط الناقل العصبي “الدوبامين” الذي يشعرهم بالسعادة.

وتشير الصحيفة إلى أن العديد من الباحثين يعتقدون أن المراهقين والشباب أكثر عرضة لمشاهدة المحتوى الإباحي بشكل “قهري” (يصبح تكرارها إجباريا)، إذ أنها قد تؤدي إلى بناء وجهات نظر “غير واقعية” حول ممارسات الجنس.

ويقول علماء النفس “إنه من المهم التحدث إلى الأطفال عن المحتوى الإباحي من دون الشعر بالخجل”، والتوضيح لهم “أن التعرض لهذا المحتوى يمكن أن يكون جزءا طبيعيا من التطور”

ولفتوا إلى أنه لا يجب التعامل مع هذا الأمر على أنه من “المحرمات”، ولكنهم يوصون أيضا باستخدام الأدوات التقنية “لتقليل فرصة رؤية الأطفال الصغار لمحتوى قد يكون غير مستعدين لرؤيته”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *