سياسة

العجلاوي: دعم واشنطن للرباط رسالة لأوروبا بأن المملكة رقم كبير لا يمكن القفز عليه

قال الخبير في العلاقات الدولية، الموساوي العجلاوي، إن زيارة مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون المنظمات الدولية، ميشيل سيسون إلى المغرب في ظل التوترات الأخيرة مع البرلمان الأوروبي، هي رسالة لأوروبا بأن المملكة أصبحت رقما كبيرا في الخريطة الجيوسياسية الجديدة.

وأضاف العجلاوي أن هذه الزيارة تؤكد على الموقف الثابت للولايات المتحدة الأمريكية تجاه القضية الوطنية، والذي عبرت عنه إدارة “ترامب” واستمرت على نهجه إدارة “بايدن”، مضيفا أن هذه الأخيرة تشتغل فيما يخص نزاع الصحراء في النصف الثاني من اعتراف “ترامب” بالسيادة المغربية على الصحراء.

وأبرز الخبير في العلاقات الدولية ضمن تصريح لجريدة “العمق”، أن إدارة “بايدن” تؤكد بأن المشكل لازال قائما وتطلب من الأطراف الأخرى (الجزائر) أن تلتزم بالحل السياسي، وهو تأكيد على الموقف الثابت للإدارة الأمريكية تجاه القضية الوطنية.

واعتبر العجلاوي، هذه الزيارة بمثابة اعتراف بالدور المركزي الذي تلعبه المملكة فيما يخص الأمن والاستقرار بالمنطقة، ودورها أيضا في منطقة الساحل والصحراء، إضافة إلى الاتفاق العسكري الموقع في صيف 2020 في عهد “ترامب” لمدة 10 سنوات والمناورات العسكرية بين البلدين.

ويرى المتحدث، أن زيارة المسؤولة الأمريكية إلى الرباط هي تأكيد لكل هذه الأدوار، قبل أن يشير إلى أن أهمية تكمن في أنها جاءت في سياق يعرف حالة من التوتر بين المغرب وأوروبا، خصوصا البرلمان الأوروبي غداة قراره الذي يتدخل في السيادة المغربية ومؤسساته الوطنية.

وأكد أن زيارة “سيسون” هي رسالة لأوروبا بأن هناك خريطة جيوسياسية جديدة، أصبح المغرب داخلها رقما كبيرا، وبالتالي، يضيف العجلاوي “على أوروبا أن تأخذ بعين الاعتبار هذا الواقع”، مبرزا أن الإدارة الأمريكية أذكى من الأوروبيين.

في سياق متصل، قال العجلاوي، إن قرار البرلمان الأوروبي بمثابة ضربة تحت الحزام للمغرب كي لا يستقبل وزير الخارجية الروسي الأسبوع المقبل، كما فعلوا من قبل مع الجزائر حيث ضغطوا عليها وألغوا المناورات العسكرية وعددا كبيرا من المعاهدات الأمنية بينها وبين روسيا وكذا إلغاء زيارة الرئيس الجزائري إلى موسكو مقابل تعزيز محور “باريس- الجزائر”.

وأشار إلى أن ذكاء الأمريكان يكمن في أنهم بالرغم من علمهم بزيارة “لافروف” إلى المغرب، إلا أن مساعدة وزير الخارجية الأمريكية جاءت للتأكيد –حتى لروسيا- بأن المملكة تدخل في سياق تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة وأن تسلح المغرب بالكامل هو تسلح أمريكي.

وخلص العجلاوي إلى أن زيارة المسؤولة الأمريكية لها معاني وأبعاد متعددة ما هو سياسي وأمني، وأيضا تأكيد للجانب الروسي فيما يخص تموضع المغرب في هذه الخريطة الجيوسياسية الجديدة، مضيفا أنه “مع كامل الأسف ظل الأوروبيين حبيسي تلك النظرة بأن المغرب بلد يمكن القفز عليه وأنه حائط قصير”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *