سياسة

عكس هجوم حفيده على المملكة .. مانديلا: المغرب ملتقى المناضلين وحركات التحرير

نيلسون مانديلا

على عكس ما تفوه به حفيد مانديلا حين هاجم المغرب، ودعا إلى القتال ضد المغاربة، خلال افتتاح​ بطولة إفريقيا للاعبين المحليين​ بالجزائر، الجمعة الماضية، لم تكن علاقة رئيس جنوب إفريقيا الأسبق، وزعيم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا، بالمغرب وبرموز المغرب علاقة عادية، بل على العكس من ذلك، كانت علاقة إيجابية واستثنائية خلال حكم وسطوة نظام الفصل العنصري‘‘الأبارثيد‘‘ وما بعده، بما جعل الزعيم الأفريقي الراحل يفرد لها جزءا ليس باليسير ضمن خطاباته، وفي سيرته الذاتية‘‘ رحلتي الطويلة من أجل الحرية‘‘.

المغرب ملتقى المناضلين وحركات التحرير

كتب مانديلا عن زيارته للمغرب سنة 1962 لحضور المؤتمر الوزاري من أجل أجندة إفريقيا، في كتابه رحلتي الطويلة من أجل الحرية: “كانت العاصمة المغربية الرباط هي محطتنا التالية، وظهرت علينا بأسوارها العتيقة الساحرة ومتاجرها الحديثة ومساجدها الفاخرة، مزيجا رائعا من الملامح الإفريقية والأوروبية والشرقية‘‘، مضيفا بقوله: “كانت الرباط هي ملتقى المناضلين وحركات التحرير من كل أنحاء القارة الإفريقية، التقينا فيها بمناضلين من الموزمبيق وأنغولا والجزائر وجزر الرأس الأخضر‘‘.

مانديلا وجيش التحرير الجزائري بالرباط

وقال مانديلا بخصوص التقائه بقادة جيش التحرير الجزائري بالرباط خلال ذات السنة ‘‘ كانت الرباط المقر الرئيسي لجيش التحرير الجزائري، قضينا أيام رفقة رئيس البعثة الجزائرية في المغرب الدكتور مصطفى فحدثنا عن تاريخ المقاومة الجزائرية ضد الفرنسيين”.

وأضاف مانديلا “ذهبنا بعد ثلاثة أيام إلى مدينة وجدة على الحدود الجزائرية، وهي المركز الرئيسي للجيش الجزائري في المغرب، حيث زرنا وحدة عسكرية على الجبهة، وتمكنت باستخدام المنظار من رؤية الجنود الفرنسيين في الجانب الآخر من الحدود، وأقر بأنني تخيلت أنني أراقب جنود قوات الدفاع التابعة لحكومة جنوب إفريقيا‘‘.

بين مانديلا وعبد الكريم الخطيب

وبعد أن أفرج عن نيلسون مانديلا في فبراير 1990 وقد قضى 27  سنة في سجون نظام الفصل العنصري، وخلال احتفال أقيم في بريتوريا بجنوب أفريقيا يوم 27 أبريل 1995، قال مانديلا في خطابه خلال الاحتفال، وقد نُشرت بعض مقاطعه على موقع يوتيوب: “في سنة 1962 التقيت في المغرب بشخصية فذة (يقصد عبد الكريم الخطيب)‘‘.

وأضاف ‘‘طلبت منه مساعدة حركة التحرير في جنوب إفريقيا بالمال والسلاح، فوافق على الفور وحدد موعدا للقاء، في اليوم الموالي كان ينتظرني قبل الموعد المتفق عليه، قال لي حين ذاك، إذا حددنا موعدا في التاسعة صباحا فستجدني أنتظرك على الساعة الثامنة، أعطني 5 آلاف راند، حينها كانت قيمة الراند الواحد تفوق قيمته اليوم، كان الراند الواحد يساوي مليون راند حاليا، واقترح علي تحويل السلاح إلى‘‘ دار السلام‘‘ عاصمة تانزانيا، فوافقت على الأمر، وخلال التاريخ المتفق عليه توصلت بدفعة من الأسلحة‘‘

واسترسل بالقول‘‘ إن هذا الرجل الذي تحدثت عنه وأدعوكم للوقوف تحية احترام له، هو عبد الكريم الخطيب، أرجوكم صفقوا له بحرارة فلا أحد ينسى دعمه لحركة التحرر ودوره في استقلال هذا البلد”، وقد كان عبد الكريم الخطيب حينذاك على المنصة، قبل أن يقوم من مكانه لتحية الحضور.

“زويليفليل مانديلا” يهاجم المغرب

ويذكر أن  السلطات الجزائر قد أقدمت  على تحويل الحفل الافتتاحي لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين​، إلى محطة للترويج لعدائها للمغرب ودعمها للانفصاليين في جبهة “البوليساريو”.

وقد منحت الجزائر “زويليفليل مانديلا” نجل الرئيس الجنوب الإفريقي السابق وحفيد نيلسون مانديلا، كلمة خلال حفل الافتتاح، حيث هاجم المتحدث المغرب ودعا إلى القتال ضد المغاربة من أجل ما أسماه “تحرير الشعب الصحراوي” وفق زعمه.

الجامعة الملكية لكرة القدم تندد

ونددت الجامعة الملكية لكرة القدم  بـ”العبارات العنصرية الموجهة للجماهير​ المغربية المعترف بتحضرها وأخلاقها النبيلة المعترف بها عالميا،​ من​ قبل​ الجماهير الحاضرة في مباراة الافتتاح”.

وأعلنت الجامعة الملكية المغربية أنها راسلت الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لتحمله كامل مسؤولياته “أمام هذه الخروقات السافرة البعيدة عن مبادئ وأخلاق كرة القدم‘‘.

الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين تدخل على الخط

من جانبها اعتبرت الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، ما وقع في افتتاح بطولة الشان بالجزائر، “خرقا سافرا لكل القوانين المنظمة للتظاهرات الرياضية التي تقام تحت لواء الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ووفق لوائحها ونظمها التشريعية”.

ونددت الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين في بلاغ تتوفر “العمق” على نسخة منه، باستغلال حفل افتتاح كأس إفريقيا للاعبين المحليين في الجزائر لتصريف مواقف “عدائية ضد الوحدة الترابية للمملكة المغربية وأفعال عنصرية وعدوانية ضد الجماهير المغربية”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *