منوعات

حصيلة قرابين الأطفال في البيرو ترتفع إلى 316 ضحية

ما تزال عمليات التنقيب التي يقوم بها علماء الآثار في مختلف بقع الأرض تكشف شواهد عن بشاعة المعتقدات الدينية التي هيمنت في فترة من الفترات على فكر البشر، والتي كانت تتخذ أبشع صورها في التضحية بأفراد، وخاصة الأطفال والنساء، لتقديمهم قربانا للآلهة.

وتختلف الأسباب التي تقف خلف طقوس تقديم القربان، بين التقرب للآلهة أو استرضاءها لرفع مخاطر أمنية، مثل طلب الانتصار على العدو، أو طبيعية مثل الجفاف والمجاعة وغير ذلك. كما تقدم القرابين درءا لغضب الآلهة الذي يترجم، حسب المعتقدات القديمة، إلى عقاب مدمر على شكل ظواهر طبيعية مثل الطوفان، أو الزلازل، …

وآخر الشواهد التي اكتشفها العلماء، العثور في البيرو على مقابر تعود لـ76 طفلاً قُدّموا كأضاحي قبل نحو 1000 عام خلال طقوس دينية لحضارة تشيمو التي كانت موجودة في العصر قبل الكولومبي، ليرتفع عدد تلك القربان إلى 316 رفاتا.

انتزعت قلوبهم وأعمارهم بين 6 و15 عاما

وحسب قناة الحرة، اكتُشفت هذه المقابر أثناء عمليات تنقيب كانت تُجرى في مكان مقدّس عُثر فيه سابقاً على عظام أطفال.

وحسب نفس المصدر، قال عالم الآثار لويس فلوريس لوكالة “فرانس برس”، “عثرنا على 76 قبراً تحوي رفات أطفال قُدّموا كأضاحي”.

وعُثر على رفات هؤلاء الأطفال الذين جرت التضحية بهم عندما كانت أعمارهم تراوح بين الـ6 و15 سنة، بين يوليو وغشت في ساحتين صغيرتين في موقع بامبا لا كروث التابع لمنتجع هوانتشاكو الساحلي قرب مدينة تروخيو التي تبعد حوالى 500 كيلومتر شمال العاصمة ليما.

وسبق لفريق الباحثين نفسه الذي يرأسه عالم الآثار غابرييل برييتو أن عثر بين عامي 2016 و2019 على رفات 240 طفلاً قُدموا كأضاحي من مجموعة تشيمو التي كانت تعيش على ساحل بيرو الشمالي الحالي بين سنتي 900 و1450.

وقال لويس فلوريس: “فوجئنا بالعثور على مزيد من الرفات عندما حفرنا على عمق عشرة أو عشرين سنتيمتراً”، موضحاً أن صدور الأطفال فُتحت بشكل مستقيم لسحب قلوبهم.

وتابع أنّ الأطفال قُدموا كأضاحي ربما تزامناً مع أحداث كانت جارية آنذاك كقلة الأمطار أو الجفاف أو مشاكل سياسية أو حروب، مشيراً إلى وجود فرضيات عدة تجري دراستها.

ومن بين الرفات التي عثر عليها، عظام عائدة لخمس فتيات جالسات دُفنّ بوضع رؤسهنّ مقابل بعضهنّ على شكل دائرة.

الأضاحي البشرية والمعتقد الديني

وحسب المصدر السابق، قال غابرييل برييتو لوكالة أنباء “أندينا”: “بفضل موقع بامبا لا كروث، أدركنا أنّ الأضاحي البشرية وبخاصة الأطفال كانت عنصراً أساسياً لدى حضارة تشيمو”.

وإلى جانب علماء الآثار البيروفيين، شارك طلاب وباحثون من جامعات فلوريدا وتولان ولويزيانا في أعمال النبش التي انتهت في سبتمبر.

ويُفترض أن تُستأنف سنة 2023، بحسب فلوريس، ويتوقع تالياً أن يرتفع عدد الرفات البشرية المكتشفة.

وما تزال معتقدات القرابين مستمرة في بعض المجتمعات إلى اليوم، وتناقلت مختلف المصادر الإعلامية خبر الكشف عن عمليات اختطاف وقطع أجزاء من أجساد أطفال في أوغندا في عام 2017، كجزء من طقوس احتفالية للتضحية، وأن القليل من الصغار يبقون على قيد الحياة.

ولدى بعض القبائل الإفريقية، حسب العربية نت، يرتبط ذلك السلوك الإجرامي بممارسة السحر، حيث يُعتقد بأن جسم الإنسان هو تجسيد للروح، وأن بعض الأجزاء منه، هي المكونات الأكثر فعالية في تنفيذ السحر والسيطرة على الخصوم وإخراس الأعداء.

وفي أبريل/ نيسان 2010 عثر على رأس رجل مقطوع وجذعه في معبد في ولاية البنغال الغربية الهندية، حسب بي بي سي عربية، وتقول الشرطة انه “قربان بشري “.

وقد عثر على الجسد والرأس في معبد محلي لـ “الربة كالي” قرب قرية تشوتوماكدامبور في القطاع الغربي من بيربهام.

وتعد الأضاحي البشرية، حسب نفس المصدر، امرا غير قانوني في الهند، بيد ان حالات قليلة تحدث في المناطق الريفية النائية، وبعض الاشخاص من الاميين والفقراء في الغالب يقعون تحت تأثير “السحرة” املا في تغيير حظوظهم.

وتنتشر طقوس الأضاحي البشرية في مختلف المعتقدات الدينية القديمة، وحسب ويكيبيديا، فحضارة الازتك قائمة على الحكم الديني في بداية القرن الرابع عشر، حيث وصلت فكرة التضحيات البشرية لعصرها الذهبي متسببة في مقتل 200 الف شخص سنويا ارضاء للآلهة، خاصة إله الشمس الذي كان يحتاج يوميا إلى ضحية جديدة يتم نزع قلبها، في حين ان بعض الضحايا كان يتم اغراقهم أو قطع رؤوسهم أو يتم حرقها أو القائها من المرتفعات.

ولإرضاء إله المطر، حسب نفس المصدر، يتم ذبح الأطفال الذين يبكون بصوت عال في عدة أماكن حتى ينزل المطر في حين ان غله الذرة كان يتم ارضائه برقص عذراء 24 ساعة متواصلة ثم قتلها وسلخها ليقوم أحد الكهنة بارتداء جلدها، وتذكر بعض الآثار ان أحد ملوك الازتك قام بذبح 80 ألف سجين في حفل تنصيبه ملكا ارضاء للالهة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *