وجهة نظر

بوصوف يكتب.. المغرب يعزف أنشودة النصر في قطر

حبس العالم أنفاسه طيلة المقابلة مُستعجلا الحكم لإعلان نهاية مباراة مصيرية لأسود الاطلس ضد فريق البرتغال في نهائيات كأس العالم لسنة 2022.. انتصار المغرب اليوم هو حدث غير عادي…الاحتفال بكل ساحات العالم هو حدث غير عادي..إذ سبق وأن فازت دول بكأس العالم واقتصر الفرح على الدولة الفائزة فقــط…لكن مرور المغرب لدور النصف أخرج سكان الكرة الأرضية للاحتفال ..إذ بإمكان مغاربة العالم في كل مكان تحريك الساحات ورفع الأعلام الوطنية وإطلاق الأهازيج والزغاريد…كل هذا غير عادي..

اليوم أثبت المغرب أنه مُمْتد في كل مساحات العالم…وأنه عندما يخرج ملكه شخصيا وافراد الأسرة الملكية للاحتفال مع باقي الشعب في الشوارع والساحات فإن كل هذا ليس بالحدث العادي… إننا نعيش ملحمة واقعية جديدة…و أن فريق الأسود هو فريق الأمة الواحدة الموحدة…

الإعلان عن فوز المغرب هو إعلان عن انطلاق فرح جماعي عالمي يتكلم بلغة وقلوب كل العرب والمسلمين وشعوب إفريقيا…لأن الأسود مثلوا أمل كل هؤلاء و فتحوا أمامهم نافدة كبيرة وبأننا نستطيع فعلًا الفوز وتحقيق النصر شرط الإيمان بذواتنا وإمكانياتنا وإطلاق عنان الطموح في كل الميادين وإعلانها مدوية من نصر إلى نصر جديد…وكل هذا غير عادي…

نعيش في هذه اللحظات عرسا حقيقيا في الهواء الطلق و داخل البيوت والمداشر والقرى البعيدة والساحات ….أعلام المغرب في كل مكان ترفرف في الدوحة وأبو ظبي ودبي والقاهرة وبغداد والرياض والكويت والأردن وليبيا وبيروت وغزة وباريس ولندن ومدريد وميلانو وروما ومارسيليا وموريال وواشنطن والكوت ديفوار ونواكشوط والسنغال وكل إفريقيا…وغيرها من الدول….لا اعتقد أنه حصل هذا في مثل هذا الحدث… لكنه حدث فعلا بمناسبة فوز المغرب على البرتغال ، لذلك فانه حدث غير عادي…

فخورون بانتمائنا لوطن وحد الأمة العربية و الإسلامية و شعوب إفريقيا…فخورون بانتماءنا لوطن يفرح لفرحه العالم ، و كأنه قلبه النابض..فخورون بانتماءنا لأمة تزداد قوة أمام الصعاب و التحديات..فخورون بانتماءنا لوطن اختار ان يكون لقب فريقه ” اسود الأطلس “…فكانوا ملوكا متوجون بدوحة العرب في قطر…وحملتهم شعوب ” ماما إفريقيا ” في قلوبهم و على أكتافهم…

سيحكي التاريخ عن هذه اللحظات المفعمة بأحاسيس الانفعال و القلق و الرجاء و الأمل و الدعاء و الدموع…و الفرح و الصراخ و الطبول و الأهازيج و الرقص في الشوارع و الساحات… و بلوغ النجمة الخضراء في العلم الأحمر أعالي السماء لتضئ سماء المغرب الفخور بأبنائه و بناته و بنساءه و رجاله من داخل الوطن او من مغاربة العالم…

اليوم، هو موعد مع التاريخ لكل الشعوب العربية والإفريقية لعزف انشودة الحلم العربي والإفريقي بلسان وقلوب فريق الأسود المغربي ..
فخورون بكم فقد حققتم المحال..شكرا لكم و إلى نصر قريب من الدوحة العربية في قطر….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • كمال موسي
    منذ سنة واحدة

    لم أصدق ان بالمغرب سجن للراي المعاكس

  • غزاوي
    منذ سنة واحدة

    مجرد تساؤل ماذا بعد قطر !!!؟؟؟ بعيدا عن الأوهام والتمنيات، والتطبيل، وفي تحليل هادف وموضوعي نقل الواقع المغربي، كتب الإعلامي المغربي د. طارق ليساوي مقالا نشرته "رأي اليوم"، جاء فيه ما نصه: "ونجاحه (المغرب) في التفوق على بلدان متقدمة وتسبقنا تنمويا بسنوات ضوئية، وكم كنت اتمنى لو اننا فعلا انتصرنا على الفقر والعوز والبطالة والحكرة والغلاء والفساد والاستبداد. وكما يقال بالدارجة المغربية “سبع أيام ديال الكرموس ستنتهي”...وستخرج الغالبية من سحر الكرة ووهج النشوة بهذا الفوز الكروي، سينتهي مونديال قطر، ولكن ستستمر معاناة كثير ممن نراهم يملؤون المقاهي ويصرخون في الشوارع ابتهاجا بهذا النصر الكروي..الفرحة بهذا النصر فرحة زائفة و ناقصة لأني أدرك أن هناك معتقلي الرأي و حرية التعبير في سجون هذا الوطن الجريح وأخرهم الأستاذ محمد زيان الوزير السابق والمحامي والسياسي المخضرم، كم جميل لو أن هذا النصر الكروي، توج بمصالحة سياسية وطنية و تصفير السجون من معتقلي الرأي ونشطاء الإحتجاجات الشعبية، والمطالبين بالحق في العيش الكريم والحق في التطبيب والشغل والتمدرس..وإني على يقين بأنهم من داخل زنازنهم يشعرون بالفرحة بهذا النصر الكروي لكن فرحة يختلجها الأسى و الحزن و الإحساس بالظلم و”الحكرة” انتهى الاقتباس.