أخبار الساعة، مجتمع

وفاة حامل بأمسمرير.. ومستشفيات تنغير تتحول لـ”محطة نقل” المرضى إلى ورزازات

لم تكن سيدة حامل تدعى سميرة وازوز وهي تدلف إلى باب سيارة الإسعاف، بعدما فاجئها المخاض بمسقط رأسها بدوار أيت حمو وسعيد بجماعة أمسمرير، تعلم أنها على موعد مع الموت رفقة جنينها وهي في طريقها إلى المركز الإستشفائي سيدي حساين بورزازات، تاركة خلفها أسى عميقا لدى عائلتها.

وكشفت مصادر خاصة لموقع “العمق”، أن الهالكة ولجت إلى مركز صحي بجماعة بومالن دادس يوم أمس الأحد الجمعة 19 فبراير الجاري، بعدما داهمها مخاض الولادة، وبعد إطلاع الطاقم الطبي على حالتها، تقرر توجيهها إلى المستشفى الإقليمي سيدي حساين بورزازت.

وأضافت المصادر ذاتها، أن الهالكة سلمت الروح إلى بارئها وهي في طريق إلى المركز الإستشفائي الجهوي سيدي حساين بورزازات، نظرا لبعد المسافة الفاصلة بين بومالن دادس وورزازات والتي تفوق 123 كلم، علاوة على وعورة التضاريس وسوء أحوال الطقس تزامنا مع موجة الثلوج التي تعرفها المنطقة.

وكانت جريدة العمق، قد كشفت في وقت سابق، أن إقليم تنغير يعيش على إيقاع الخصاص المهول في المنظومة الصحية بسبب غياب الأطباء بعدد من التخصصات الطبية بأكبر مستشفى عمومي بهذا الإقليم، في وقت يتم توجيه المرضى نحو مستشفيات عمومية آخرى بورزازات والرشيدية، ما يكبد المرضى وذويهم مصاريف وأعباء مادية ومعنوية هم في غنى عنها.

وقالت فعاليات مدنية في تصريحات متطابقة لـ“العمق”، إن الوضع الصحي بإقليم تنغير “مقلق بشكل كبير ”، مؤكدة أن “ أن المستشفى الإقليمي لتنغير يتوفر على ثلاثة أطباء في تخصص النساء والتوليد، يعملون يوميا بمبدأ التناوب في الحضور، الإ أنهم غادروا جميعهم هذه المؤسسة الصحية منذ أزيد من عام، دون أن يتم تعويضهم، الأمر الذي يطرح علامات استفهام كبيرة”.

الفعاليات ذاتها، أوردت في تصريحها، أن “هذا الوضع غير السوي يدفع ساكنة المنطقة إلى التوجه إلى مؤسسات صحية متواجدة بآقاليم تابعة لجهة درعة تافيلالت، منها بالخصوص المركز الإستشفائي الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية أو المستشفى الإقليمي سيدي حساين بورزازات، طلبا للإستشفاء أو الاستشارة الطبية، الأمر يكبدها مصاريف إضافية أثقلت كاهلها، لاسيّما وأن أغلبها من ذوي الدخل المحدود”.

وشددت المصادر ذاتها، على أن “غياب أطباء النساء والتوليد جعل مؤشرات الصحة بهذا الإقليم تتهاوى بشكل كبير، وذلك بسبب إرسال النساء الحوامل من جديد إلى المستشفى الجهوي بالرشيدية فيما يرتبط بإجراء العمليات القيصرية وكذلك لإجراء مختلف العمليات الجراحية العامة لباقي المرضى حتى منها المستعجلة، مما تتضاعف معه معاناة المرضى خصوصا منهم من يقطعون مسافات طويلة من مناطق جبلية ونائية قبل الوصول الى تنغير ليتم تحويلهم من جديد في اتجاه مستشفيات أقاليم أخرى”.

وطالبت المصادر نفسها، السلطات بـ“إنهاء أشغال بهذا المستشفى الإقليمي الذي تبلغ سعته 120 سرير على مساحة 6 هكتارات وميزانية 24 مليار سنتيم وتجهيزه وتشغيله للتخفيف من هذه الأوضاع الكارثية التي تؤرق ساكنة المنطقة، وذلك عبر توفير مختلف الاختصاصات، تفاديا لعودة شبح وفيات النساء الحوامل الذي عرفته المنطقة في وقت سابق”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • dr.Izzou
    منذ سنة واحدة

    المشكل ليس في بناء المستشفى...بل في الاطباء... اعرف عددا من الاطباء الذين ولدوا ونشأوا في تنغير عقب التخرج لا يأتونها سوى في عيد الاضحى ويفرون من العمل هناك الى مراكش والبيضاء...فأذا كان ابن تنغير يرفض العمل بها....فماذا تنتظرون؟؟؟