منتدى العمق

حوار مع ترامب

فَوْرَ إعلان النتائج التي جعلتْ من صديقي القديم رئيسا للولايات المتحدة،ركَّبتُ رقمه واتصلتُ به.فسمعتهُ يُجيب:
ـ هالّو!…هل سمعتَ الخبر؟…لقد فُزتُ أخيرا…
فقلتُ ضاحكا:
ـ فعلتها يا مهرِّج!
فقال ضاحكا:
ـ نعم،…أنا الرئيس الآن…
فقلتُ:
ـ ما هي أول خطوة ستقوم بها؟
ـ سأشرب حتى الثمالة…هههه…لا تخفْ…فما كنتُ أقول في شأن العرب هو مجرد إشهار لحملتي…فالعرب لن ينتهوا بالتراشق فيما بينهم دون أن أصبَّ الزيت على النار…لكنني سأُكوِّنُ أنا كذلك تنظيماً مثل داعش…في إيران…أو السعودية…أنتَ تعرف أن شركاتنا لصنع الأسلحة تشكو من الرتابة…ربما…لستُ على يقين…ولكن يبدو أن هناك أماكن تحتاجُ لأن تُثار فيها الحروب…مثلا الأردن…
فقاطعته:
ـ أنتَ تتحدث فقط عن العرب…وماذا فيما يخص الملونين والسود؟…
فرد قائلا:
ـ هل جُنِنتَ؟…هل تريدني أن أدفع بالأمريكيين البيض للعمل الشاق…ثمَّ من سيُمتعنا بالميداليات الذهبية وكرة القدم الأمريكية وكرة السلة إنْ فعلنا ما يُغضبُ السود…الملونون للأعمال الشاقة والسود للترفيه والسمر…
فقلتُ:
ـ أنا أعرف أنك ستقوم بشيء لم يخطر على بال الأمريكيين…
فقال ضاحكا:
ـ كأنَّكَ تقرأُ أفكاري…يا أخي،أنا الشيء الوحيد الذي أفكر فيه هو أنْ لنْ أُجنِّدَ الأمريكيين إلا برتب عالية،في حين يجبُ أن تكون الجيوش من رجالٍ ذوي أصول إفريقية أو عربية أو مسلمة…لن أجازف بقتل الشباب الأمريكي…وبهذا سأتخلص من المسلمين حين يقتل بعضهم بعضاً…
ـ وفلسطين؟
ـ ليس هناك أي مكان يسمى فلسطين الآن…سترى!…لن تمرَّ إلا أيام وسترى ما قد سيحدث لتلك الشرذمة من الحثالة التي ما زالت تتحرك هناك…تلك دولة إسرائيل…أرض الرسالة العبرية…ولأسألك!…من سبق إلى الأرض،اليهود أمِ العرب؟…
ـ العالم كله الآن يضعُ يده على قلبه ويترقب…
ـ ولماذا سموني دونالد؟…أنت تقرأ قصص ميكي ماوس وماكدونالد…فأنا بليدٌ لكنني أفوز في النهاية…وسأطبخ طبخة ستجعل العالم يرى الكوابيس في أحلامه…
ـ هل ستشعل الحرب العالمية الثالثة؟
ـ ههه…سأشعل الآن التلفاز لأرى تعقيبات الصحافة…وداعا صديقي!
ـ وداعاً!
وأغلقتُ الخط،حين ظهرتْ زوجتي تحمل الشاي وهي تقول:
ـ ذلك الأحمق…
فسألتها:
ـ عمَّن تتحدثين؟
فأجابت:
ـ دونالد ترامب…ألم يكن أبوهُ قوَّاداً؟…
فقلتُ:
ـ ههه…ذلك استثمار وتجارة…فكم من…
وفي هذه الأثناء، مرَّ موكبُ زفاف وهم يدفعون أمامهم عجلا سمينا يتبعه فرقة موسيقية شعبية، فأسرعت زوجتي إلى الباب لمتابعة الحفل وتركتني وحيدا.