لنا ذاكرة

والد قيادي سابق بـ”البوليساريو” يحكي عن التحاقه بجيش التحرير جنوب المملكة

نشر القيادي السابق في جبهة البوليساريو، مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، مقطع فيديو لوالده المسن، يحكي من خلاله قصة التحاقه بجيش التحرير المغربي في الأقاليم الجنوبي، عام 1956، بعد عودة السلطان محمد الخامس من المنفى.

وقال والد الرئيس السابق لما يسمى بـ”جهاز الشرطة” لدى البوليساريو، إنه كان شابا لم يكمل بعد عقده الثالث في صيف سنة 1956 حينما علم، وهو في الساقية الحمراء، أن محمد الخامس يجهز جيشا لتطهير الجنوب المغربي من الاستعمار، وأن قيادة ذلك الجيش تتجهز في كلميم لدخول المنطقة.

وأضاف المتحدث، “لم أكن متزوجا وقتها لكن حياة أهلي كانت تعتمد علي بشكل كبير. وتصادف أني في خريف ذلك العام ذهبت لبيع رؤوس من الإبل في سوق كلميم لأشتري المؤونة لأهلي، فجعلتها مناسبة لأتحسس من أمر هذا الجيش الذي سمعنا عنه”.

وحكى أنه التقى في كلميم بقائد جيش التحرير في الجنوب محمد بن حمو المسفيوي فشرح له أنهم بصدد تكوين جيش لمحاربة المستعمر في الجنوب، ليعرب له الشاب عن استعداده للانخراط في صفوف هذا الجيش.

وقال المتحدث إن المقاوم بن حمو أخبره أنهم سيقدمون إلى مناطقنا فور استكمال استعداداتهم خلال أيام، “وحتى لا أتأخر عن أهلي بالمؤونة، اقترح علي الذهاب لألتحق بهم عند قدومهم”.

وتابع أنه كان في طريق عودته إلى زمور بقلب الساقية الحمراء لما علم ببلوغ جيش التحرير بالجنوب لمنطقة أبطيح بمدينة طنطان، ليلتحق بمجموعة المقاومين القادمة من الشمال لتحرير الجنوب “ولم تكن أكثر من ستين نفر. ستشكل لاحقا قيادة و نواة الجيش الذي سيتجاوز تعداده الآلاف بعد انضمام كل من يستطيع حمل السلاح من شباب الصحراء إليه في وقت لاحق”.

“كان زاد المجموعة محدود مقارنة بما هم مقبلين عليه و أسلحتهم خفيفة و مراكبهم جمال. لكنهم بدو متحمسين لما هم مقبلين عليه”، يضيف المتحدث، “وبما أنني أول من التحق بهم من ناس الساقية الحمراء ووادي الذهب وأعرف أهلها وشعابها طلب مني القائد بن حمو أن أبقى بجنبه لمساعدته في استقبال من سيقدم على الجيش من متطوعين وترتيب لقاءاته مع أعيان المنطقة”.

واسترسل “من بطيح كنت دليلهم نحو عمق الساقية الحمراء نرتحل ليلا و ننصب خيامنا نهارا، كما لو كنا تجمع من بدو الصحراء حتى لا نثير الشبهة، قبل أن نستقر قرب منطقة سيد أحمد لعروسي ضواحي مدينة السمارة التي توجد بها حامية إسبانية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *