وجهة نظر

جمعيات الكهف

نعم لقد بدأ العد التنازلي لخروجهم، وحسب نبوءات خبراء علم المستقبليات فإن زمان انبعاثهم قد أطل، وهم في كهفهم الآن يستعدون للقيام بعد نوم عميق، ولقد تساءل أحدهم قائلا : كم لبثتم..؟ فلم يستطع أحدا منهم الإجابة عن الإستفسار ، وهذا من فرط خجلهم و استحيائهم..! إنهم يا سادة جمعيات ( حق الإفطار في رمضان) حشاكم، مسرور المراكشي يجيب صاحب الإستفسار ويقول له : – ( لقد لبثتم يا بواركابي 11شهرا باتمام )، انطلاقا من صبيحة يوم عيد الفطر الماضي و بالضبط عند أول وجبة طعام تناولها الصائم في ذاك اليوم ، قد تكون : – ( بغرير روز أو مسمن) ، المهم عند رجوع الناس من المصلى كنتم حينها عبارة عن أجساد بلا روح ، لقد سقطتم مغشيا عليكم منذ ذاك التاريخ و دخلتم في سبات عميق ، واليوم ذبت فيكم الروح من جديد قبل أيام من حلول شهر رمضان ( ..سبحان من يحي العظام وهي رميم)، ولكم بعض أسماء هذه الجمعيات 🙁 جمعية مالي – جمعية الحق في الإفطار – جمعية لا صوم بعد اليوم )، في الحقيقة كان على هذه الجمعيات تشكيل جبهة موحدة أو”كرشة” تحث شعار (أكل بلا حدود ) ومن يدري فقد يتبناهم برنامج “ماستر شاف”😄 ، الغريب في أمر هذه الجمعيات هو هذا الإصرار على دعوة كل المغاربة دون كلل وفي كل عام إلى التذوق من شجرة الإفطار في نهار رمضان ، حيث يبشرون كل”مؤمن”استجاب لدعوتهم بجنة الأكل اللذيد عندما يشعر بالجوع لحم”امبخر” و دجاج “محمر” مع “لفريت” يا العفريت ، كما يزينون له شرب الماء البارد عند اشتداد حرارة الصيف ولابأس من احتساء جعة باردة أو عصير فواكه ينعش البدن مع تدخين سيجارة فاخرة ، في الحقيقة إن أعضاء هذه الجمعيات ليس عندهم جديد إلا تحريض الناس على ” إعلان” الإفطار نهارا في رمضان دون حياء، وإلا فالناس يفطرون برخص شرعية منذ زمن ، ومن ليس عنده عذر يفطر لكن دون”إعلان” بسبب خلق الحياء ، وهو على كل حال شعبة من شعب الإيمان ، كما أن هذه الجمعيات موسمية تغيب العام كله وتظهر في رمضان ، وينتهي دورهم بنهاية شهر الصيام وبالضبط عند صبيحة يوم عيد الفطر السعيد ، ليعودوا سالمين إلى كهفهم ثم يظهروا من جديد في رمضان المقبل ، وهكذا يدخل أعضاء هذه الجمعيات في سبات عميق مدته إحدى عشر شهرا أو ( راحة ابيولوجية ) وهي مدفوعة الأجر طبعا من طرف (مسيو اليورو )، لهذا عندما تريد معرفة أهداف كل جمعية إبحث دائما عن من يدعمها ماليا و يوفر لها أسباب التمكين والحماية ، إن الإنسان الأوروبي و بحكم تجربته الإستعمارية الطويلة يعرف جيدا حب المغاربة للإسلام ، كما يعلم جيدا مكانة رمضان عندهم فحتى الذي لا يصلي يصوم..!! ، لهذا تجد المستعمر الغربي يتخذ كل الإحتياطات لتجنب الصدام المباشر مع المغاربة ، لأن مسألة الإسلام لها حساسية شديدة و بالغة الخطورة عند الشعب وخاصة إذا كان العدو مكشوف الوجه ، لأن دخول النصارى على خط محاربة صوم رمضان و بالمكشوف ، ستكون له عواقب وخيمة لأن المغاربة سيعتبرون ان المستهدف هنا هو الإسلام ككل وليس رمضان فقط ، وأن المعركة مع أعداء الإسلام لا تزال مستمرة منذ انطلاقها ، وهذا سبب كافي لجعل المغربي يرجع لتاريخ أجداده و حروبهم مع الصليبيين منذ أكثر من ألف عام ، أي عند انطلاق الجهاد المقدس ضد النصارى منذ عهد الأدارسة مرورا بفترة حكم المرابطين والموحدين…إلى عهد الحماية ، لهذا المستعمر يتجنب إيقاظ الشعور الديني عند المغاربة وخاصة أن هزيمة معركة”واد المخازن” لازالت موشومة في ذاكرتهم ، لهذا يفضل خوض حرب ضد الإسلام بالنيابة و بطرق ملتوية وغير مباشرة ، أي عبر وكلاء من أبناء البلد يتكلمون نفس اللغة و يحملون أسماء لا تثير أية شبهة ، وهكذا يكون (مسيو جون ليوطي) في الخلف يدير المعركة ضد الإسلام عن بعد و بقفازات مغربية تغطي بصمات الإستعمار ..!! ، ففي نظري هذه الجمعيات لا تصلح إلا أن تكون مجرد أقنعة يستعملها الأوروبي لتنفيذ أغراضه الخبيثة ، إذن هناك ثلاثة أنواع من هذه الأقنعة تستعمل حسب نوع المعركة ونوعية القضايا التي يريد الغرب المسيحي إثارتها ، وبذلك تكون هذه الجمعيات هي “حصان طروادة ” الذي يختبئ فيه العدو و يشن غاراته على الإسلام و في عقر الدار ، ولكم أيها السادة بعض التفاصيل لتقريب الصورة و فهم طرق إدارة الصراع من وراء قناع ، فعندما يتم تحديد هدف المعركة مثلا مهاجمة عبادة الصوم يكون القناع الواجب وضعه على وجه المستعمر هو قناع رقم ” 1 ” : – أي قناع جمعية ( حق إلإفطار) أو جمعية (لا صوم بعد اليوم) ، ففي هذه الحالة قد تشك في هوية من تحاور هل هو المغربي محمد البشير ام فرنسي “جون بيير” ، و ذلك نظرا لجرئته الزائدة و سخريته من عقيدة المغاربة حيث يقول : – ” أن الصوم هو مجرد عادة وثنية وأن السلطة تستعمله لتركيع الشعب و تجويعه ” ، ويضيف ” أن الصوم هو زيادة في حرمان الشعب من التمتع بحيرات بلاده ” ، وهذا طبعا من فرط سذاجة الأوروبيين حيث يعتقدون أن “المخزن” هو من يفرض على المغاربة الصوم ، لهذا ما على الغرب المسيحي إلا ضم قضية الأكل في نهار رمضان إلى ملف حقوق الإنسان ، ثم ممارسة الضغط على المخزن لتحرير الشعب من إجبارية الصوم في رمضان ، وبذلك يتحرر المغاربة و يتحرر نصارى أوروبا كذلك من كابوس رمضان ورمزيته إلى الأبد ، وأنا أبشر كل الأوروبيين بأن المغاربة في رمضان ( سيتحرحرون و يتشبكون و يترزرزون) ، في الحقيقة أنا ألتمس العذر للمستعمر فهو لم يستفق بعد من صدمة مونديال قطر بعد أن وحد فريق ” أسود الأطلس” كل المسلمين عرب وأفارقة ، مع العلم أن المونديال يأتي كل أربع سنوات فما بالك برمضان الذي يأتي كل عام ليذكر المسلمين بأنهم أمة واحدة ، وهذا يشكل فعلا تهديد مستقبلي لمشروع التفرقة بين الشعوب التي عمل الإستعمار على تثبيته منذ زمن ، والآن نمر إلى القناع الثاني ” 2 ” : – وهذا القناع يضعه المستعمر عندما يريد مهاجمة نظام الأسرة في المغرب ، وهو يا سادة من أخطر أنواع الأقنعة على الإطلاق ، بحيث يعد الناطق الرسمي باسم كل المؤتمرات الدولية التي تسعى إلى تخريب نظام الأسرة المغربية ، إنهم جمعيات و منظمات “نسوانيات”8 مارس وغيرهم ، ولكم بعض مطالبهم الغريبة : -” 1 ” منع حق الزواج للفتاة قبل سن 18 مع منح حق الممارسة “الرضائية” للفتاة قبل سن 18..!! “2” – حق الإرتباط الحر بلا عقد..!! ” 3 ” : – حق حرية الإجهاض ” 4 ” : حق الممارسة خارج إطار الزوجية ” الدياثة ” عاين باين حشاكم..!! وحق ربي إلى خاص باباكم لعصى 😄 طبعا في إطار القانون ، وعندما يريد المستعمر الصليبي مهاجمة الإسلام ” السياسي” ونظرا لتخوفه ينتقل مباشرة إلى وضع القناع الثالث “3” : – وهو خاص بالميدان السياسي ، و الذي يتشكل من بعض قادة الأحزاب وكذلك من أشباه المثقفين ورجال مال وأعمال ، باعوا الضمير و انسلخوا من و طنيتهم حيث أصبحوا مجرد ناطقين رسميين باسم ” مسيو جون ليوطي ” ، فقد لا تجد فرقا كبيرا بين مواقف و تصريحات الجناح المسيحي المتصهين في أمريكا و أوروبا ، وبعض تصريحات ومواقف ” الأقنعة ” في المغرب فهي في اتجاه واحد أمثلة : (الإسلام دين تمييز ضد المرأة – يشجع على العنف و الكراهية و التطرف و الإرهاب..) ، المهم هذه صورة توضح دور بعض” الأقنعة ” من جمعيات و منظمات وبعض الأحزاب ورجال الأعمال ، في نشر ثقافة المستعمر داخل الوطن .

خلاصة :

الحقيقة المرة هي أن كل المغاربة المخلصين و الغيورين على الدين والوطن ، إنهم اليوم في موقع دفاع عن آخر قلاع الشريعة في مدونة الأسرة ،

صحيح أن المنظمات النسوانية في المغرب تريد الإحتكام إلى القوانين الدولية وتجعلها تسمو على الشريعة ، لأن أغلب هذه القوانين ببساطة تحارب الدين ، لهذا على المدافعين عن الشريعة مغادرة موقع الدفاع إلى الهجوم ، لأن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم.

لهذا يجب التصدي للقيم الدخيلة والتي تتعارض مع قيم حضارتنا طبعا في إطار تفتح مدروس ، كما يجب النضال المشروع وعلى كل المستويات لتحكيم شرع الله ، وذلك في الميدان السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي ولو كره الأمريكان..

* تحرحرو = حريرة

* تشبكو = الشباكية

*ترزرزو = رزة القاضي حلوة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *