مجتمع

الارتفاع الصاروخي للحوم الحمراء يسائل نجاعة طريقة تدبير الصديقي للقطاع

عبد العالي رامو - نقابة بائعي اللحوم الحمراء

تصوير ومونتاج: يوسف فائز

أدى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، في الأيام القليلة الماضية، بشكل كبير، إلى تزايد الأصوات المستنكرة لغلاء اللحوم في مختلف مجازر المغرب، حيث صارت أسعارها تتراوح بين 80 درهم إلى 100 درهم، للحم العجل ولحم الخروف، بعدما كان ثمنها يتراوح مابين 70 و75 درهما.

وتسبب هذا الارتفاع الصاروخي في أسعار اللحوم الحمراء، في تراجع استهلاكه من طرف الأسر المحدودة الدخل، التي اختارت بديله اللحوم البيضاء، لعجزها اقتناء كيلوغرام واحد بسعر يصل 100 درهم، تزامنا مع موجة الغلاء في باقي المواد الغذائية.

وفي هذا الصدد، حمّل رئيس الجمعية الوطنية لبائعي اللحوم الحمراء بالمغرب عبد العالي رامو، “الحكومة مسؤولية هذا الارتفاع، لعدم دعم القطاع، ضد الصدمات المتتالية التي عاشها في السنوات الأخيرة”.

وشدد رامو في حديثه لجريدة “العمق”، أن “هذا الارتفاع في أسعار اللحوم الحمراء كان متوقعا، خاصة بعد أزمة مقاطعة الحليب، لأن أغلبية المربين الذين كانوا يعيشون من بيع الحليب قاموا ببيع قطيع أبقارهم، وهذه الأزمة التي مرت عليها أربع سنوات، هي سبب الغلاء الذي يتجرعه المواطن اليوم”.

وأكد المتحدث، “أن 60 في المائة من القطيع المنتج للحوم الحمراء، ضاع خلال حملة المقاطعة التي عرفها المغرب قبل أزيد من أربع سنوات”، مضيفا “أنهم طالبوا وزارة الفلاحة في 2019، بترخيص ذبح 20 ألف رأس قطيع جاهز، فحصوا على الموافقة ومن ثم توقيف العملية”.

وتابع رامو، “أنهم طالبوا خلال الأشهر الأخيرة، من اعتماد كوطا لتحديد القطيع الجاهز للذبح، وبعد موافقة الوزارة المعنية، وجدوا مشكلا آخر يتعلق بعدم إعفاء القطيع المستورد من الضريبة على القيمة المضافة، عكس باقي الدول التي تتدخل حكوماتها لتسهيل إجراءات الضريبة والجمارك وأحيانا تسهم في دعم وسائل نقل هذا القطيع”.

وشدد رامو على أن هذا الغلاء، ناتج كذلك، عن سياسة امتدت لـ20 سنة، نهجت فيها الحكومات المتوالية عملية “القتل البطيء للقطيع المنتج للحوم الحمراء، على رأسه صنف الخروف”، مشددا “على أن الفلاحين الصغار مربو قطيع الأغنام والأبقار، لم يتحصلوا على أي دعم حكومي رغم الأزمات، مما تسبب في إفلاسهم”.

ووجه رامو في ختام تصريحه، نداء إلى وزير الفلاحة والصيد البحري الحالي محمد صديقي، “من أجل إعادة النظر، في مساطر دعم مربو الأغنام والأبقار المنتجة للحوم الحمراء، وخلق منصة لتتبعهم”، كما طالب “بمراجعة الضريبة على القيمة المضافة المفروضة على هذه منتوج اللحوم الحمراء، خاصة وأننا مقبلون على شهر رمضان، وبعده عيد الأضحى” بحسب تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *