منتدى العمق

وإلى ربك فارغب

هل تعلم أن قوتك في تماسكك وصلابتك وفي عبادتك لله وتعظيمك لأوامره بفعلها ولنواهيه باجتنابها وتركها، معنى أن تستقيم على دين الله هو أن تثور على نفسك وتلزمها بالشرع ) القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة ) وتكون سيدا لها” من كان سيد نفسه فكأنما فتح مدينة”، وأن تكون كلك لله:” قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين”، معنى أن تتوب إلى الله توبة نصوحا صادقة وخالصة أن تغير حياتك 180 درجة فتمتثل للأوامر وتجتنب النواهي، من أصول الوصول إلى الله حسب الداعية حسين يعقوب:” أن تكون واحدا لواحد على طريق واحد والشكر أساس المزيد” قال الله تعالى:” فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص”، قال الله تعالى:” لئن شكرتم لأزيدنكم”.

عندما تتعلم على أعلى مستوى، وتحب العلم والمعرفة وتقبل على طلب العلم النافع الذي يورث العمل الصالح فإن الله سيفتح لك أبواب رحمته ورزقه الواسع، وستكون غني النفس راضيا عن الله ومحبا له، المسلم الحق يدور حول الأفكار المبدعة والملهمة الراقية فقط، ويدافع عن القيم والمثل والأخلاق والمبادئ وهمه أن يرضى الله عنه.

طريق الله مليئة بالمطامح والمطامع، ولن ننجو من كيد ومكر وتآمر ،وغدر الشيطان وجنده إلا بالإعتصام بحبل الله المتين”، قال الله تعالى:” ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم”، وستسعد كلما توكلت على الحي الذي لا يموت وقويت صلتك بالله، التخلص من كثير من الأعمال التي لا تستفيد منها لا ماديا ولا معنويا سبيل راحة نفسك قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:” وإن لبدنك عليك حقا”، إهتم بإصلاح نفسك وقدها برفق إلى الله.

كلما ركزت في تحقيق أهدافك وابتعدت عن عامة الناس وجلبت الخير لنفسك وأسرتك فستعيش هادئ البال ومطمئنا، وابتعادك عن الأمور التي تغضب الله وقيامك بالأوامر الإلهية والنبوية، والتقرب إلى الله بنوافل الصلاة والصيام والصدقة سبيل نجاتك. الله سبحانه خلقك في أجمل صورة:” ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم” وكرمك بالعقل كي تعبده وتعرفه، قال الله تعالى :” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”، فركز فيما خلقت له عما خلقه الله لك، وسع دائرة اهتمامك وثق بالله وارض بقضائه فهو خير الناصرين، أصدر عفو شامل اتجاه خلق الله وسيعفو عنك ربك وسينجيك من الضنك والتعاسة بقدرته، إجعل علاقتك بالآخرين لوجه الله، وتحرر من وصاية الآخرين عليك واهتم بشؤون : نفسك وحياتك واعتز بإيمانك بالله وقدراتك وبأفراد اسرتك وأصدقائك المخلصين، نظف ماضي حياتك بتوبة نصوحا خالصة، وتنازل عن إصلاح الناس لشهرين وأصلح نفسك أولا، لأنه ليس مطلوبا منا هداية العالم بل أن نطهر ونجاهد أنفسنا أولا وأن نقبل على الله وطاعته بشوق ومحبة.

عندما تصلح ما بينك وبين الله سيصلح الله ما بينك وبين الناس، إحرص أن يكون سرك مثل علانيتك، وسافر بقلبك إلى الله بصلوات خاشعة في جوف الليل وصم عن الدنيا و أفطر على الموت.

لا تتعلق بالدنيا وزينتها وزخرفها فستفنى يوما ما، وقوي صلتك بالناس المتعلمين جدا والمتفوقين والمبدعين، وأعرض عن الفارغين والسادرين في الغي والنكرات.

أقبل على شؤونك ولا تضيع وقتك في كثرة الجدال مع زيد أو عبيد، لم يخلقك الله لتسلي خلقه لأن كل شخص منهم مزود بعقل جميل ويمكن أن يدافع عن حقوقه ويجلب الخير لنفسه بنفسه.

ستسعد أكثر كلما ابتعدت عن العالم الإفتراضي، وراكمت تجارب وخبرات كثيرة في حياتك، إرض بمواهبك وقدراتك وعملك ولا تتطلع لما يملكه غيرك ولا تحزن واسعد واطمئن.

لا تحمل نفسك ما لا تطيق، تعالى عن سفاسف الأمور وعش حياتك عابدا لله ولا تكن عابثا، إقطع صلتك بكل شخص لا يراك بعيني الإكبار لأن من يهتم بك ويريدك سيبحث عنك فأغل ثمنك..

ليس مطلوبا منا أن نتعامل مع جميع الناس يكفي أن نتعامل مع المحترمين والأبرار ونجالس الصالحين، وعلينا أن نبتعد عمن تتجارى وتتلاعب بهم الأهواء.
جعل الله ميزان التفاضل بين الناس في الدنيا والآخرة هو التقوى فقط، وعلينا أن نكون أقدار الله التي من خلالها يتحقق العدل والقسطاس ، وتنتشر قيم الرحمة والرأفة والعفة والحياء والستر والحشمة، وأن نقوي صف الفضيلة ونعلي الهمم ونصالح الناس مع خالقهم.

