مجتمع

الخراطي: أزمة اللحوم الحمراء كانت متوقعة.. وظاهرة التمدين أحد أسبابها

اعتبر رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، بوعزة الخراطي، أن الأزمة التي يعرفها قطاع اللحوم الحمراء، كانت متوقعة، وأنها جاءت نتيجة غياب السياسات الفلاحية والاستراتيجيات الناجعة لتدبير القطاع الفلاحي بشكل عام، وتربية المواشي على وجه الخصوص.

وأضاف أن أحد الأسباب الرئيسة للأزمة الحالية هي ظاهرة التمدين التي اجتاحت ضواحي المدن الكبرى، والتي كانت إلى وقت قريب عبارة عن ضيعات فلاحية تؤمن المواد الاستهلاكية من اللحوم والحليب للمدن القريبة منها.

وأوضح الخراطي، في تصريح لجريدة‘‘ العمق‘‘، أن وجود سياسة ناجعة لتدبير قطاع تربية المواشي، ستفضي إلى ازدياد عدد القطعان، وازدياد عدد المواشي المعروضة للبيع، وبالتالي انخفاض أسعارها، وأسعار المواد الاستهلاكية التي يوفرها هذا القطاع، موضحا أن عكس هذا الأمر هو ما حدث وهو السبب الرئيسي لارتفاع أثمنة اللحوم الحمراء بالشوق المغربية.

وأشار إلى أن الأزمة التي يعرفها قطاع اللحوم الحمراء بالسوق المغربية كانت متوقعة، وازداد ترقبها مع بروز أزمة الحليب السنة الماضية، مشيرا أن مراكز الحليب التي أغلقت أبوابها السنة الفارطة والتي تشكل 40 % من مجموع المراكز كانت شكلت بداية للأزمة والنقص الموجود في الأبقار القابلة للذبح خلال الفترة الراهنة.

وأوضح أن قطاع تربية المواشي أضحى قطاعا غير مربح بفعل السياسات والاستراتيجيات الحكومية الضئيلة المتخذة لدعم هذا القطاع، مضيفا أن ما كان منتظرا منه، هو على غرار ما تقوم به الحكومات في النماذج المقارنة حين تعمد إلى تقديم الدعم الكافي للقطاعات التي تزود السوق الوطنية بالمواد الاستهلاكية.

ونبه إلى ضرورة الاهتمام بهذا القطاع نظرا لأهميته الاستراتيجية، مشيرا إلى أن تربية المواشي تضمن السيادة الغذائية لمنتجين أساسيين هما اللحوم والحليب، وتضمن الاستقرار الاجتماعي للفلاحين في البادية، وفي غياب استراتيجية كفيلة بتنمية القطاع ستتبدد هذه السيادة الغذائية، ويضطر الفلاحون لبيع ما تبقى من قطعانهم والهجرة نحو المدن ومعه ستبرز مشاكل جديدة.

وأكد أن الجامعة المغربية لحماية المستهلك لا تملك أي آلية رقابية، وأن مهمتها تكمن في مراقبة الوضع العام، وتقديم توصيات ومقترحات لمن يهمهم الأمر.

وأشار إلى أن الوزارة قد اتخذت عدة تدابير استعجالية وصفها بالجريئة، وإن كانت متأخرة، خاصة منها قرار استيراد الأبقار القابلة للذبح، موضحا أن السبب وراء استيراد هاته الأبقار من أمريكا اللاتينية، بدل الدول الأوروبية جاء على خلفية أزمة جنون البقر ببريطانيا، وأزمة اللحوم والحليب بفرنسا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *