سياسة

بعدما أثارته “العمق”.. بتر وزارة عمور لخريطة المغرب يجرها للمساءلة البرلمانية

شكل موضوع بتر خريطة المغرب في المعرض الجهوية للصناعة التقليدية الذي نظم بمراكش نهاية دجنبر الماضي، موضوع مساءلة برلمانية لوزير السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني فاطمة الزهراء عمور، وهو الموضوع الذي كانت جريدة “العمق” سباقة إلى كشفه.

وقالت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية فاطمة الزهراء باتا، في سؤال كتابي موجه إلى الوزيرة، إن “رواق التعريف بالمعمار المغربي بالمعرض الجهوي للصناعة التقليدية، عرض خريطة مبتورة للمغرب، تؤرخ لمرحلة الدولة العلوية”.

وسجلت البرلمانية أن “الخريطة الموضوعة برواق التعريف بالمعمار المغربي، تركت مدينة وجدة ومنطقة سجلماسة بأكملها، خارج حدود الدولة العلوية، مضيفة أن الرواق نفسه، عرف تهميشا للغتين الرسميتين، العربية والأمازيغية، واكتفى القائمون عليه، باللغة الفرنسية، كلغة وحيدة لعنونة مختلف المعروضات”.

كما اعتبرت عرض خريطة مبتورة للمغرب بالمعرض الجهوي للصناعة التقليدية المنظم بمراكش، “خطأ يسيء بشكل كبير لتاريخ المملكة المغربية العريقة، ويفتح المجال أمام خصوم المغرب، لاستغلال مثل هذه الهفوات”، وتساءلت عن “الإجراءات التي ستتخذه الوزارة الصوية، لتدارك هذه الأخطاء وعدم تكرارها في المستقبل”.

وكانت جريدة العمق قد كشفت في مقال سابق، عرض وزارة السياحة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، خريطة للمملكة المغربية مبتورة، ضمن أروقة المعرض الوطني للصناعة التقليدية المنظم تحت رعاية الملك محمد السادس بمراكش، كما شهدت الأروقة ذاتها تهميشا كليا للغة العربية والاقتصار على الفرنسية لوحدها.

الخريطة التي تم نشرها ضمن رواق تاريخ المعمار المغربي، والتي تؤرخ لمرحلة الدولة العلوية، بترت خريطة المغرب من جهة الشرق وتركت مدينة وجدة خارج حدود المملكة العلوية، وهي الزلة التي حاول المنظمون التغطية عليها بتغطية اسم وجدة بقطعة ورق، متناسين أن حدود دولة العلوية الشريفة كانت تمتد بمئات الكيلومترات شرق وجدة.

وظهرت سجلماسة أيضا خارج حدود الدولة العلوية التي أرخ الرواق لتأسيسها في سنة 1640 ميلادية، بالرغم أنها هي الأخرى مازلت إلى اليوم ضمن التراب المغربي ومازال الرواق يشير إلى تواجدها خارج الحدود دون “الترقيع” الذي طال خطأ وجدة.

ومن الأخطاء المسيئة لتاريخ المغرب في الرواق ذاته، الإشارة إلى أن مدينة الرباط هي عاصمة المغرب خلال عهد الدولة العلوية منذ سنة 1640، متجاهلا أن الفترة العلوية عرفت عواصم عدة مثل فاس ومكناس ومراكش.

وحسب ما عاينته جريدة “العمق”، فقد همش الرواق ذاته اللغات الرسمية للمغرب واقتصر على الفرنسية لغة وحيدة، بالرغم من وجود المعرض في منطقة سياحية يتوافد عليها الأجانب من مختلف دول العالم، وكذا رغم أن الزائر المغربي هو الذي يمثل النسبة الأكبر من بين الزوار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *