سياسة

“جون أفريك”: الملك محمد السادس لن يشارك في القمة العربية بالجزائر

 قالت صحيفة “جون أفريك”، إن الملك محمد السادس ألغى مشاركته في قمة الجامعة العربية التي كان من المفترض أن تطلق اشغالها، غدا الثلاثاء، في الجزائر العاصمة.

وكانت الصحيفة ذاتها قد كشفت في خبر نشرته شهر شتنبر الماضي، عن حضور الملك محمد السادس شخصيا لهذه القمة التي وصفها العديد من المتتبعين بالفاشلة حتى قبل انعقادها.

وذكرت الصحيفة الفرنسية، أن من أسباب إلغاء الملك مشاركته في هذه القمة، عدم تقيّد البلد المضيف بالأعراف الديبلوماسية خلال استقبالها لوزير خارجية المغرب والوفد المرافق له.

وأضافت أن غياب رؤساء الدول الذين تعتبرهم الرباط من الدول المقربة منها، عن هذه القمة، كالسعودية، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، والأردن، ومصر، ساهم أيضا في هذا القرار.

وفي خبر نشرته في الساعات الأولى من صباح أمس الأحد، قالت الصحيفة إنه على الرغم من الغياب الرسمي للعديد من رؤساء الدول عن القمة، فإن القصر سيعلن موقفه في اللحظة الأخيرة.

ونقلت الصحيفة ذاتها عن وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة قوله، “إن الملك في الوقت الراهن، يراقب ويتابع مسار الأحداث، وسيقرر متى يحين الوقت لإعلان مشاركته إذا تم استيفاء شروط هذه المشاركة”.

وفي خطوة مستفزة ومنافية لكل الأعراف الديبلوماسية، تجاهل مسؤولو النظام الجزائري تخصيص استقبال رسمي لوزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، عند وصوله، أول أمس السبت، لمطار هواري بومدين بالعاصمة الجزائرية، للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب تحضيرا للقمة العربية بالجزائر.

وبحسب مصدر دبلوماسي مغربي رفيع المستوى، فإن الوفد المغربي تعرض لخروقات بروتوكولية وتنظيمية متنافية مع الأعراف الدبلوماسية والممارسات المعمول بها في الاجتماعات، وذلك بشكل متعمد من طرف المسؤولين الجزائريين.

وتعرض الوفد المغربي لتهميش واضح منذ وصوله إلى قاعة الاجتماع أو خلال الأنشطة الموازية، بما فيها مأدبة العشاء التي أقامها وزير الخارجية الجزائري على شرف المشاركين، حيث أمعنت الجهة الجزائرية المنظمة في تهميش رئيس الوفد المغربي، متجاهلة تطبيق العرف الدبلوماسي أو الترتيب الأبجدي.

وأكد المصدر ذاته أن من شأن تلك التجاوزات أن تحدث ارتباكا جسيما فيما تبقى من أشغال القمة العربية وهي التي تفسر غياب مجموعة من القادة العرب أو عدول آخرين عن الحضور.

إضافة إلى ذلك، أوضح المصدر الدبلوماسي المغربي أن الوفد المغربي، مثله مثل بقية الوفود العربية، عانى من استفزازات أحد الموظفين الجزائريين الذي اتسم سلوكه بالعنف والهجومية، وغياب الحياد وفرض وجهة نظره وفشله في البحث عن التوافق.

ونشرت الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية الجزائرية على فيسبوك، صور استقبال وزير الخارجية للنظام الجزائري للوزراء العرب، في حين تعمدت عدم الإشارة إلى الوزير المغربي.

وبحسب إعلاميين من عين المكان، فقد وجه مسؤولو الإعلام في مطار الهواري بومديان الصحافيين بعدم إعطاء أهمية لوصول الوفد المغربي المشارك في أشغال ⁧‫القمة العربية‬⁩.

وفي نفس السياق، نفى المصدر الدبلوماسي ادعاءات بعض المواقع ووسائل الإعلام الجزائرية بأن بوريطة غادر مكان اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية بالجزائر، إثر خلاف مع وزير الشؤون الخارجية الجزائري، موضحة أن هذا الخبر لا أساس له من الصحة.

وأوضح المصدر أن الوفد المغربي بقي داخل القاعة واحتج على عدم احترام خريطة المغرب، كما هو متعارف عليها، من قبل قناة جزائرية، مما اضطر الجامعة العربية إلى إصدار بيان توضيحي ورئاسة الجلسة إلى تقديم اعتذار.

وشدد المصدر ذاته على أنه ليس من قواعد وأعراف العمل الدبلوماسي المغربي، وفق تعليمات الملك محمد السادس، أن يغادر قاعة الاجتماعات، بل أن يدافع من داخل أروقة الاجتماعات على حقوق المغرب المشروعة ومصالحه الحيوية.

ونشرت الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية المغربية بفيسبوك، صورا لبوريطة وهو يجري مباحثات مع نظرائه من عدة دول عربية، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين، وذلك على هامش أشغال اجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *