مجتمع

كيف تحولت بناية “عشوائية” إلى مركز لتكوين أطر وزارة التربية الوطنية ببني ملال؟

مع انطلاق كل سنة تكوينية، تتجدد معاناة الأطر التربوية بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة بني ملال خنيفرة، بسبب “هشاشة فضاءات التكوين وعدم تطابقها مع معايير الجودة، بالإضافة إلى قلة الموارد البشرية بالمركز المذكور”، بحسب ما أفادت مصادر لـ”العمق”.

مصادر الجريدة أوضحت أن البنيات التكوينية بجهة بني ملال خنيفرة تعيش منذ سنوات وضعا وصفته بالـ”شاذ”  بسبب “هدر” أموال عمومية كانت قد خصصتها الدولة لبناء مركز جهوي حديث للتكوين في إطار المخطط الاستعجالي.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن المعاناة قد اشتدت بعد تحويل مقر التكوين الأصلي (مركز تكوين المعلمات والمعلمين سابقا) إلى ثانوية الزرقطوني التأهيلية، وإجلاء أطر المركز إلى بناية وصفتها بـ”العشوائية” وهي ثانوية أولاد عياد الموجودة قرب نادي الفروسية بمدينة بني ملال.

وأوضحت مصادر “العمق” أنه أمام كثرة عدد الوافدين على المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فقد تم إحداث ملحقة بالحي الصناعي بوسط المدينة، إلا أنها لم تكن في المستوى المطلوب، بل أسهمت في تأزيم الوضع والرفع من معاناة الجميع بحكم أن موقعها لم يكن موفقا، علاوة على انعدام الشروط البيداغوجية والعلمية فيها والتي من المفترض توفرها في مؤسسات تكوين الأطر العليا، فضلا عن تعارضها مع ما تنادي به خارطة الطريق، ولاسيما الالتزام السادس الذي يهدف إلى تقوية التكوين الأساس للأساتذة، وفق تعبير المصادر.

ليست هذه المرة الأولى التي يثار فيها موضوع مقر المركز، إذ سبق للأطر العاملة بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة بني ملال أن تحدثت عن هذا المشكل سنة 2014.

وقالت الأطر آنذاك في بلاغ إن مشكل المركز برز بحدة، منذ نقل مقره من مركز تكوين المعلمين والمعلمات ذي الطاقة الاستيعابية المحدودة، إلى ثانوية أولاد عياد خارج مدينة بني ملال، منذ مطلع شهر شتنبر من عام 2013.

وأضاف المصدر ذاته أن الثانوية التي أصبحت الآن مقرا رئيسيا للمركز “عشوائية ومنعزلة”، ولا تصلح بتاتا أن تكون مقرا  لهذا المركز، مشيرا إلى أنه وللتغطية على فشل هذا المشروع وما رافقه من “فساد”، نقل إليه المركز الجهوي، رغم اعتراض الأطر التربوية والإدارية والأعوان في عريضة لهم أعدوها منذ شهر شتنبر من سنة 2012.

وأوضح البلاغ ذاته أنه بالعودة إلى تصميم التهيئة الحضري، فإن منطقة بناء الثانوية مخصصة للمرافق الرياضية( zone sportive) كما يلاحظ مخالفة تصاميم التجهيز والتعمير الخاصة بالثانوية، مشيرا إلى أن الطريق المزدوجة مثلا والتي ينبغي أن تربطها بالطريق الرئيسية غير موجودة على أرض الواقع.

وفي السياق ذاته أكدت مصادر خاصة، رفضت الكشف عن هويتها، أن المنطقة التي شيدت فيها هذه البناية كانت في أول الأمر مخصصة للمرافق الرياضية في التصميم السابق.

ولأخذ رأي الإدارة حول الموضوع، اتصلت جريدة “العمق”  بمدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين قبل أسبوع من الآن إلا أنه طلب مهلة قبل الإدلاء بأي تصريح، وحاولت الجريدة الاتصال به أمس الاثنين دون أن تتمكن من أخذ تصريحاته، حيث ظل هاتفه يرن دون مجيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ سنة واحدة

    عندك حق المركز المشار إليه يفتقد لأبسط شروط الملاءمة ،إذ تنعدم فيه مجموعة من المرافق الضرورية

  • غير معروف
    منذ سنة واحدة

    لا حول ولا قوة الا بالله. ماهذه العشوائية في التيسير الذي يجد نفسه غير مؤهل يكون رجل ويقدم استقالته.. الوضعية جد مزرية اذا لم يحاسب المقصر لا قدر الله العاقبة وخيمة

  • Pamor
    منذ سنة واحدة

    لو تعلم يا كاتب التحقيق حجم الفساد المالي في القطاع لذهلت. إذ يهمس المقربون من أعلى مراكز تسيير القطاع بالمدينة عن سرقات كثيرة جدا . وحيث أننا نعلم أنه لن يخضع أحد للمسائلة على الأقل حاليا. نقول لنا الله