فتح تحقيق في غامبيا للاشتباه بوجود صلة بين وفيات أطفال ودواء للسعال

كشفت الشرطة الغامبية عقب تحقيق أولي، صدر أمس الثلاثاء، أن وفاة 69 طفلا جراء إصابات حادة في الكلي في غامبيا ترتبط بأربعة أنواع من شراب للسعال تم تصنيعها في الهند واستيرادها إلى دولة غرب إفريقيا عبر شركة أدوية يوجد مقرها في الولايات المتحدة.

وكان محققون تابعون لمنظمة الصحة العالمية أكدوا أن التحاليل المختبرية لشراب السعال أكدت وجود كميات “غير مقبولة” من مادة الداي إيثيلين غلايكول والإيثيلين غلايكول، التي يمكن أن تكون مواد سامة، في أربعة منتجات تصنعها شركة يوجد مقرها بنيودلهي.

وأدرج تقرير الشرطة نفس منتجات الشركة الأربعة التي ذكرتها منظمة الصحة العالمية.

وطلبت شركة Atlantic Pharmaceuticals Company Ltd ومقرها أطلانطا، والمخول لها بتصدير الأدوية إلى غامبيا، ما مجموعه 50000 زجاجة من هذه الشراب، وفقا لتقرير الشرطة الغامبية.

وحسب التقرير “تم حجز 41 ألف 462 زجاجة من أصل 50 ألف زجاجة من الشراب السعال الملوث للأطفال، فيما لم يتم العثور بعد على 8538 زجاجة “، مضيفا أن التحقيقات لا تزال جارية.

يشار إلى أن السلطات الغامبية بدأت التحقيق خلال شهر شتنبر بعد أن لاحظ الأطباء في يوليوز المنصرم ظهور أعراض الفشل الكلوي على عددا من الأطفال بعد تناولهم شراب الباراسيتامول المباع محليا والذي تم استخدامه لعلاج الحمى.

وتسببت الأضرار التي لحقت بالكلي في مقتل 69 طفلا، بحسب السلطات التي أمرت بتعليق بيع جميع العلامات التجارية لشراب سعال “الباراسيتامول” وصادرته من الصيدليات ومن الأسر.

وتم توزيع شراب السعال Maiden Pharma الملوث فقط في غامبيا، على الرغم من أنه ربما يكون قد وصل إلى أماكن أخرى عبر الأسواق غير الرئيسية.

وقال وزير الصحة أحمد أمين سماتة الأسبوع الماضي “نحن جميعا ضحايا لممارسات التصنيع السيئة. كدولة، ليس لدينا كل الموارد والإمكانيات البشرية للتصنيع ليس لدينا مختبر لاختبار الأدوية”.

وأضاف أن الشركاء الدوليين سيساعدون البلاد على تعزيز أنظمة مراقبة الأدوية ولوائح الاستيراد، مشيرا إلى أن الحكومة ستتخذ إجراءات ضد الشركات المصنعة في الهند.

وأعلن رئيس غامبيا، أداما بارو، عن تدابير للحماية من استيراد المنتجات المزيفة، بما في ذلك إنشاء مختبر لمراقبة جودة الأدوية، لاسيما بعد وفاة هؤلاء الأطفال في غامبيا.

من جهتها، أطقلت السلطات الصحية في السنغال، البلد المجاور لغامبيا دعوة من أجل الحيطة والحذر، على الرغم من أن هذه المنتجات غير مصرح بها في البلاد.