خارج الحدود

المؤتمر الـ16 لـ”البوليساريو”.. اختراق أمني جزائري وانتشار للدبابات والصواريخ (صور)

تعيش مخيمات تندوف الجزائرية، خلال الأيام الجارية، حالة استنفار عسكري كبير، وتواجدا أمنيا جزائريا لافتا، بسبب انطلاق أشغال المؤتمر السادس عشر لجبهة “البوليساريو” الانفصالية في مخيم “الداخلة”.

المؤتمر الذي انطلق أمس الجمعة، واستؤنف اليوم السبت، يعيش على وقع انتشار كبير للدبابات والصواريخ داخل المخيم الذي يحتضن الاجتماع، وفق ما كشفه منتدى “دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف” المعروف اختصارا بمنتدى “فورساتين”.

وأوضح المنتدى أن ساكنة المخيمات تفاجأت بـ”دخول آليات ومعدات عسكرية، وسيارات تحمل صواريخ ورشاشات تجوب المخيمات وتطوقها من مختلف النواحي، وتتجول بين الخيام وتتمترس بالقرب من مقار التنظيم”.

وحضي “مخيم الداخلة” بالحصة الأكبر من الإنزال العسكري باعتباره المكان الذي سيقام فيه المؤتمر، يضيف “فورساتين”، مشيرا إلى أن القيادة أصدرت قرارا بمنع الدخول والخروج من “مخيم الداخلة” إلى حين انتهاء المؤتمر.

وبحسب المصدر ذاته، فإن الارتباك كان جليا داخل وخارج قاعة المؤتمر، مع وجود أمنيين جزائريين بلباس مدني، دخلوا في مشادات مع عناصر الدرك التابع للبوليساريو، كما لوحظ داخل القاعة تنقل الأمنيين الجزائريين بين صفوف المؤتمرين.

وسجل المنتدى ارتباكا في التنظيم وغياب شخصيات أجنبية وازنة، مع إجراءات أمنية مبالغ فيها، مشيرا إلى أن ذلك يأتي في ظل الغضب الذي يعتري سكان المخيمات حول الوضع الاجتماعي الصعب.

كما تأتي هذه الإجراءات، وفق “فورساتين”، بعد إعلان عناصر من عسكر البوليساريو انسحابهم من الجبهة بسبب إقصاء غالبيتهم، خاصة أن منهم من اعتاد حضور جميع نسخ المؤتمر.

وأوضح المنتدى أن هذا الوضع أثار ردود فعل خانقة، عكسها قدوم المئات من ساكنة مخيم الداخلة واحتشادهم أمام مقر تنظيم المؤتمر، غالبيتهم جاؤوا للتأكد من طبيعة المؤتمرين الذين سيمثلونهم دون إذنهم، وفق تعبير “فورساتين”.

بالمقابل، يضيف منتدى “دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف”، جلبت قيادة الجبهة الانفصالية “حشودا أخرى من أجل موازنة الكفة ودعم توجهاتها ولإظهار نجاح المؤتمر أمام وسائل الإعلام الجزائرية”.

وأشار إلى أن المؤتمر “كان ضعيفا على مستوى الحضور الدولي الذي انخفض عن سابقيه من المؤتمرات، رغم حضور وفد كبير من الجزائر، لكن لم يشهد حضور شخصيات سياسية وحزبية وازنة، ما أثار خيبة أمل ومفاجأة لدى المؤتمرين الذين اعتبروها رسالة مشفرة من الجزائر”.

وتابع المصدر ذاته أن “الجانب التنظيمي عرف ارتباكا ملحوظا، بدأ مع تأخر انطلاق أشغال المؤتمر ساعتين وربع عن موعده المحدد، ما انعكس على برنامج اليوم الأول”.

وانضافت إلى ذلك، يقول المنتدى، كلمة إبراهيم غالي المطولة (التقرير الأدبي)، “وزادت الطين بلة بسبب طولها وأخذها حيزا زمنيا كبيرا، جعل المنظمين في مسارعة مع الزمن لإنهاء البرنامج دون إغضاب الوفود الأجنبية التي ستقدم جميعها مداخلات، وغالبيتها سيعود أدراجه للمبيت في الجزائر”.

كما طال الارتباك أيضا الجانب الإعلامي، حيث منعت قيادة الجبهة الهواتف والنقل المباشر للمؤتمر، واحتكرت عبر قناتها النقل المباشر لأشغال المؤتمر، لكن الأعطاب التقنية وسوء التغطية أدت إلى انقطاع البث في غالبيته، ما أغضب الساكنة التي مُنعت من الدخول.

ووفق ذات المصدر، فإن الساكنة “كانت تمني النفس بمتابعة المسرحية ومشاهدة والتأمل عبر التلفاز في الوجوه المجهولة التي تمثلها في المؤتمر، دون أن يؤخذ رأيها وهي المعنية بالأمر وهي التي تقاسي الويلات في المخيمات، بينما يتم جلب الوفود من الخارج والأنصار والأتباع من الدول المجاورة وأوروبا ومن أتباع القيادة بالأقاليم الصحراوية عبر الطائرات المكلفة، خاصة مع إغلاق الجو بين المغرب والجزائر، وما يترتب عنه من تكلفة مضاعفة للتنقل صوب المخيمات عبر تونس وموريتانيا، زد على ذلك تكاليف الإقامة والتعويض المالي لكل فرد من المؤتمرين”.

وتزعم قيادة الجبهة الانفصالية أن “المؤتمر يشهد مشاركة نحو 2000 مندوب وزهاء 300 شخصية قادمة من إفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا وآسيا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • عبدالعزيز
    منذ سنة واحدة

    أي اختراق لها وهي صنيعتها وأداة لتنفيذ مخططاتها سواء داخليا أو خارجيا. كفى عبثا بمصير أناس كانوا ضحايا تهجير قسري من طرف شردمة تطارد خيط دخاااان

  • عادل
    منذ سنة واحدة

    اين هي الصواريخ و الدبابات في الصور ؟ عنوان لا علاقة له بالتقرير . هدا مؤسف