منوعات

باحثون ألمان يفتحون آفاقا جديدة لعلاج مرضى الاكتئاب المزمن

يصيب اضطراب الاكتئاب ملايين الناس عبر العالم، ويقضي معظمهم حياتهم في معاناة نفسية وجسدية واجتماعية شديدة قد تمتد إلى سنوات كما هو الشأن بالنسبة لمرضى الاكتئاب المزمن.

وقطع الطب أشواطا مهمة في علاج الاكتئاب، سواء على مستوى الأدوية أو العلاج النفسي. وتتواصل الأبحاث الطبية لإيجاد علاج ناجع وفعال لهذا المرض الذي تصفه منظمة الصحة العالمية بأنه مرض شائع يصيب نحو 280 مليون شخص عبر العالم.

وحديثا توصل باحثون في ألمانيا إلى حقيقة من شأنها أن تفتح آفاقا جديدة في علاج الاكتئاب المزمن، حيث أكدوا أن بعض مرضى الاكتئاب المزمن يمكن عكس حالة أدمغتهم في غضون أسابيع من العلاج المناسب.

فما هو الاكتئاب المزمن؟ وماذا يعني ما توصل به الخبراء الألمان؟ بماذا سيفيد مرضى هذا النوع من الاكتئاب؟

مرضى الاكتئاب المزمن يمكن عكس حالة أدمغتهم بالعلاج المناسب

يعد الاكتئاب المزمن من الأمراض التي يصعب معالجتها، لكن باحثين ألمان أشاروا في بحث جديد، حسب قناة الحرة، إلى أن العلاج المناسب يمكن أن يغير هياكل الدماغ التي تأثرت بالمرض، وفق ما نقل موقع “ساينس ألرت”.

ويعاني مرضى الاكتئاب المزمن من صعوبة في تنظيم المشاعر السلبية والاستجابة الفسيولوجية للإجهاد.

وفي الماضي، حسب نفس المصدر، وجدت دراسات تصوير الدماغ أن الاكتئاب الخطير يرتبط بالتغيرات في حجم المادة الرمادية (المكونة من أجسام الخلايا العصبية) والمادة البيضاء (المكونة من الألياف العصبية).

ويعتقد الباحثون في ألمانيا أنه بسبب ارتباط بنية الدماغ البشري والاكتئاب فقد يساعد العلاج، وفق تقرير الموقع.

وتم تقديم الدراسة الجديدة في الكلية الأوروبية السنوية الـ 35 لعلم الأدوية العصبية النفسية في فيينا، وفق التقرير.

وينقل الموقع، حسب المصدر السابق، أن أدمغة 109 مرضى خضعت للفحص باستخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). وبعد ذلك، تم علاجهم إما بالعلاج بالصدمة الكهربائية أو العلاج النفسي أو الأدوية المضادة للاكتئاب، أو مزيج من جميع العلاجات.

وبعد ستة أسابيع من أول فحص بالرنين المغناطيسي، تم فحص أدمغة المرضى مرة أخرى. ثم تمت مقارنة النتائج “قبل وبعد” مع أدمغة 55 مشاركا من الأصحاء، ووجد المؤلفون أن الاتصال زاد بين الخلايا العصبية في أجزاء معينة من الدماغ، وفق التقرير.

وأظهرت التجربة أن العلاج بالصدمة الكهربائية والعلاج السلوكي المعرفي ومضادات الاكتئاب يمكن أن تحسن بشكل كبير أعراض الاكتئاب.

وينقل التقرير عن الطبيب النفسي إريك روهي، الذي لم يشارك في الدراسة الحالية، “هذا يعني أن بنية الدماغ لدى المرضى الذين يعانون من الاكتئاب السريري الخطير ليست ثابتة كما كنا نعتقد، ويمكننا تحسين بنية الدماغ في إطار زمني قصير، حوالي 6 أسابيع”.

الاكتئاب والاكتئاب المزمن

حسب منظمة الصحة العالمية، يختلف الاكتئاب عن تقلبات المزاج المعتادة والانفعالات العابرة إزاء تحديات الحياة اليومية.

ويعرف موقع “مايو كلينيك” الطبي، الاكتئاب بأنه اضطراب مزاجي يسبب شعورًا دائمًا بالحزن وفقدان الاهتمام. وهو يؤثر على شعور المريض وتفكيره وسلوكه ويمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل العاطفية والجسدية.

وحسب منظمة الصحة العالمية، الاكتئاب مرض شائع، إذ يقدّر أنه يصيب 3.8% من الأشخاص في العالم، 5.0% منهم من البالغين و5.7% من البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة.

وحسب نفس المنظمة، قد يتحول الاكتئاب إلى حالة صحية خطيرة، لا سيما إذا يتكرر حدوثه بحدة متوسطة أو شديدة. ويمكن أن يؤدي عند من يصاب به إلى المعاناة الشديدة وتأثر الأداء في العمل والمدرسة والأسرة. ويمكن أن يؤدي الاكتئاب في أسوأ حالاته إلى الانتحار. وينتحر كل عام أكثر من 700,000 شخص. والانتحار هو رابع سبب رئيسي للوفاة عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة.

والاكتئاب المزمن، أو الاضطراب الاكتئابي المستمر، ويعرف أيضًا بالاكتئاب الجزئي، حسب “مايو كلينين” هو نوع مستمر طويل الأجل (مزمن) من الاكتئاب. يفقد فيه المصاب الاهتمام بالأنشطة اليومية العادية، ويشعر بفقدان الأمل، وتقل إنتاجيته، وينخفض مستوى ثقته بنفسه، وينتابه شعور عام بعدم الكفاءة. تدوم هذه المشاعر لأعوام، وقد تتداخل تداخلًا كبيرًا مع علاقاته، والمدرسة، والعمل والأنشطة اليومية.

وحسب نفس المصدر، قد يجد المصاب بالاكتئاب المزمن صعوبة في أن يكون متفائلاً حتي في المناسبات السعيدة. ونظرًا إلى الطبيعة المزمنة لاضطراب الاكتئاب المستمر، فقد يكون التأقلم مع أعراض الاكتئاب تحديًّا، ولكن قد يكون مزيج الأدوية والعلاج بالتحدث (العلاج النفسي) فعّالًا في علاج هذه الحالة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *