اقتصاد

قيمة “فيسبوك” تواصل الانهيار.. مارك خارج لائحة 10 أثرياء بالعالم لأول مرة منذ 2015

تكبد الرئيس التنفيذي وأحد مؤسسي شركة “ميتا”، مارك زوكربيرغ، خسارة قاسية خلال العام المنصرم، بعدما فقد أزيد من نصف ثروته في أقل من سنة، ما تسبب في خروجه من قائمة أغنى عشر أثرياء في العالم للمرة الأولى منذ عام 2015.

وخسر زوكربيرغ”، حسب تقديرات المجلة العالمية المتخصصة “فوربس”، أكثر من نصف ثروته أي ‏ما يعادل 76.8 مليار دولار منذ شتنبر من سنة 2021 عندما احتل وقتها ‏المرتبة الثالثة في قائمة أثرياء الولايات المتحدة التي تضم أغنى 400 شخص في ‏البلاد، قبل أن يتراجع في قائمة هذه السنة إلى المرتبة الحادية عشر بثروة بلغت ‏‏57.7 مليار دولار.

وواصل سهم ‏”ميتا”، (‏فيسبوك سابقاً)، الانخفاض بنسبة 57% منذ بداية حسابات القائمة في شتنبر من عام 2021، حيث تضرر سهم شركة التواصل الاجتماعي الشهيرة بشكل حاد لأسباب عدة، حسب تقارير متخصصة، على ‏رأسها تحديث شركة ‏”أبل” لسياسة الخصوصية في العام الماضي والتي ستجعل ‏من الصعب على شركات التكنولوجيا تعقب المستخدمين من خلال التطبيقات، وهو ‏ما يؤثر على إيرادات ‏”ميتا” من الإعلانات.‏

ونتيحة لذلك، سجلت ‏”ميتا” أول تراجع فصلي في الإيرادات في تاريخها حيث ‏انخفض بنسبة 1% خلال يوليوز الماضي إلى 28.8 مليار دولار.‏

ومن بين الأسباب الأخرى التي ساهمت في هذا التراجع، “شدة التنافسية في صناعة التواصل الاجتماعي وجذب المستخدمين، ومن بين منافسي “‏ميتا” تطبيق ‏”تيكتوك” الذي يجذب المزيد من ‏المعلنين والمستخدمين لا سيما جيل الشباب، وبالتالي، تعرض تطبيق “إنستغرام” ‏لضغوط تنافسية أيضا.‏

حيب مجلة “فوربس” فقد أصبح “زوكربيرغ” مليارديراً لأول مرة في عام 2008، أي بعد أربع سنوات فقط ‏من تأسيس ‏”فيسبوك”، بعمر 23 سنة، ليصبح أصغر ‏ملياردير  في قائمة “فوربس 400″، محتلا المرتبة الـ321 بثروة بلغت 1.5 ‏مليار دولار، وبحلول عام 2011، قفز صافي ثروة “زوكبيرغ” 12 ضعفاً لتسجل ‏‏17.5 مليار دولار.‏

وسبق لمارك زوكبيرغ أن تراجع سنة 2012 من المرتبة الرابعة عشر إلى المرتبة السادسة والثلاثين ‏في قائمة الأثرياء، بعدما تم إدراج سهر “فيسبوك” آنذاك في البورصة الأمريكية، غير أن الأمر لم يستمر طويلاً، فقد استرد ثروته ‏بشكل تدريجي إلى أن بلغت 134.5 مليار دولار في عام 2021، وهي أعلى ثروة ‏يبلغها مؤسس ‏”فيسبوك.‏

تجميد التوظيف وتسريح الموظفين

أفادت مجلة “أرابيان بيزنيس” أن شركة “ميتا”، بدأت بتسريح موظفين وأخبرت 60 من المتعاقدين في مؤتمر فيديو أنه تم اختيارهم “عشوائيًا” بواسطة خوارزمية ليتم تسريحهم عبر شركة استشارات.

في السياق ذاته، ذكر مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا” أنه سيتخلص من الموظفين ذوي الأداء الضعيف من خلال “مراجعات الأداء القوية” يتم توظيف المقاولين عبر شركة الاستشارات “أكسنتشر” في مكتبهم في أوستن، وهي شركة لديها صفقة تبلغ قيمتها ما يقرب من نصف مليار دولار سنويًا لتعيين موظفين في الشركة.

من جانبها، أكدت صحيفة “وول ستريت” أن “ميتا” تخطط لخفض عدد موظفيها بحوالي 10 في المئة على الأقل خلال الأشهر المقبلة، تزامنا مع تباطؤ في النمو وارتفاع المنافسة.

وأشار مدراء حاليون وسابقون لدى الشركة للصحيفة إلى أن فرع الشركة في كاليفورنيا بدأ بتسريح عدد كبير من الموظفين بهدوء من خلال إعادة تنظيم أقسامه، ومنح الموظفين المغادرين فرصة للبحث عن عمل في أقسام أخرى.

إلى ذلك، قالت الشركة المالكة لفيسبوك وإنستغرام إنَّها ستجمد التوظيف وتُعيد هيكلة بعض الفرق في محاولة لخفض التكاليف وتغيير الأولويات، حيث أعلن زوكربيرغ عن تجميد الوظائف في شركة الشبكات الاجتماعية خلال جلسة أسئلة وأجوبة أسبوعية مع الموظفين.

وقال زوكربيرغ: “كنت آمل أن يكون الاقتصاد قد استقر بشكل أكثر وضوحاً الآن، ولكن مما نراه لا يبدو أنَّه قد حدث بعد، لذلك نريد التخطيط بشكل متحفظ إلى حد ما”.

وكانت “ميتا” قد أكدت في وقت سابق من هذا العام أنها تخطط لإبطاء التوظيف في بعض الأدوار الإدارية، وأجّلت تسليم وظائف عدة بدوام كامل للمتدربين الصيفيين، كما أوضح زوكربيرغ أنَّ التجميد كان ضرورياً لأنَّنا “نريد التأكد من أنَّنا لا نضيف أشخاصاً إلى فرق لا نتوقَّع أن يكون لها دور في العام المقبل”.

وكان زوكربيرغ قد حذّر في يوليوز الماضي من أنَّ “ميتا” “ستُقلل بشكل مطّرد نمو عدد الموظفين”، وأنَّ “العديد من الفرق ستتقلّص حتى نتمكن من تحويل الطاقة إلى مناطق أخرى”، حيث تشمل الأولويات داخلياً “ريلز” وهو منافس “تيك توك”، بالإضافة إلى خطة زوكربيرغ المستقبلية للإنترنت والمعروفة باسم “ميتافيرس”.

وتتوفر “ميتا” على أكثر من 83.500 موظف اعتبارا من 30 يونيو، وأضافت 5700 موظف جديد في الربع الثاني، غير أن زوكربيرغ قال إنَّ الشركة ستكون “أصغر إلى حد ما” بحلول نهاية عام 2023.

وتستعد الشركة حالياً للكشف عن نتائج أعمالها الفصلية والتي من المتوقع أن تشهد تراجعًا في الإيرادات للربع الثاني على التوالي، حيث سجلت حوالي 6.69 مليار دولار كأرباح للربع الثاني من العام الحالي، بتراجع نسبته 36% من 10.3 مليار دولار حققتها الشركة في الفترة ذاتها من العام 2021.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *