سياسة

حيار: استقبال الملك للاعبي المنتخب وأمهاتهم تأكيد لقيم المغاربة من بر الوالدين

صورة تذكارية للملك مع المنتخب

أكدت عواطف حيار، وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، أن البادرة المولوية السامية المتمثلة في استقبال وتوشيح المنتخب الوطني عقب الإنجاز التاريخي وغير المسبوق خلال النسخة الأخيرة لكأس العالم بقطر، وخاصة استقبال اللاعبين وأمهاتهم علامة دلالة ومؤشر واضح على المكانة الرفيعة التي تضطلع بها الأسرة في المجتمع، وتأكيدا لقيم المغاربة الراسخة من بر بالوالدين واعتراف لهم بالفضل.

جاء ذلك في كلمة لها خلال لقاء تقديم الدراسة الميدانية الوطنية حول موضوع: “القيم وتفعيلها المؤسسي: انتظارات وتوجهات لدى المغاربة”، الأربعاء بمجلس النواب، حيث أكدت أن “بحث التفعيل المؤسسي للقيم ورصد انتظارات المغاربة وتوجهاتهم إزاءها، أمر هو في غاية الأهمية والراهنية، وذلك بالنظر إلى التحولات السريعة التي يشهدها عالمنا المعاصر في ظل العولمة وما يصاحبها من ظواهر التي لها آثار عظيمة على أنماط عيش الناس وتفكيرهم وممارساتهم”.

وأضافت حيار أن “الواقع الذي نعيشه اليوم، يحتم علينا كقطاعات حكومية ومؤسسات وجمعيات المجتمع المدني، أن ننخرط في مثل هذه المبادرات وتدعيمها، لما توفره لنا من معطيات وبيانات كمية ونوعية عن واقع القيم واستشراف مستقبلها، والتي على أساسها يتم العمل على بلورة رؤى استراتيجية وسياسات عمومية تفيد من ناحية صيانة القيم المتجذرة لدى المغاربة، باعتبارها مؤشراً على أصالة البلاد وعمقها التاريخي الضارب في القدم، والانفتاح على تجارب الشعوب والأمم، في إطار من التبادل القائم على الوعي والإدراك المغذيين للاختيار الأفضل”.

المسؤولة الحكومية، أوضحت كذلك أن المملكة تكرس القيم عبر الأجيال، وتضمن دعمها وتفعيلها مؤسساتيا، وذلك ما أكده الملك محمد السادس، في خطابه بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة من الولاية التشريعية العاشرة، الجمعة 09 أكتوبر 2020، حيث قال: “… المغرب، كان وسيظل، إن شاء الله، أرض التضامن والتماسك الاجتماعي، داخل الأسرة الواحدة، والحي الواحد، بل وفي المجتمع بصفة عامة.”

علاوة على ذلك، أشارت حيار إلى أن “دستور المملكة لسنة 2011، قد نص من خلال الباب الأول، على أن المملكة المغربية أمة تستند في حياتها العامة على ثوابت جامعة، تتمثل في الدين الإسلامي السمح، والوحدة الوطنية متعددة الروافد”، مضيفة أن لجنة النموذج التنموي الجديد أكدت أن المغرب قد كرس منذ عصور مسألة إشاعة القيم وإرثه العريق لبلوغ التطور والإقلاع الحضاري، وذلك في انسجام مع القيم الإنسانية والكونية.

ولفتت الوزيرة إلى أنه تم التأكيد أن النموذج التنموي الجديد للبلاد يسهر على ترسيخ قيم التضامن وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية والحريات والمشاركة والاستدامة وغيرها، باعتبارها الأسس الكبرى الموجهة له، مضيفة أن نص التقرير العام على أهمية القيم الروحية في بعديها العقائدي والحضاري، إلى جانب توطيد قيم الخير والوئام والتسامح واعتماد التشاور والتداول من أجل الصالح العام، وباعتبارها الطابع المميز للمملكة.

كما أكدت أن البرنامج الحكومي 2021-2026 يلتزم بمواصلة العمل الرامي إلى بناء مجتمع مغربي أصيل بهويته وثقافته وتقاليده المتنوعة، وحداثي عصري بانفتاحه على القيم الإنسانية الكونية المشتركة، مبرزة أن هذا البرنامج الذي يشكل خارطة طريق للولاية الحكومية الحالية، يضم مجموعة من الإجراءات والآليات الهادفة إلى صيانة قيم المجتمع وإغنائها، والسهر على تنزيل الاوراس الكبرى للمملكة كورش تفعيل مخرجات النموذج التنموي الجديد والورش الملكي للحماية الاجتماعية التي تتضمن قيم مهمة كالتضامن والتآزر اللتين تعملان على تعزيز التماسك الاجتماعي، ولما يشكله أيضا من سعي إلى تكريس العيش الكريم لمختلف فئات المجتمع.

حيار أشارت أيضا إلى أن التطلع بتفاؤل إلى رفع التحدي الاجتماعي الضامن لبناء مجتمع متماسك، هو ما جعل وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة تضع مسألة التفعيل المؤسساتي الأمثل للقيم الفضلى في صلب السياسات العمومية والبرامج التي تعمل على تنزيلها وبطرق وآليات جديدة ومبتكرة، وذلك من خلال استراتيجيتها الجديدة: “جسر لإدماج اجتماعي مبتكر ومستدام”، بحيث تخصص لهذا الغرض أحد ركائزها الثلاث وهي الركيزة الثالثة للاستراتيجية الجديدة حول “الأسرة ومنظومة القيم والاستدامة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *