سياسة

حرب التصريحات تشتعل بين بنكيران وأخنوش بسبب الحكومة

دخل رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، ووزيره في الفلاحة عزيز أخنوش، في “حرب كلامية” بينهما بسبب مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، فبعد “الفيديو” الذي هاجم فيه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، وما تلاه من رد لزعيم “الأحرار” انتقد فيه تصريحات رئيس الحكومة بسبب كلمة “معطوب”، عاد بنكيران ليهاجم أخنوش مجددا مساء اليوم الثلاثاء، مشيرا إلى أنه “لن يقبل الابتزاز”.

أخنوش لبنكيران: إذا كنا حزبا معطوبا فلماذا تنتظرنا

ففي رد له على تصريحات رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، قال عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، “إنه تفاجأ، شأنه شأن جميع المعنيين بتصريحات رئيس الحكومة، بطريقة الخطاب الذي ينصب نحو الإلقاء بمسؤولية تأخر تشكيل التحالف الحكومي على أطراف أخرى”.

وحسب يومية الأخبار في عددها الصادر ليوم غد، فقد اعتبر أخنوش أن التهجم بشكل “غير مسبوق على حزب حصل على 37 مقعدا حسب رئيس الحكومة، هو أمر غريب حقا” مضيفا “إذا كنا حزبا معطوبا بهذا الشكل وكان كلامنا مزعجا ولا يعجب، فلماذا ينتظرنا رئيس الحكومة لتشكيل تحالفه”.

وقال أخنوش، “هذه الهجمات التي لا نعرف حتى تاريخها هل هو 5 نونبر أم 15 نونبر، تسيء لمؤسسة رئيس الحكومة، والطريقة التي يفكر بها ويتعامل بها مع الفرقاء السياسيين”.

وتساءل أخنوش “هل بهذا الشكل نتحدث عن الحلفاء المحتملين لتشكيل الحكومة، وهل بهذا الخطاب السياسي سنستمر بالعمل سويا خلال 5 سنوات من أجل خدمة الوطن، لا يمكن أن نقبل بأي شكل من الأشكال بهذه الأجواء التي تخالف تماما طريقتنا في التفكير والعمل” مشيرا إلى أن شعار الأحرار وشروطه للعمل والانضمام إلى التحالف الحكومي واضحة بل تعد بسيطة في المجمل، حسب قوله.

وأضاف زعيم “الحمامة” بالقول: “لا نريد أن يضيع وقتنا في الكلام الفارغ والتصريحات الجوفاء، ليست هذه الطرق من أعرافنا في التجمع، وليس هذا الخطاب هو ما ينتظره المغاربة، مؤكدا أن الوقوع في هذا النوع من الخطاب، كان على رأس التخوفات التي عبرت عنها شخصيا خلال لقائي برئيس الحكومة، وهاهي تتأكد اليوم عبر هذه التصريحات، وبالتالي لا يمكننا الجزم أننا على الطريق الصحيح إذا ما تم الاستمرار بالتعامل معنا بهذه الطريقة التي لا تنم عن حسن نية”.

بنكيران: مابغيناش العار مع أخنوش لكن لا للابتزاز

وفي تفاعل سريع مع هجوم أخنوش على ابن كيران، خرج الأخير بتصريح لجريدة “أخبار اليوم”، قال فيه :”لا أريد العار مع أخنوش لكني لا أقبل أي ابتزاز في مشاورات تشكيل الحكومة”.

وأوضح رئيس الحكومة أن وصفه لحزب التجمع الوطني للأحرار بأنه “معطوب”، كان يعني وصف وضعيته حين كان بدون رئيس، “ولا يتعلق الأمر هنا بمعيورة، ولا داعي للتصرف على هذا الأساس، لكنني لا أعرف كيف يمكن فهم أن يقوم حزب في مرحلة صعبة استقال فيها رئيسه، بضم حزب آخر إليه بتلك الطريقة”، في إشارة إلى تحالف الأحرار والاتحاد الدستوري.

وأضاف ابن كيران بالقول، حسب المصدر ذاته: “حنا ما بغينا عار مع السي أخنوش، لكن ليكون الأمر واضحا، أنا اعتبرتهم الحزب الأول في أغلبيتنا السابقة، وجعلتهم في المرتبة الأولى في المشاوات، لكن إذا كانوا لا يرغبون في الالتحاق بالأغلبية الجديدة على راحتهم، لكن ليتأكد الجميع أنه لا مجال لأي ابتزاز”.

ابن كيران: عندك 37 يعني عندك 37

وكان رئيس الحكومة المكلف عبد الإله ابن كيران، قد قال في خرجة إعلامية محسوبة، إنه لن يقبل من أي شخص مهما كان أن يأتي ويقوم بإهانة إرادة المواطنين، ويبدأ بالتصرف معي كأنه رئيس للحكومة وليس أنا، مشيرا أن “هذه التصرفات غير معقولة وغير مقبولة وأن نتائج الديمقراطية هي هذه ويجب أن نقف في وجه أي كان من أجل حماية إرادة الناخبين”.

وكشف ابن كيران في فيديو مصور أفرج عنه حزب البيجيدي أمس الإثنين، أن أخنوش جاءه بشروط لا يمكن أن يقبلها وذلك في أول لقاء تشاوري لهما، مضيفا أنه مباشرة بعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية، “كانت هناك محاولات للانقلاب على النتائج”، في إشارة منه إلى الاجتماع الذي عقده إلياس العماري مع إدريس لشكر وحميد شباط، وبمباركة حزب الأحرار.

وقال بنكيران مخاطبا أخنوش بشكل ضمني: “ما غديش نقبل يجي شي واحد، شكون ما كان، ويهين الإرادة الشعبية، ويبدا يتصرف معايا كأنه رئيس الحكومة ماشي أنا، هذا غير مقبول، الديموقراطية هي هادي، عندك 37 عندك 37”.

وأوضح أنه لم يفهم سر مساندة حزب التجمع الوطني للأحرار لـ “المحاولة الانقلابية” رغم أنه كان جزء من الأغلبية، معبرا في السياق ذاته عن استغرابه من التحالف الذي جرى بين حزبي الأحرار والاتحاد الدستوري، قائلا: “حزب الأحرار كان حينها معطوبا، غير أنه دخلَ في تحالفٍ مع حزب الاتحاد الدستوري، وهو شيء لم أفهمه لأنه كان خارج نطاق المعقول”.