خارج الحدود

مسلح يصفي 10 أشخاص في مرقص بكاليفورنيا .. وبايدن يأمر بتنكيس الأعلام

أعلنت السلطات المحلية، الأحد، أن 10 أشخاص لقوا مصرعهم في حادث إطلاق نار في مدينة بجنوب ولاية كاليفورنيا.

وذكرت الشرطة، في بيان، أن “10 أشخاص لقوا مصرعهم”، مشيرة إلى أن محققين متخصصين من مكتب شرطة مقاطعة لوس أنجلوس “يساعدون شرطة مونتيري بارك في التحقيق بشأن حادث إطلاق نار مميت”.

ووقع إطلاق النار بالقرب من موقع تم فيه الاحتفال بالعام القمري الجديد في مونتيري بارك، وهي مدينة يقطنها حوالي 61 ألف نسمة من أصل آسيوي، وتقع على بعد حوالي 13 كيلومترا شرق وسط لوس أنجلوس.

وتتواصل معضلة عمليات إطلاق النار في الولايات المتحدة، حيث أودت بحياة العديد من الضحايا في بلد يكفل الدستور فيه حق امتلاك الأسلحة.

وحسب المراقبين، تتزايد جرائم الأسلحة النارية في المدن الكبرى مثل نيويورك أو شيكاغو أو ميامي أو سان فرانسيسكو، خاصة منذ اندلاع الجائحة في 2020.

وقضى أكثر من 49 ألف شخص متأثرين بإصابتهم بأعيرة نارية في العام 2021، مقابل 45 ألفا في 2020 التي كانت قد سجلت مستوى قياسيا.

إلى ذلك، أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بتنكيس الأعلام في البلاد تكريما لضحايا إطلاق النار في كاليفورنيا.

العثور على القاتل ميتا

وخلال مطاردتها رجلًا يُشتبه في أنه قتل 10 أشخاص مساء السبت في قاعة للرقص في مونتيري بارك في ولاية كاليفورنيا، حاصرت الشرطة الأحد سيارةً إثر مطاردة طويلة وعثرت في داخلها على جثّة هامدة، بحسب صور بثّتها قنوات تلفزيونيّة.

وتعقد السلطات مؤتمرًا صحافيًّا الساعة 16,30 (00,30 ت غ الاثنين) قد تؤكّد خلاله أنّ هذه الجثة تعود بالفعل للرجل نفسه الذي فتح النار في مونتيري بارك، وهي مدينة ذات غالبيّة آسيويّة شهدت عمليّة القتل.

وكانت الشرطة قد طاردت في جنوب كاليفورنيا الأحد المشتبه في تنفيذه عمليّة إطلاق النار التي أسفرت عن مقتل عشرة أشخاص في مرقص خلال احتفالات رأس السنة القمريّة الجديدة.

وخلال المطاردة، حاصرت الشرطة مركبة بيضاء. ثم اقترب رجال الشرطة بحذر شديد من المركبة. وتُظهر صور لوكالة فرانس برس، وجود جثة هامدة في مقدّم المركبة. ونقلت صحيفة لوس أنجليس تايمز عن مصدر في الشرطة، أن السائق أطلق النار على نفسه.

وأُصيب عشرة أشخاص آخرون على الأقلّ بجروح في إطلاق النار العشوائي في مونتيري بارك والذي نفّذه المسلّح الذي وصفته الشرطة بأنه رجل آسيوي، وفق ما أفاد شهود عيان.

وفي وقت سابق، قال قائد شرطة لوس أنجليس روبرت لونا “نستخدم كلّ الموارد للقبض على هذا المشتبه به في (قضيّة) نعتقد أنّها إحدى أبشع القضايا في المقاطعة”.

ولفت لونا إلى أن الشرطة استجابت لمكالمات طوارئ عند الساعة 10,22 مساء السبت (06,22 الأحد بتوقيت غرينتش) ووجدت أشخاصًا يخرجون مسرعين من المكان.

وأضاف “للأسف أعلن عناصر الإطفاء مقتل عشرة ضحايا في الموقع”.

وأوضح مسؤولون أنّ القتلى هم خمس نساء وخمسة رجال، بدون إعطاء أعمارهم ولا أسمائهم.

