مجتمع

“ضغط العمل” يتسبب في حادثة خطيرة لطبيبة بمستشفى الولادة السويسي بالرباط

تعرضت طبيبة مقيمة تعمل بمستشفى الولادة التابع للمركز الاستشفائي ابن سينا (السويسي) بالرباط، لحادثة خطيرة، صباح اليوم الجمعة، تسببت لها في جروح على مستوى إحدى يديها، ما استدعى نقلها على وجبه السرعة إلى مستشفى الرازي لتلقي العلاجات الضرورية.

وبحسب الطبيبة سارة المعقول، رئيسة جمعية الأطباء المقيمين والاختصاصيين بالرباط، فإن الطبيبة التي كانت تعمل في إطار مهمة الحراسة، قامت بضرب يدها مع أحد أبواب المستشفى بشكل عنيف بسبب ضغط العمل الرهيب التي تعيشه، ما تسبب في تكسير زجاج الباب وتعرضها لجروح على مستوى اليد.

وأوضحت سارة المعقول في اتصال لجريدة “العمق”، أن الأمر لا يتعلق بحالة انتحار كما تم تداوله، مشيرة إلى أن الطبيبة المعنية لم تفكر إطلاقا في الانتحار، بقدر ما كانت ردة فعل ناجمة عن الآثار النفسية الشديدة للضغط والإرهاق اللذان كانت تواجههما أثناء الحراسة، وهو ما جعلها تبدو كأنها محاولة انتحار.

وأضافت المتحدثة أن مصلحة الولادة تعرف ضغطا كبيرا بالنسبة للأطباء، خاصة فيما يخص عدد مرات الحراسة، لافتة إلى أن الطبيبة المعنية كانت تواجه، لحظة الحادثة، حالات ولادة كثيرة إلى جانب حالة ولادة عسيرة.

وبخصوص وضعها الصحي، أفادت الدكتورة المعقول بأن الطبيبة المصابة أُجريَت لها العلاجات والفحوصات اللازمة، وحالتها مستقرة حاليا، غير أن حالتها النفسية لا تزال صعبة بسبب حالة الضغط والإرهاق الشديدين الذين يعاني منهما معظم الأطباء في هذه المصلحة، خاصة في الحراسة.

وعلمت “العمق” أن هذه الحادثة استنفرت إدارة مستشفى الولادة السويسي، ودفعت مدير المشفى إلى التدخل لتصحيح الأوضاع فيما يخص عدد الحراسات لكل طبيب، فيما يُرتقب عقد لقاء رسمي بالمستشفى، يوم الأربعاء المقبل، لمعالجة هذه الإشكاليات.

وأعادت هذه الواقعة إلى الواجهة، حادثة انتحار الطبيب المقيم المختص في جراحة المسالك البولية بمستشفى ابن رشد بالبيضاء، ياسين رشيد، الذي وضع حدا لحياته بشكل مأساوي بمستشفى كان يخضع فيه للتدريب بفرنسا، قبل أسابيع قليلة.

وأجمع عدد من زملاء الطبيب ياسين رشيد، على أن الضغوط التي تعرض لها من طرف المشرفين على تدريبه بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، والمعاملة السيئة والمضايقات، تسببت في دخوله في حالة اكتئاب انتهت به إلى الانتحار.

وتحول ياسين رشيد بعد وفاته إلى قضية رأي عام وطني، حيث نظم الأطباء وقفات غاضبة في عدة مدن، كما وصل الملف إلى قبة البرلمان، فيما أعلنت الحكومة عن فتح تحقيق في القضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *