سياسة

البلعمشي: ملف الصحراء تجاوز المواجهة مع الخصوم إلى تدبير سياق جيو استراتيجي جديد

الخبير في العلاقات الدولية البلعمشي

اعتبر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض عبد الفتاح البلعمشي، أن تدبير المغرب لملف وحدته الترابية خرج من دائرة المواجهة مع البوليساريو والجزائر، إلى مجال أوسع هو تدبير المغرب لسياق جيو استراتيجي يجب أن يلعب فيه بكافة أوراقه ليأخذ مكانا جيدا في شمال إفريقيا والشرق الأوسط ضمن نظام عالمي جديد قيد التشكل.

ووقف البلعمشي على مجموعة من الانتصارات والإنجازات التي حققها المغرب في تدبير نزاع الصحراء، وذلك خلال مداخلته المعنونة بـ”محددات الفهم الدولي المتجدد للقضية الوطنية.. حقائق ومكتسبات”، خلال فعاليات الندوة الوطنية التي نظمت بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش، السبت، حول موضوع “مستجدات القضية الوطنية.. الأبعاد، الفرص والتحديات”.

وقال إن “المواجهة لم تعد مع الخصوم، بل أصبح الملف يدبر في سياق جيواستراتيجي جديد تحكمه تبعات أزمة الجائحة وتبعات الحرب الروسية، وتشكل نظام عالمي جديدة يلعب فيه المغرب بأوراقه السياسية والديبلوماسية ليأخذ مكانا جيدا في شمال إفريقيا والشرق الأوسط”.

وسجل أن المغرب تمكن من تحقيق انتصارات كثيرة في تدبير ملف وحدته الترابية أدت إلى تراجع أطروحة الخصوم، وإلى حسم تفاصيل كثيرة مثل مسألة الشريط العازل على مستوى جنوب الصحراء المغربية، ولم يبق الحديث سوى عن شرق الجدار الرملي، وذلك بعد تمكنه من تحرير معبر الكركرات وقطع الطريق على البوليساريو للوصول إلى الحدود المغربية الموريتانية.

واعتبر الخبير في العلاقات الدولية، أن الحشد الذي جلبه المغرب للأقاليم الجنوبية بافتتاح القنصليات العامة لمجموعة من الدول في مدينتي الداخلة والعيون، أضاف قوة قانونية إلى الطرح المغربي يعزز المكاسب التاريخية والسياسية التي تؤكد مغربية الصحراء.

وأضاف أنه “بعدما كانت تقوم القيامة بسبب زيارة مسؤول أو فاعل دولي للأقاليم الجنوبية في السابق، أصبحنا اليوم نرى وزراء خارجية ومسؤولين في دول يزورون هذه الأقاليم ويفتتحون القنصليات، وهو ما يؤكد أمن المنطقة وسيادة المغرب عليها”.

أما على المستوى الداخلية، فقد لاحظ البلعمشي في ذكرى المسيرة الخضراء هذه السنة، تجدد حماسة المغاربة للقضية بمختلف التراب الوطني، وشدد على أنه “لا سياسة خارجية جيدة بدون دعم شعبي وتعبئة مجتمعية”.

وخلص الأستاذ الجامعي إلى مراكمة المغرب للإنجازات في قضيته الوطنية “شكلت حقائق خلقت توازنا إقليميا جديدا”، وحقق مكاسب على الأرض وفي المنتظم الدولي.

ويذكر أن الندوة المذكورة، نظمها مركز “أفروميد”، بشراكة مع مع مختبر الأبحاث القانونية وتحليل السياسات بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش التابعة لجامعة القاضي عياض، ومختبر القانون العام وحقوق الانسان بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمحمدية التابعة لجامعة الحسن الثاني، وترأس افتتاحها نقيب المحامين سابقا إبراهيم صادوق، وحضر أشغالها رئيس جهة العيون الساقية الحمراء سيدي حمدي ولد الرشيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *