منتدى العمق

الطرق كلها مطبات وحفر.. مزيدا من الحذر

لعل الحادث بعد الحادثة ينتج حلولا عبر التفكير في اليات ناجعة للحد من الكوارث التي تنتجها الطرق، لكن في المغرب الحادث بعد الحادثة لا ينتج سوى مزيدا من الأرواح وتحذيرات لا تجدي نفعا. رغم كثرة الإشهارات والتنويهات التي تقوم بها وزارة التجهيز والنقل عبرالاذاعة والقنوات الوطنية.

فعوض علامات التشوير الكثيرة المنتشرة عبر طرق المغرب التي لا تجدي نفعا اقترح عليكم استبدالها الى أخرى أكثر تحديرا وأكثر ايصالا للرسالة، فلا يخفى على أحد انه لم يشاهد هذه العلامات على احدى جنبات الطرق، ” لا تسرع يا ابي، اننا في انتظارك”، فبدل هذه كان بالأحرى استبدالها بـ ” الطرق كله مطبات وحفر، مزيدا من الأرواح”. وفي مقاطع طرقية أخرى تجد علامات تشوير طرقية عكس الاتجاه العام للطريق، ما ينم عن عدم وجود مراقبة وعدم اصدار تقريرات دورية سنوية حول الطرق وحالتها الصحية ورفعها الى الجهات المختصة.

وفي حالة رفع تقرير عن محور او مقطع طرقي ما، غالبا ما تتأخر الإصلاحات بذرائع شتى منها الميزانية والتملص من المسؤولية وغير ذلك. إضافة الى التأخير في انجاز الاعمال وعدم الالتزام بالوقت المحدد، وغالبا ما تجد شركات اصلاح الطرق تتماطل في تسليم الطرق بسبب الأخطاء التقديرية في حساب مدة انجاز الطرق اثناء طلب عروض. وهذا ما يتجلى في المحاور الطرقية التي فيها اصلاحات المنشآت الطرقية حاليا، مثل المقطع بين بويزكارن وكلميم، وكذلك بويزكارن وتزنيت والمقطع الطرقي بين تزنيت واكادير، إضافة الى عديد المقاطع الطرقية في المغرب.

السؤال المطروح: ماذا لو أتت الامطار والفيضانات قبل تسليم تلك المقاطع؟ من هي الجهة المكلفة بتعويض الخسائر التي ستتعرض لها تلك المقاطع والمنشآت الفنية الطرقية؟

ولا يخفى على الجميع الحالة المزرية لجميع جنبات الطرق وما يعرف لدى السائقين بـ “الكوطما” التي تتسبب في اتلاف العجلات مما يؤدي الى حالات انقلاب الشاحنات والسيارات الصغيرة مسببا مزيدا من الأرواح والخسائر المادية. فالمقطع الطرقي بين بوجدور والداخلة على امتداد 200 كلم مليء بتلك الحفر جنب الطريق،المقطع الطرقي بين الصويرة واسفي، نفس الشيء بين اسفي واليوسفية. …. الخ

ان الحديث عن حوادث السير يجب ان يؤخذ على محمل الجد وإيجاد حلول ناجعة. فحالة الطرقات يجب ان تؤخذ في الاعتبار إضافة الى انشاء مصالح مختصة بتفحص الطرق بشكل دوري وارسال تقارير عنها الى الوزارة المكلفة من اجل ادراج ميزانيات مواكبة للإصلاحات.

انه لا يعقل ان تتم اصلاح الطريق اليوم وغذا يأتي من يقوم بأتلافها مثل الاشغال التي تقوم بها شركات الاتصالات وشركات اخرى بالمدنعبر تمديد شبكتها. وهنا يجب مطالبة الجميع الانخراط في الإصلاح بعيدا عن النرجسية. فالمصلحة التقنية والتعمير بالمدن وقبل انجاز المقاطع الطرقية. يتوجب عليها انجاز دراسة حول الطرق ودعوة شركات الاتصالات، وشركات توزيع الماء الصالح وشركات توزيع الكهرباء وشركات تمديد الانابيب الى إعطاء آرائها حول المقاطع التي سيتم العمل عليها. بهذا سيتضح لمصلحة التعمير وللشركات المناطق التي وجب تمديدها بالشبكة (الاتصالات، انابيب المياه الصالحة للشرب، انابيب المياه العادمة، انابيب الكهرباء …) من اجل تخصيص منطقة لتلك الاشغال.

اننا لا ننكر المجهودات التي تبدلها وزارة التجهيز والنقل المكلفة بالمحاور الطرقية بالمغرب. لكن رغم ذلك يتوجب على الجميع الانخراط في تلك الإصلاحات واحترام الآجال القانونية دون غش او تدليس، كما ادعوا السائقين الى احترام قانون السير وعدم التهور اثناء السفر.