وجهة نظر

من قصص وألغاز كليلة ودمنة المعاصرة

كان في أيامنا هذه ما كان،
من عجيب قصص هذا الزمان!
وليس من أساطير أيام زمان،
ولا سابق الدهر والأوان!
يمامة خفيفة عند العد والحسبان،
لكنها تتبختر فوق ظهر حصان،
وتعمل منقارها في سنبلة غنية الأفنان،
وتتقدم أو تتأخر على جرارها،
حسب مقتضيات الدهر والزمان،
تريد أن تطفئ نور مصباح،
وإن أمكن قد تزيحه من المكان،
وتفرق بينه وبين ميزان،
ضارب في الزمان والمكان،
وتمحو حروف كتاب طالما،
استعصت على الضمور والنسيان،
رغم قسوة وأهوال الزمان،
وتقضم وردة قد كان لها،
شأن عظيم في سالف الأوان،
ورب حامل وردة يتغزل بيمامة،
طالما خصها بتنقيص وامتهان!
فمن يفك هذا اللغز منكم،
يا حضرات الرجال والنسوان؟
فهل بكت تلكم الحمامة أم غنت،
على فروع الأشجار والأغصان؟
ــــــــــــــــــ

غَـيْرُ مُـجْدٍ في مِلّتي واعْتِقادي
نَــوْحُ بـاكٍ ولا تَـرَنّمُ شـادِ
وشَـبِيهٌ صَـوْتُ الـنّعيّ إذا
قِيسَ بِـصَوْتِ الـبَشيرِ في كلّ نادِ
أَبَـكَتْ تِـلْكُمُ الـحَمَامَةُ أمْ غَنَّـت
عَـلى فَـرْعِ غُصْنِها المَيّادِ؟
صَـاحِ هَـذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْبَ
فـأينَ الـقُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ؟
خَـفّفِ الـوَطْء ما أظُنّ
أدِيمَ الأرْضِ إلاّ مِـنْ هَـذِهِ الأجْـسادِ
وقَـبيحٌ بـنَا وإنْ قَـدُمَ الـعَهْدُ
هَــوَانُ الآبَـاءِ والأجْـدادِ
سِـرْ إنِ اسْطَعتَ في الهَوَاءِ رُوَيداً
لا اخْـتِيالاً عَـلى رُفَـاتِ العِبادِ
رُبّ لَـحْدٍ قَـدْ صَارَ لَحْداً مراراً
ضَـاحِكٍ مِـنْ تَـزَاحُمِ الأضْدادِ
وَدَفِـيـنٍ عَـلى بَـقايا دَفِـينٍ
فـي طَـويلِ الأزْمـانِ وَالآبـاد
ـــــــــــــ