أدب وفنون

صنفها ضمن روايات التأهيل الروحي.. أدباء ونقاد يناقشون التوفيق في روايته “واحة تينونا”

صنف المؤرخ والروائي ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، روايته الأخيرة “واحة تينونا، أو سر الطائر فوق الكتف”، ضمن روايات “التأهيل الروحي”، موردا أن “جوهر الأمر كله يعود للإنسان، وسبب سعادته ونعيمه أو شقائه، يكمن في الأنانية المتمثلة عند المتصوفة في الشح”.

وأوضح التوفيق، في كلمة له، في لقاء “مجلس الكتبيين” بمراكش، من تنظيم جمعية منية مراكش لإحياء تراث المغرب وصيانته، أن روايته الأخيرة، تتناول موضوع “اكتشاف مسار أو سلوك غير معتاد لزوجين توفرت لهما في الحياة كل المطالب، فتشوفا إلى شيء آخر لا يعرفان ما هو”.

وأضاف الروائي المذكور، أن أطوار الرواية تدور حول مغامرة الزوجين في البحث عن الشيء الذي لا يعرفانه، وأن هذا الشيء هو المعبر عنه في النص بـ”سر الطائر على الكتف”، تشوق قادهما إلى محنة هي ثمن رفع حجاب كان يفصلهما عن الشيء، الذي تبين أنه حقيقتهما أو “الحقيقة”، ودونه “خرط القتاد” أو كشف حجاب الأنانية”.

وقال التوفيق إن الرواية من النوع المصنف ضمن روايات “التأهيل الروحي”، لكنها “طريقة عملية بعيدة عن الطلاسم”، مشيرا الى أن “الرواية تشبه قراءتها العيش في زاوية لأربعة عقود في رحاب المجاهدة، هذا بالنسبة للزوج، أما الزوجة، وهي التي أغرت صاحبها بهذه المغامرة، فقد قطعت بـ”الفضل” في ليلة واحدة ما تعب في مراده الزوج دهرا”.

من جهته، قال الناقد الأدبي محمد آيت لعميم، نقلا عن وكالة المغربي العربي للأنباء، إن “هذه الرواية ذات نفس روحي، حاولت التطرق إلى مسألة مهمة، تتمثل في كيف يمكن للإنسان أن يرتقي من الأنانية والارتباط بالحياة المادية ويتخلى عن هذه الأشياء بغية الارتقاء الى مصاف ومدارج عليا، وإلى معراج روحي يمكنه أن يصل إلى الحقيقة، وأن يكتشف عمق الإنسان، الذي استهلكته الحياة المادية”.

وتابع آيت لعميم، وفق ذات المصدر، أن هذا العمل جاء في سياق راهني يتمثل في كون العالم اليوم  يحتاج إلى جرعة كبيرة من الأمور الروحانية، حتى يتمكن من التخلص من هذه الحياة التي جذبته الى البعد المادي الصرف، وانعكست على الأخلاق والسلوك وعلى مستقبل العالم.

وفي ذات السياق، أبرز رئيس جمعية مونية مراكش، جعفر الكنسوسي، في تصريح مماثل، أن “لب هذه الرواية روحاني”، مضيفا أن كبار الحكماء والأدباء لطالما توسلوا بالحكي لتمرير رسائل روحية، وحكم وقيم وأخلاق أساسية .

وقال الكنسوسي، “إننا نعيش في عالم متأزم فاقد للروحانية، وهذه الرواية الجميلة تقلب هذه الأعيان للرجوع لأصول العطاء والحكمة والجود”، واصفا هذا العمل بأنه “شيق جدا تدور رحاه حول حكاية زوج صارا في مغامرة فتشوفا لشيء آخر لتنطلق مغامرتهما للبحث عنه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *