مجتمع

قرأت 200 كتاب وحلت وصيفة لتحدي القراءة بالمغرب.. التلميذة مروة تكشف سر تألقها (فيديو)

لم يأتي حصول التلميذة مروة سكور على المرتبة الثانية وطنيا في مسابقة تحدي القراءة العربي بمحض الصدفة، ولم يقف تخصصها العلمي حاجزا بينها وبين مطالعة الكتب الأدبية والفكرية، بل كانت المزاوجة بينها وصفة مساهمة بشدة في تفوقها الدراسي.

يرجع الفضل في هذا النجاح التفوق، وفق ما عبرت عنه مروة في لقاء مصور مع جريدة “العمق”، لأمها، بعدما لامست فيها الشغف والومق بالكتب، وحب الاطلاع على القصص وسيَّر العلماء وكبار الشخصيات. كما ساهمت مشاركتها المتكررة في مسابقات القراءة والخطابة، سواء المحلية بمدينتها شيشاوة، وحتى الوطنية التي جسدها تحدي القراءة العربي.

الهامش والتعليم العمومي..

تتابع مروة سكور، دراستها في السنة ثانية بكالوريا علوم فيزيائية خيار فرنسية، بالتعليم العمومي بمؤسسة عمومية بشيشاوة، هذه المدينة التي تفتقر فيها شروط خلق نموذج مثل مروة، لانعدم مرافق عمومية ومكتبات تشبع رغبات القراء، من غير خزانة يتيمة وسط حديقة المدينة.

لكن التلميذة المثابرة، كما لم تصنع الظروف المحيطة نجاحها، فهي لم تحبطها أيضا، فهي شابة عاشقة للتحدي والمثابرة، وقد قادها ذلك إلى عدم الاستسلام والمشاركة في تحدي القراءة العربي لثلاثة مرات متالية، حققت في آخر نسخة رتبة الوصيفة.

تقول مروة في لقائها بـ”العمق”: “لم أتوقع أن أكون من بين العشرة الأوائل الفائزين في تحدي القراءة العربي بالمغرب، فلم يكن الأمر يسيرا علي أبدا. ما زلت أتذكر يوم المسابقة الذي صادف 14 يونيو 2022، فقد كان يليه مباشرة في اليوم التالي الامتحان الجهوي، وما تطلبه ذلك من استعداد للامتحان والمسابقة معا في نفس المدة.


الآداب والعلوم؛ اتصال لا انفصال..

لا تجد مروة سكور فُرقات بين تخصصا الدراسي في الفيزياء وبين الكتب الأدبية التي تقرأها، بل تخلق عندها المزاوجة بينهما اكتمالا معرفيا يقودها في رحلة اكتشاف الذات، تقول مروة هنا: “أحب أن أُزاوج بين المجال العلمي والأدبي، فليس علي أن أعتبر الواحد منفصلا تمام الانفصال عن الآخر”.

وتضيف في اللقاء ذاته، “أن المجال الأدبي يعلمني كيف أفكر خارج الصندوق، وكيف أكون حرة في تفكيري، الأدب ينمي تركيزي وتفكيري. والعلوم تمكنني من الاطلاع على سير العلماء ومنهم أخذ العبرة والتجربة”.

الرحلة التي لا تتوقف..

تسترسل المتحدثة أنها تجد كل ما هو فني وأدبي متنفسا، وتعمل على الموازنة بين دراستها واهتماماتها الأدبية، وتجد “الواحد منهم في خدمة الآخر؛ فمن خلال الكتب أحاول أيضا أن أكتشف نفسي، وهذا هو التحدي الذي رفعته، أي البحث عن ذاتي في الكتب”.

تجيب مروة عن ما إذا كانت قد استطاعت اكتشاف ذاتها، بالقول والابتسامة تعلو محياها: “نحن في هذه الحياة في رحلة مستمرة للكشف عن ذواتنا، كلما راودنا شعور الاقتراب من ذلك، نكتشف أننا لم نصل بعد لأي شيء”، تجدد مروة أنفاسها وتضيف: “ما زلت أكتشف وأحاول البحث عني بين صفحات الكتب وأسطرها”.

أول الغيث قطرة..

“يولد الطفل ولا دراية له عن العالم”، تقول مروة هذا، وتضيف بأن “الطفل يرى محيطه في والديه، فيخال العالم مختزلا فيهما، بالتالي فإن المصدر الأول لما يكتسبه الطفل لمواجهة الحياة يكون من عند والديه أولا”.

تكشف مروة أن الفضل الكبير وراء هذه النجاحات،  والتي لا شك فيها “من بعد  توفيق الله، يعود لوالدتي، هي محيطي الأول والمستمر معي إلى اليوم، ما زلت أتذكر أن بداياتي الأولى، عندما كنت أدرس في الابتدائي، قد منحتني نصا أدبيا ضمن مقرر دراسي يعود تاريخه لما كانت تدرس في السنة الثانية إعدادي، وبعدها كان ذلك النص بمثابة القطرة التي جاءت بهذا الغيث”.

وعليه، تشدد مروة  على أن الخطوة الأولى تكون من الوالدين، موردة أن عليهما أن يكون همهما الأول هو “المعرفة وإِكساب المعرفة ومناهج التعلم الذاتي لأطفالهم، وأن لا يقمعا فيهم التساؤل والاستفسار”.

رصيد يتعدى الـ200 كتاب..

تقول مروة إنه يصعب عليها إحصاء عدد الكتب التي قرأتها بالضبط، “لكن يمكنني القول أنني تجاوزت الـ200 كتاب، فكلما قرأت كتاب جيدا، أشعر بأنه أول كتاب لي في مسيرتي”.

أما عن مجال قراءتها تضيف التلميذة سكور، أنها تقرأ في مجالات متعددة ولا تختزل شغفها في مجال معين؛ فهي تتطلع على كتب الفلسفة والفكر والثقافة والتاريخ والفن وغيرها من المجالات.

تشجيع وتقوية عزيمة..

وشجعت التلميذة مروة أقرانها من ضرورة المطالعة والانفتاح على الكتب في مجال دراستهم وغيره، تنمية لأفكارهم وتحصينها، كما حثتهم على المشاركة في المسابقات التي تعنى بالقراءة والمطالعة، لأن المنافسة تجعل المشاركين يبذلون أقصى ما عندهم.

كما أوضحت طريقة المشاركة في مسابقة تحدي القراءة العربي، والمطلوب من المشاركين، علاوة على نوعية الكتب والأسئلة التي تطرحها اللجان.

أما بخصوص مستقبلها،تقول مروة: “أراني في كل ما هو فني أدبي جميل، لا أخفيكم أنه لي بعض المحاولات في الكتابة، فأنا أكتب الخواطر وأجتهد في كتابة القصص القصيرة، مضيفة أنه يصعب عليها تحديد مستقبلها بوضوح “لكن كلي أمل أن يكون لي شأن في المجال الأدبي، ولما لا أن أكون كاتبة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *