وجهة نظر

ماء العينين تكتب: وجه آخر من الصورة لـ”الكتائب الإلكترونية”

شيء واحد لا أحد يمكنه أن يقنعني بعكسه،الذين أطلقوا تسمية “الكتائب الالكترونية” ووضعوا مخططا محكما لشيطنتها وتصويرها ككيان منظم وممول يتقاسم الأدوار مع قيادات العدالة و التنمية، ثم تعمدوا تصويرها بالنقمة الداخلية التي تخلق المتاعب للحزب مع جهات مختلفة، هؤلاء آلمهم التدوين ونغص عليهم نعيم الحرية والابتعاد عن الأضواء وشمس النقد الحارقة مع ما تعرفه مواقع التواصل الاجتماعي من تحولات جعلتها تصل الى ما عجز الاعلام التقليدي عن الوصول اليه وهو المقيد باكراهات الاشهار والتمويل والمضايقات والمتابعات القضائية مما جعله “في معظمه” متحكما فيه.

كل الذين استهدفوا ما سموه”الكتائب” و جعلوها في فوهة المدفع،تضرروا من نضالات شباب لا يبحثون عن موقع أو مصلحة بقدر ما يبحثون عن وطن منصف تسوده الحرية و العدالة من خلال وسيلة جديدة هي التدوين و التواصل في المواقع الاجتماعية التي اعترف أصحاب القرار مرارا بفعاليتها في التأثير على اختياراتهم حتى أن أثرها تجاوز في قضايا متعددة و معروفة لدى الرأي العام أثر مؤسسات الرقابة التقليدية من برلمان و هيئات و أحزاب.

شباب حزبنا جزء من الشباب المغربي المسيس نعم و المؤدلج نعم و المناضل نعم،جزء من الشباب المغربي الساعي الى التغيير،و حينما يدونون بأسمائهم و بروفايلاتهم المكشوفة فهم وحدهم يتحملون مسؤولية ما يدونونه كمواطنين مغاربة يتمتعون بالحقوق و الحريات الأساسية التي يكفلها الدستور و على رأسها حرية التعبير.

في العالم كله،يعرف الناس مواقف الأحزاب من بلاغات هيئاتها الرسمية او من تصريح الناطقين باسمها أو حتى من تصريحات قيادييها،لكن لم يعلم في نظام ديمقراطي أن يلام حزب على ما يعبر عنه عضو من أعضائه و هم بالآلاف،أضف الى ذلك ان مواقع التواصل الاجتماعي هي عوالم افتراضية مفتوحة لا تستطيع أن تعرف من يلجها و من يكتب فيها و لو اختار اسما لشخص أو هيئة. ولنا في بلاغات كبار رجال السياسة باختراق حساباتهم أو فتح حسابات باسمائهم دون علمهم عبرة و موعظة.

على المتخوفين من التدوين و النقد و المساءلة ما دامت في اطار القانون و الضوابط الأخلاقية و الارتباط بمقتضيات مسؤولياتهم العامة بعيدا عن السب و الشتم و الاعتداء على الحياة الخاصة،عليهم أن يحلوا المشكلة مع أنفسهم قبل التشكي الدائم مما يدونه الناس ويكتبونه ثم تصوير ذلك على أنه مواقف رسمية للحزب يصرفها بغير ما هو معلن في قوانينه و أنظمته.

لا يحق لأحد أن ينشئ صفحة باسم الحزب أو إحدى هيئاته الا بقرار الهيئة و اشرافها نعم،لكن حين يتعلق الأمر بحرية التعبير و النقد الداخلي و الخارجي بشكل شخصي فلكل اختياراته و أسلوبه و قناعاته. لأننا نصبح خارج التنظيم،حينئذ لا يمكن أن نقنن بالتنظيم ما هو أصلا خارج التنظيم.

حزب العدالة و التنمية حزب حي و أعضاؤه مناضلون لا يعرفون من السياسة الا النضال لأجل الاصلاح. هذا الاصلاح يوجد دائما من يقاومه و من يسعى لكبح كل الوسائل التي تؤدي اليه خوفا على المصالح و الامتيازات.

حزبنا لا يمكن أن يكون كابحا الا لما يمس الأخلاق و المبادئ و الاختيارات بالأنظمة و المساطر داخليا و بالحوار البناء والتناصح المثمر خارجيا.

الذين يأملون في زرع الفتنة داخل الحزب و الذين يروجون لتحول ما يسمونه “الكتائب” لمهاجمة بنكيران،واهمون لا يعرفون شيء عن حزب العدالة و التنمية و هذه مشكلتهم الكبرى.

معركتنا معركة اصلاح و نقاشنا و احتكاكنا في فضاءات الحزب و غيرها يجب أن يظل وفيا لقيمنا في احترام كامل لرموزنا و قياداتنا و ما مثلته لنا و ما ستمثله للأجيال الصاعدة ،و في احترام كامل لشبابنا المناضل الأبي الشريف الذي صبر و صمد و تألق دفاعا عن الوطن و عن الحزب في اللحظات الصعبة و الحرجة و ما بدل تبديلا.

وبذلك يتبدد كل سوء فهم يسعون للنفخ فيه اذكاء لروح الفرقة والتنازع لتغيير اتجاه البوصلة الجماعية التي يجب أن تظل موجهة لمفاصل التحكم و الفساد و الاستبداد التي لا تتعب و لا يفتر حماسها.

أخيرا: ان الذين يهاجمون ما يسمونه “الكتائب” لو استطاعوا شراءها بالأموال لما ترددوا لحظة،و هم الذين اشتروا الاعلام الأصفر الرسمي منه و المكتوب و الالكتروني دون أن تنجح خططهم.

لكن هيهات هم شباب مناضل لا يباع و لا يشترى بالأموال.أتحدث فقط عن شباب الحزب و المتعاطفين معه المعروفين بأسمائهم و صفاتهم و لا يهمني غيرهم من المجهولين لدي أو من المدسوسين.