وأشار لونا إلى جرح عشرة أشخاص على الأقلّ حالة بعضهم حرجة.

حادثة أخرى قريبة

وتحدّث لونا عن واقعة ثانية في مدينة ألامبرا حصلت بعد 20 دقيقة تقريبًا من الهجوم في مونتيري بارك. وفي التفاصيل، دخل رجل آسيوي يحمل مسدّسًا إلى مرقص، لكنّه حوصر ونُزع منه السلاح. وفرّ الرجل ولم يتمّ الإبلاغ عن أي إصابات.

وألامبرا بعيدة نحو ميلين إلى شمال مونتيري. وقال لونا إنّ المحقّقين يبحثون في ما إذا كانت الحادثتان مرتبطتين.

بايدن “يراقب الوضع عن كثب”

ومونتيري بارك بعيدة بضعة كيلومترات عن وسط لوس أنجليس ويسكن فيها نحو 60 ألف شخص معظمهم من الآسيويين أو الآسيويين الأميركيين.

وقال لونا “لا نعلم ما إذا كانت هذه الجريمة تحديدًا هي جريمة كراهية بموجب القانون (…) لكن من يدخل إلى مرقص ويطلق النار على نحو 20 شخصًا؟”

وكتب الرئيس الأميركي جو بايدن على تويتر إنه وزوجته جيل “يصلّيان لأرواح من قُتلوا وجُرحوا في إطلاق النار الدامي الليلة الماضية في مونتيري بارك”، مضيفًا “أراقب الوضع عن كثب”.

ووجّه رئيس الوزراء الكندي تعازيه، مغرّدًا “قلبي ينفطر لسكان مونتيري بارك”.

وقال وونغ وي، أحد السكان المحليين، لصحيفة “لوس أنجليس تايمز” إن صديقته كانت في المرقص إلا أنها كانت في الحمام عندما بدأ إطلاق النار.

وعند خروجها، رأت مسلحا يطلق النار بشكل عشوائي، وثلاث جثث تعود الى امرأتين وشخص عُرّف عنه بأنه مدير المكان.

وأوردت الصحيفة أن سونغ وون تشوي الذي يملك مطعما للمأكولات البحرية قرب مكان الواقعة، قال إن ثلاثة أشخاص هرعوا إلى مطعمه وأخبروه بأن يقفل الباب.

وقال هؤلاء الثلاثة إن هناك رجلا يحمل مسدسا نصف آلي مع طلقات عدة من الذخيرة، وإنه يعيد تلقيم السلاح كل مرة تنفد الذخيرة، على ما قال تشوي للصحيفة.

وذكرت صحيفة “ذي تايمز” أن عشرات الآلاف من الأشخاص تجمعوا في وقت سابق من اليوم للمشاركة في احتفالات السنة القمرية الجديدة التي تستمر يومين، علما بأنها من أكبر الاحتفالات في هذه المناسبة في جنوب كاليفورنيا.

وكتبت رئيسة البلدية السابقة لمونتيري بارك جودي تشو “قلبي ينفطر للضحايا وعائلاتهم وأهالي مدينتي”.

وقالت تشو إنها كانت في مكان الاحتفال قبل ساعات من إطلاق النار، أي حين كانت أعداد الحاضرين أكبر، مضيفة “كان يمكن أن يحصل ما هو أسوأ مما حصل”.

44 ألف ضحية في 2022

ويُعدّ العنف باستخدام السلاح أزمة كبيرة في الولايات المتحدة حيث حصلت أكثر من 600 عملية إطلاق نار استهدفت مجموعة من الأشخاص في العام 2022، وفق موقع “أرشيف عنف الأسلحة” Gun Violence Archive.

وأحيت حوادث إطلاق النار الجدل حول فرض قيود على استخدام الأسلحة، رغم إحراز تقدم ضئيل في الكونغرس بشأن تبني إصلاحات.

وقضى أكثر من 44 ألف شخص متأثرين بإصابتهم بأعيرة نارية في العام 2022، وأكثر من نصفهم حالات انتحار.

ويملك واحد من كل ثلاثة بالغين في الولايات المتحدة سلاحا واحدا على الأقل، ويعيش واحد من كل شخصين بالغين في منزل يحوي قطعة سلاح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *