وجهة نظر

سيد حصاد.. أريد أن ألتقيك وجها لوجه

سيد حصاد …

أنت تعرف كل من يؤطر ويحرض على الاحتجاج على مقتل محسن فكري وعلى استباحة حياة وكرامة المغاربة؛إن في الشارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي …

طيب سيدي الوزير …

أنت تعرفنا جميعا وهذا حقك لا احد ينكره عليك بل ويدخل في صميم عملك …فمن مهام وزارتك رصد دبة النملة في المغرب وإن لم تكن كذلك فهي لا تستحق ان تسمى أم الوزارات ..

سيد حصاد …دعنا نتفق على حقيقة واحدة؛ نحن هنا بأسمائنا الحقيقة وبصورنا الشخصية وإلى الشارع نخرج بوجوه مكشوفة ….اعتقد اننا بهذه الطريقة قد وفرنا على رجالك الجهد والوقت الذي يستهلكه البحث عن الشخص الحقيقي المتخفي وراء “شبح” يمشي في الشارع أو يقف وراء بروفيل باسم مستعار…

سيد حصاد …بما أنك قلت أنك تعرفنا واحدا واحدا فهذا يعني أنك ربما ربماربما تعرف كاتبة هذه السطور …أو لا تعرفها …لا فرق، وبما أنك “بسطت البساط” بيننا بهذا الشكل فأنا أنتهزها فرصة لأقول لك أنني شخصيا راغبة في لقائك؛ فقط لأعرف منك الأجوبة على أسئلة لا أزال أبحث لها عن أجوبة …. وأنت تنظر إلي أريد منك سيد حصاد أجوبة مقنعة على أسئلةتتزاحم في مخيلتي وتحدث فيها ضجيجا يزعجني:

_ألم تعرفوا حقا من قتل 5 شباب من الحسيمة أيام الحراك الفبرايري لهذا سجلتم الجريمة ضد مجهول ؟ ..أسأل هذا السؤال لأنه لا غبي ولا ذكي يمكنه ان يصدق أن خمس شباب لا سوابق لهم ومعروف عنهم حسن الخلق أن يكونوا لصوص أبناك …هذا “القسم” في “قطاع” السرقة له ناسه المحترفون المتخصصون

_من وضع اسم البيدوفيل كالفان في لائحة العفو الملكي ومن اعطى الأوامر لسلخ المحتجين على هذا العفو؟

_أين وصل التحقيق في احتراق حافلة طانطان وهل تم التحقيق مع كل الرؤوس المسؤولة عن تلك الجريمة البشعة ؟

_ماذا عن التحقيق في شأن ضحايا فيضانات الجنوب …فرغم انها كارثة طبيعية إلا أن قناطر من عهد الاستعمار صمدت في وجه السيول في الوقت الذي انهارت فيه أخرى حديثة العهد مما يعني ان هناك مسؤولين كبار عن موت أبرياء..

_كيف تخرج الأموال إلى باناما وإلى باقي الجنات الضريبية عبر العالم وهل تم فتح تحقيق في هذه القضية ؟

_من هم خدام الدولة الذين توزع عليهم خيرات البلاد إضافة إلى رواتبهم السمينة، وهل يعني مصطلح خدام الدولة أن في هذه البلاد هناك فئة مرضي عليها تكرمها الدولة واخرى مساخيط الدولة مغضوب عليها ولهذا ليس من حقها غير الفتات ؟…

ثم من هي “السيدة فتنة” التي تنصبونها فزاعة أمام الشعب كلما قرر النزول إلى الشارع ؟ ومن “خلقها” ومن يجسدها ويوصينا ألا نوقظها لأنها تنام بيننا في سلام ؟ ومن سيتضرر إن “تهور” الشعب وأيقظها ؟

هذه عينة فقط من الأسئلة التي باتت تتناسل في ذهن المواطن القلق على مستقبل وطنه حتى بات يشك في التحقيقات التي تطلقها الأجهزة المختصة على إثر كل قضية رأي عام تمسه في رزقه وكرامته وحريته وأمنه أيضا.

أسأل أسئلتي هذه وأنا أتعجب سيد حصاد كيف أن الأجهزة التابعة لوزارتك تستبق العمليات الإرهابية في المغرب وتفكك خلايا إرهابية تستعد أو تفكر فقط في القيام بنشاط إرهابي، لكنها عجزت عن معرفة من نظم “مسيرة ولد زروال” التي يجمع الأحمق والعاقل على انها وصمة عار و “شوهة” كبيرة على جبين كل المغاربة باختلاف مسؤولياتهم ..فلو كنت مكانك سيد حصاد لسخرت الجن والإنس لأعرف من الذي جلب لنا هذا العار وجعلنا أضحوكة أمام العالم….ألست متفقا معي ؟

لقد قلت في آخر تصريحاتك حول قضية الشهيد محسن فكري أن التحقيق سوف يصل إلى أبعد مدى…طيب سيد حصاد، الناس أيضا ستبقى هذه المرة في الشارع إلى أبعد مدى حتى يتأكدوا من المدى الذي سيصل إليه التحقيق في هذه الجريمة التي تسائلنا جميعا؛ لأنه وبصراحة أو ربما وقاحة؛ هذا الشعب اعتاد “القوالب” في التحقيقات السابقة ويشهد كيف انها تدخل بسلام ثلاجة المحاكم ويعاين بنفسه كيف أن الداخلية والقضاء يراهنون على عامل الزمن لينسى الشعب قضاياه ويتم إقبار ملفاتها.

سيد حصاد…لابد أنه بينك وبين نفسك تعترف أنه لا قضاء مستقل في هذه البلاد ولا مؤسسات ديموقراطية ولو كانت ابنة الصندوق، وأن ربط المسؤولية بالمحاسبة في هذه البلاد هو مبدأ معطل إلا في حالات تكون فيها الدولة مضطرة إلى تقديم أكباش فداء…فلو لم تكن الديموقراطية معطوبة في المغرب لبقي حادث مقتل محسن فكري معزولا، ولوثقنا في جهاز القضاء المغربي ليقول كلمته، ولما اضطر الشعبللنزول إلى الشارع ليشكل قوة ضغط لمعرفة من تسبب من قريب او بعيد في وقوع هذه المأساة …

أقول قولي هذا وأصر على أن الاحتجاج حق يضمنه الدستور وأنت سيد العارفين سيد حصاد…فلا تقلق على هذا الوطن الذي تسهر على أمنه..

التجمع السلمي أو الاحتجاج حق يضمنه الدستور أولا وأخيرا