جمعية الناشرين تهين المرأة المغربية في حفل لتكريم أسود الأطلس

أثار الحفل الذي نظمته الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين لتكريم أسود الأطلس، ردود فعل غاضبة من طرف عدد كبير من المغاربة، جراء ما تضمنه الحفل من عبارات مهينة للمرأة المغربية، تلفظ بها الكوميدي “طاليس” خلال قيامه بتقديم عرض فكاهي خلال الحفل.

الجمعية حديثة النشأة والتي تضم بين صفوفها منابر إعلامية معروفة بالتشهير ونقل المحتوى الإعلامي المبتذل، تسببت في موجة غضب ضدها بسبب عدم تحكمها في مضمون العرض الكوميدي الذي قدمه طاليس، والذي اعتبره كثيرٌ من المتتبعين إهانة مباشرة للمرأة المغربية التي بصمت على لحظة تاريخية لا تُنسى أثناء تشجيع جميع مكونات الشعب المغربي لأسود الأطلس بمونديال قطر.

وفي هذا الصدد، قال أستاذ القانون العام والعلوم السياسية، عمر الشرقاوي في تدوينة على صفحته بفيسبوك إن “مصيبتنا أننا نحقق إنجازات مهمة ونقوم بأشياء جميلة لكن لا نعرف كيف نحافظ عليها، لا بد من أن يخرج بيننا من يريب الحفلة”، وذلك في إشارة إلى ما تضمنه عرض طاليس خلال الحفل الذي عمدت من خلاله الجمعية إلى منع المنابر الإعلامية التي لا تنضوي تحت لوائها من حضور أطواره، في سابقة تعكس العقلية الاقصائية التي تسيطر على هذه الجمعية.

من جانبه علق الصحافي يونس مسكين على الواقعة بقوله: “النية وقلة النية ما كايتلاقاوش. مكاين لا طاليس ولا سقراطيس!”، بينما وصف مراسل قناة العربية في المغرب عادل الزبيري، الأمر بأنه “ضحك تافه جدا”.

وشدد مجموعة من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على أن ما جاء على لسان “طاليس” يعد تحقيرا للمرأة المغربية، ونسفا للرقي الذي لازم الهوية والثقافة المغربيتين خلال كأس العالم قطر 2022، ودحرا للإنجازات المعنوية قبل المادية لأسود الأطلس، في تجل واضح للضمور القيمي، والتدني الأخلاقي.

الكاتبة والمدونة الصحفية، شامة درشول كتبت على حسابها بفيسبوك أنه “خلال الفترة التي كان فيه المغاربة فرحين بالمنتخب المغربي وما حققه بمونديال قطر، وفي الوقت الذي اعتبروا فيه وليد الركراكي قدوة وأمل، اتصل بي أحد الأصدقاء، وقال لي، تذكري جيدا ما سيحدث للركراكي، سيتم اغتياله معنويا، نحن في عهد بات ممنوعا أن يكون هناك قدوة يمثل القيم، القدوة المسموح بها هو ما تنتجه شوف _تيفي وأخواتها‘‘.

وأضافت درشول: “لقد صدق الصديق…للأسف، ويتم اغتيال وليد الركراكي وما يمثله، وما قدمه، بعناية فائقة في حفل “ليؤساء، ضم نخبة الجوعى الجدد، نظمته جمعية شوف تيفي، لتكريم إخوانها فوزي_ لقجع وبودريقة، والعرايشي، وبنسعيد وإخوان آخرون، حتى أنهم كانوا يضحكون لتلك القذارة التي كان يتفوه بها أخوهم المدعو طاليس، وكأن لا غيرة تأكل قلوبهم على نسائهم‘‘.

من جانب آخر كتب حساب باسم سمية أبو الخير، “ما قدمه شبيه الفنان في حفل تكريم المنتخب المغربي هو قلة حياء، وقلة وعي، وقلة دين، هو إفلاس فكرين وفني، وثقافي‘‘ مضيفة،‘‘ كيف أنه وفي سنة 2023 لا تزال المرأة تُتخذ مادة للسخرية… المرأة ليست من قبيل ذلك التصور المنحط الذي تمتلكه… في زمانك الفن أصبح عفنا‘‘.

وقال حساب باسم رجاء العمراني “كوميدي الصرف الصحي… قمة قلة التربية”، وأضاف آخر باسم وفاء خنسوس: “للأسف يريدون أن ينتزعوا انتزاعا منا فرحتنا بمنتخبنا المغربي الذي أبان عن أصالته وهويته مفتخرا بها… وكيف احتفى احتفاء بالمرأة، إذ يخسف بنا من علياء الفخر تهريج وهرج يمس بنت المغرب المصونة بكلام يحمل كل معاني السفه”.

وكتب حساب باسم السعدية معروف،”… المدعو طاليس من الفكاهيين الذين نفخ الإعلام تفاهتهم، شارك بفقرة وقحة تنم عن انعدام الحياء وفحش في التعبير تجاه المرأة المغربية، ما يفرض على المنظمين واجب الاعتذار واختيار من يرفه على الناس لا من يضحك عليهم بالكلام الساقط خصوصا والمناسبة تكريم فريق بهر العالم بالقيم التي يتبناها تجاه النساء، فيأتي تافه بضاعته كلام ساقط وسخرية لا بوصلة لها ليهدم ما بناه القادة”.

كما امتدت ردود الاستهجان، خارج الحسابات الخاصة ووصلت إلى التعليق على ما ينشره “طاليس”، إذ جاء في تعليق على منشور للفكاهي المذكور: “مناسبة كانت تحتاج مقدما ومنشطا في المستوى، غير أنه وللأسف ولي نعمتك ومنتج الفلم الخاص بك، أبى إلا أن تكون هناك”، مضيفا: “نحن في بلاد نرغم على مشاهدة عروض الكوميديا ممن لا نحبهم”.