اقتصاد

الصحافة الفرنسية: أكادير لم تعد ترغب في أن تبقى مجرد وجهة سياحية

“أكادير لا ترغب في أن تبقى مجرد وجهة سياحية”، هكذا عنونت الصحيفة الفرنسية “حون أفريك” تقريرا لها عن عاصمة جهة سوس ماسة.

وأشار تقرير جون أفريك إلى عدد من المشاريع التي استفادت منها مدينة أكادير، بدءا من الحافلات عالية المستوى بتكلفة مالية بلغت 110 ملايين يورو والتي ستسمح بنقل حوالي 600 ألف راكب بحلول عام 2024 عبر ثلاثين ترام باص.

وذكر المصدر ذاته مشروعا رئيسيا آخر  المتمثل في الطريق المداري الذي يمتد على طول 29 كيلومترا باستثمار إجمالي قدره 770 مليون درهم (70 مليون يورو)، وسيحسن وقت الرحلة بين أهم البنى التحتية بالمدينة وهي الميناء، ومطار المسيرة، والملعب الكبير، ومنتجع تغازوت الساحلي والمنطقة الصناعية الحرة.

وأشار التقرير إلى أن المدينة التي أعيد بناؤها بعد زلزال 1960، لم تتأثر على مدى سنوات بالازدهار الاقتصادي الذي تتمتع به المدن الكبرى الأخرى. وتبلغ مساهمة المنطقة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة 79 مليار درهم، مما يضعها في المرتبة السادسة، خلف الدار البيضاء وطنجة والرباط.

لكن الوضع تغير منذ نونبر 2019، تضيف الصحيفة، بعد خطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الأربعة والأربعين للمسيرة الخضراء، الذي أشار فيه إلى أنه ” ليس من المعقول أن تكون جهة سوس ماسة في وسط المغرب، وبعض البنيات التحتية الأساسية، تتوقف في مراكش، رغم ما تتوفر عليه المنطقة من طاقات وإمكانات”.

وذكرت الصحيفة أنه في سنة 2020 تم إطلاق برنامج التنمية الحضرية لأكادير، الذي تناهز كلفته 6 ملايير درهم لإنجاز 60 مشروعا، رأى العشرات منها النور، وفق تعبير المصدر.

وكان الملك محمد السادس قد ترأس، يوم الثلاثاء 4 فبراير 2020، حفل إطلاق برنامج التنمية الحضرية لأكادير (2020-2024)، البرنامج المهيكل الذي يؤسس لمرحلة جديدة في مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه المدينة وتعزيز دورها كقطب اقتصادي مندمج وكقاطرة للجهة ككل.

ويهدف البرنامج إلى الارتقاء بالمدينة كقطب اقتصادي متكامل وقاطرة للجهة وتكريس مكانتها وتقوية جاذبيتها كوجهة سياحية وطنية ودولية، والرفع من مؤشرات التنمية البشرية، وتحسين ظروف عيش الساكنة، لاسيما الأحياء ناقصة التجهيز، وكذا تقوية البنيات التحتية الأساسية، وتعزيز الشبكة الطرقية لمدينة أكادير لتحسين ظروف التنقل بها.

وأشارت “جون أفريك” إلى أنه بالإضافة إلى مواردها التقليدية (السياحة والزراعة والصيد البحري)، منذ عام 2018، أصبح للمنطقة، منذ 2018، خطتها الصناعية الخاصة، وهي أول نسخة إقليمية من استراتيجية وطنية. من مواد البناء إلى النقل إلى الخارج والبلاستيك مرورا بصناعة الورق.

وقالت الصحيفة إن العديد من القطاعات زادت من وجودها في المنطقة، لا سيما في صناعة مواد البناء، والتعبئة والتغليف، وخدمات العملاء، ومن المتوقع أن تخلق هذه المشاريع الصناعية 24 ألف فرصة عمل، وفقا للحكومة.

أكادير، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 500,000 نسمة (2.7 مليون نسمة في منطقة سوس ماسة) هي أيضا في قلب استراتيجية المكتب الوطني للسكك الحديدية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الخط عالي السرعة الذي سيربط المدينة بمراكش يثير اهتمام بالفعل شركات عملاقة في المجال مثل CRCC الصينية و Siemens و Alstom.

وتستهدف المنطقة أن يبلغ الناتج المحلي الإجمالي 60 مليار يورو بحلول عام 2046. طموح يتطلب استثمار 20 مليار يورو في البنية التحتية والنقل والطاقات المتجددة والصحة والتعليم، لمدة ربع قرن، يضيف المصدر ذاته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *