اقتصاد، سياسة

أخنوش: العلاقات المغربية الإسبانية مثالية ونكون أكثر قوة متى كنا مجتمعين

أشاد رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش بمستوى العلاقات التي تجمع بين المغرب وإسبانيا، واصفا إياها بأنها “مثالية على جملة من المستويات”.

وشدد أخنوش في كلمة له بمناسبة اختتام أشغال المنتدى الاقتصادي المغربي- الإسباني، الذي ينعقد على هامش القمة رفيعة المستوى بين البلدين، على أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا “إن كانت قد عانت، في بعض الفترات، من سوء الفهم، فقد كنا دائما نجد السبل الكفيلة بتجاوز ذلك، حيث أدركنا، وعلى مر التاريخ، أننا نكون أكثر قوة، مَتَى كُنَّا مُجْتَمِعِين”.

وأضاف رئيس الحكومة: “لا يخفى عليكم أن العاصمة الاقتصادية لبلدنا، الدار البيضاء – “Casablanca”، تحمل إسما إسبانيا، وأن العاصمة الإدارية لإسبانيا، مدريد، تحمل إسما عربيا. كما أن 900 ألف مغربي ومغربية يعيشون اليوم بإسبانيا، ومضيق جبل طارق الذي يفصل بيننا لا يتعدى طوله 14 كيلومتر”.

وأكد أخنوش أن” العلاقات التي تجمع بلدينا عميقة ووثيقة، كما أن المبادلات بيننا غنية وتتجدد باستمرار”، مبرزا أن المنتدى الاقتصادي المغربي- الإسباني “يشكل فرصة للوقوف على متانة العلاقات التي تجمع بين بلدينا في ضوء الرؤية السديدة لعاهلي البلدين، جلالة الملك محمد السادس وجلالة الملك فيليب السادس”.

وأضاف أنه أيضا “مناسبة لتعزيز ودعم الشراكات الاقتصادية بين المقاولات المغربية والإسبانية، وكذا تسريع وتيرة الاستثمار المشترك في القطاعات ذات الأولوية، في ظل الدينامية السياسية التي تشهدها العلاقات بين بلدينا الجارين والصديقين، واستنادا للمرجعية التاريخية والروابط الاستراتيجية التي تجمع بينهما”.

وأوضح أخنوش “علاقاتنا الثنائية تعرف عهدا جديدا، في ظل دعم حكومتكم لخطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، حيث كانت لإسبانيا شجاعة الواقعية التاريخية وهو الأمر الذي لا يسعنا إلا أن نشيد بها عاليا، دولة وشعبا”، مبرزا أن أفضل جواب على ما يعيشه العالم منذ سنوات من ظرفية صعبة زاد من حدتها جائحة كوفيد-19، وعودة الحرب إلى أوروبا، فضلا عن تزايد ظاهرة الاحتباس الحراري التي تؤثر علينا جميعا، هو “أن نعمل سويا ويدا في يد، لنبني معا مستقبلا أفضل”.

علاقة مثالية

وشدد رئيس الحكومة على أنه “يحق لنا أن نفخر بتعاوننا الأمني وفي مجال محاربة الإرهاب. ففي بداية شهر يناير من السنة الجارية، قامت قواتنا الخاصة من الجانبين بتفكيك خلية إرهابية بالمغرب وإسبانيا. وقد أدان المغرب بشدة الهجوم الإرهابي على كنيستين بالخزيرات، وبالمناسبة، اسمحوا لي أن أعبر لكم عن أصدق مشاعر التضامن والمواساة إزاء ضحايا هذا الحادث وعائلاتهم”.

وأضاف: “وفي هذا الصدد، يبذل المغرب جهدا كبيرا في ضبط تدفق اللاجئين، وذلك في احترام تام للقيم الإنسانية. وللإشارة فقط، ففي سنة 2021، أسفرت المجهودات المبذولة عن منع 63,000 محاولة للهجرة غير الشرعية، كما مكنت من تفكيك 250 شبكة لتهريب المهاجرين”.

وعلى المستوى الطاقي، يضيف أخنوش، “مكن أنبوب الغاز المغاربي-الأوربي على مدى 25 سنة من تزويد إسبانيا بالغاز مرورا بالمغرب. وبالنظر إلى المعطيات الجيوسياسية الحالية، فقد أظهر بلدينا حسا عاليا من التعاون والمرونة من خلال الإبقاء على هذا الخط وعكس تدفق الأنبوب من أجل تزويد المغرب بالغاز الطبيعي المسال عبر إسبانبا”.

وأكد رئيس الحكومة أن متانة العلاقات بين المغرب واسبانيا تستند إلى الدينامية الإيجابية التي تعرفها المبادلات التجارية، مشيرا إلى أن “إسبانيا اليوم هي أول شريك تجاري للمغرب على مستوى الصادرات والواردات معا. والمغرب هو ثالث شريك تجاري لإسبانيا من خارج الاتحاد الأوروبي بعد الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وأول وجهة للصادرات الإسبانية في إفريقيا والعالم العربي”.

والأهم من ذلك، يؤكد أخنوش، “أن هذه الدينامية في تصاعد مستمر. فقد بلغت قيمة مبادلاتنا التجارية 17 مليار أورو سنة 2021، فيما عرفت في التسعة أشهر الأولى من سنة 2022 ارتفاعا بنسبة 21%. وعلى مدى عقد من الزمن، ارتفعت قيمة مبادلاتنا التجارية بنسبة 8% سنويا كمعدل، وتشكل حاليا خمس المبادلات التجارية للمغرب مع باقي دول العالم”.

وأشار إلى أن “سنة 2019، كسنة مرجعية قبل أزمة كوفيد-19، عرفت إحداث حوالي 700 مقاولة ذات رأسمال إسباني بالمغرب. كما أن أكثر من 20,000 شركة إسبانية تصدر منتوجاتها وخدماتها نحو المغرب. وهو دليل آخر على أن طبيعة مبادلاتنا تزداد غنى وتنوعا”، مؤكدا أن “حجم الاستثمارات الإسبانية بالمغرب في تزايد مستمر، وهو ما يظهر من خلال حجم الاستثمار الأجنبي المباشر الذي يضع إسبانيا كثالث مستثمر أجنبي بالمغرب. وبهذا الخصوص، فإن هامش التطور يبقى مهما، سواء تعلق الأمر بالطاقة، بالمواصلات، بالسياحة أو بالصناعة، لا سيما في ضوء النظام التحفيزي الذي جاء به ميثاق الاستثمار الجديد”.

وخلص رئيس الحكومة إلى أن “الشراكة الموثوقة، القوية، المرنة، الذكية ومتعددة الأبعاد هي التي تُتَرْجَمُ عَمَلِياً إلى تنمية اقتصادية”، مبرزا أن “هذا هو المعنى الذي نريد أن نعطيه لشراكتنا، كما يتطلع إلى ذلك جلالة الملك محمد السادس نصره الله، شراكة تتسم بالريادة وتكون في خدمة التنمية والسلم بمنطقتنا المتوسطية، بل ونموذجا للتفاهم والازدهار المشترك بين كافة الدول”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *