خبراء: تسهيل تمويل المقاولات الصغرى والمتوسطة يعزز الاستثمار في الاقتصاد الأخضر

تصوير ومونتاج: يوسف فائز

تطرق خبراء في مجال المال والاستثمار بمناسبة مائدة مستديرة نظمتها مؤسسة “تمويلكم” ومؤسسة “les ECO”، لموضوع الاستثمار في الاقتصاد الأخضر، باعتباره موضوعا يطرح نفسه بقوة وسط الساحة الاقتصادية وطنيا ودوليا، مبرزين خلال مداخلاتهم أهمية تسهيل تمويل المقاولات الصغرى والمتوسطة في هذا المجال.

وتناول سعيد ملين المدير العام للوكالة المغربية للنجاعة الطاقية في كلمته، بأن فكرة الانتقال إلى استثمار المقاولات في الاقتصاد الأخضر بدل الاستثمار التقليدي، فرضته التغيرات المناخية والعالمية، وعززت التوجه إليه، متغيرات أخرى، آخرها جائحة كوفيد19 والحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وأشار مولين إلى أن المغرب كان من الدول السباقة في وضع خطط تتماشى مع القضية، ذكر منها الرؤية الملكية الشاملة في مجال الانتقال نحو الاقتصاد الاخضر، ذكر على سبيل المثال، الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة التي أبرزت آليات الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر ومشاريع الطاقات المتجددة، وكذا مؤتمر الأطراف في نسخته 22 الذي احتضنته مراكش، والذي أوضح التزامات الدول في الانتقال نحو اقتصاد أخضر ومستدام.

من جهتها قالت فاطمة الزهراء خليفة المديرة العامة لمجموعة “cluster solaire”، إن الانتقال نحو الاقتصاد الأخضر ليس “موضة” عالمية، بل فرضه الانتقال والتغيرات التي يعيشها العالم، مبرزة أن خبراء دوليون شددوا خلال مؤتمرات الأطراف آخرها المؤتمر 27 المقام في مصر، على تسريع وتيرة هذا الانتقال الاقتصادي الأخضر، من خلال تمويل مشاريع مستدامة بالدول الافريقية باعتبارها الأكثر تضررا من التغيرات المناخية.

والمغرب أضافت خليفة انطلق في هذا التحول منذ أزيد من عشر سنوات، واليوم هناك طموح كبير لبلوغ مستقبل أخضر، مضيفة أن هناك عدد كبير من حاملي المشاريع الذين يقومون بمواكبتهم داخل الجمعية التي تعتبر حاضنة للشباب حاملي المشاريع في التكنولوجيا الخضراء والطاقات المتجددة بتقديم كل الوسائل لتنمية مشاريعهم الخاصة.

كذلك تقوم هذه الجمعية تضيف خليفة، بمواكبة تقنية وعلمية لحاملي مشاريع التكنولوجيا المستدامة، وتمويلهم ومساعدتهم في تسويق منتجاتهم من خلال ربطهم بشركاء وشركات ومستثمرين فاعلين في قطاع الاقتصاد الأخضر.

وبالحديث عن تمويل المشاريع خاصة المقاولات الصغرى والمتوسطة، كشف توفيق لحرش، المدير العام المنتدب لشركة “تمويلكم”، بأن هذه المؤسسة تعمل على تمويل البرامج الاستثمارية من خلال الصناديق الخاصة أو التمويل الذاتي وكذا من خلال التمويل المشترك، والذي يتكون من حصة الاستثمار الأخضر وحصة البنك، بنسبة 40 في المائة من حصة التمويل الأخضر على ألا تتجاوز 10 ملايين درهم.

ويستهدف تمويل مؤسسة “تمويلكم”، كل المقاولات الخاضعة للقانون المغربي والعاملة في جميع القطاعات المنتجة، خاصة في قطاعات الطاقة المتجددة والكفاءة الطاقية ومعالجة الموارد وتثمين النفايات وتصنيع معدات لها علاقة بمشاريع الطاقات النظيفة، مع الإشارة إلى استثناء المقاولات التي تمر بمسطرة التسوية القضائية، وكذا المقاولات العاملة في مجال الإنعاش العقاري والصيد في أعالي البحار.

من جهته، قال طارق حادي، المدير العام المنتدب لصندوق الاستثمار “” جوابا على إقبال المقاولات الصغرى والمتوسطة على الاستثمار الأخضر، (قال) إن هذا الإقبال أو الرغبة مرتبط بالثقافة والتكوين في هذا المجال، والدولة لها دور كبير في تشجيع المقاولات في التحول للإنتاج والاستثمار في مشاريع مستدامة.

وأبرز حادي أن التحول نحو الاقتصاد الأخضر والاستثمار فيه، سيصبح ملزما للمقاولات، لأن الأسواق العالمية ستبدأ في إغلاق أبوابها أمام ترويج المواد التي تحتوي على الكربون شيئا فشيئا، مضيفا أن المغرب يسير في اتجاه تحقيق اقتصاد أخضر ومستدام، وسيحتاج للتحول إليه بصفة كاملة وشاملة مدة تتراوح من 10 إلى 20 سنة على الأكثر.