عندما ندمن على القراءة في التخصصين الذين نحبهما فسنكون مؤهلين للحديث عنهما بدون أوراق، وكلما قرأنا أمهات الكتب فسنفهم معنى الحياة.
عندما نضع ما نعرفه في نقطة الفعل ونتعامل مع الآخرين بتلقائية و بدون تكلف، ونضع حواجز ومسافة بيننا وبينهم فسنأمن من تجرؤهم علينا يوما ما..
مهما كانت صعوبات الحياة فإن المسلم يشعر بمعية الله معه ويكون متفائلا بأن الغد سيكون أفضل لأن عسر لن يغلب يسرين، والشدة تجعل من الإنسان رجلا حقيقيا له آمال كبيرة في الحياة، ويسعى بكل ثقة وإصرار ذكي ليفرض وجوده في واقع مدينته وجهته.

المسلم الحق دائم الرجوع إلى الله، ويحرص أن يصلح فيما بينه وبين خالقه، ويدعو مع إخوته في الله بظهر الغيب ويعيش متوازنا في حياته. ولا يخشى في الله لومة لائم.
كلما ذكر المسلم ربه فإن قلبه يحيى ويطمئن قال الله تعالى:” ألا بذكر الله تطمئن القلوب”،المسلم الحق خفيف الظل وبشوش، ورباني الغاية والوجهة.
حريص أن يستغل وقته في فضائل الأعمال، ولا يستكين ولا يتثاقل إلى الأرض قال الله تعالى:” ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين”.
المسلم الحق قوي ومصدر قوته خالقه، يعبده ويستعين به باستمرار، ويعتبر وجود الناس مثل عدمهم في حياته.
على المسلم أن يطهر قلبه من جميع الشركيات ومن مساوئ الأخلاق وأن يجمل باطنه بتقوى الله ومراقبته، وأن يتوب إلى الله توبة نصوحا من سالف الذنوب والأوزار ،قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم :”الندم توبة”.
قال الله تعالى في حديث قدسي :” عبدي أطلبني تجدني فإذا وجدتني وجدت كل شيء وإن فتك فاتك كل شيء”،سكينة النفس وطمأنينة القلب بلسم يداوي جراح القلوب المتعبة بسبب مصاعب الحياة، وكثرة قراءة القرآن الكريم تنظف القلب مما علق به من لمم.
قال الله تعالى:” إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا، وأبشركم بيومكم الذين كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الدنيا والآخرة”.
قال الله تعالى:” يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين”.
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:” الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام”، ويحيي العزة في النفوس، ويورث المسلم الجرأة والإقدام والتحرر من الخوف. ومن جهاد الكلمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم، والدعوة إلى الله بتفان وصدق وإخلاص وبالتي هي أحسن. وصدق من قال:” رب همة أحيت أو أيقظت أمة” وعلو الهمة يوصل إلى القمة..على المسلم أن يعتبر من خلال الإستماع للمواعظ والدروس الدينية، وأن ينقي سريرته بصدق التوكل على الله والتخلص من : كثرة العلائق وفضول الكلام والنظر…إلخ.
المسلم الحق لا يرى لنفسه فضلا على أحد ولا ينتظر شكرا من أحد، يعيش في الدنيا غريبا أو عابر سبيل ولا يعول في نجدته، والوقوف معه في المحن والأزمات إلا على مولاه رب العالمين.
كلما توقف المسلم عن اتباع أهوائه وشهواته وقام بواجباته، وقطع صلته بالأشخاص الذين لا يتقون الله، ولا يعبدونه فسيرتاح من إزعاجهم قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:” لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي”.
الاعتزال الحقيقي للناس الذي ورد في الحديث النبوي سيحصل عندما تبتعد عن الأنترنيت وتعبد ربك بصدق وإخلاص حتى تلقى الله، للأسف الأنترنيت أفسد حياة الناس وجعلهم يجرون ليلا ونهارا خلف السراب، وجعلهم يعيشون في غفلات طويلة الأمد ويسوفون أعمالهم، وبسببه غاب الأمن والراحة النفسية والاطمئنان عن حياتهم. قال الله تعالى:” لا تحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون “..

من كليات الدين الخمس المحافظة على صحة الجسم والطريق لذلك ممارسة رياضتك المفضلة، شيء جيد أن تنظم بعض الجمعيات دوري في كرة القدم للفتيان والشباب مع ضرورة الحرص أن يكون نفس السن عند الفرق، وشيء جيد أن يقوم أفراد الساكنة في الصباح برياضة الجري والمشي والقيام بحركات رياضية والحرص على تغذية متوازنة واتباع حمية ناجعة كل ذلك سيعود على أجسامهم بالخير ،ومما يساهم في تقوية أجسادنا تجنب السهر والإجهاد ونحرص أن نعيش متوازنين في حياتنا بين مطالب العقل والروح والجسد، وسيمكننا الجلوس في الحدائق من استنشاق هواء كثير نقي، وممارسة هواياتنا مثل القراءة والكتابة وتصفح الأنترنيت، وتنظيم أوقاتنا سبيل رقينا ومراكمتنا لعدة تجارب وخبرات في الحياة، حرصنا على التعامل مع الناس المتعلمين جدا والمتفوقين ،والمبدعين والمتدينين والراقين فكريا فقط، وبعدنا عن عامة الناس سبيل طمأنينة قلوبنا وراحة أنفسنا.
علينا أن نعيش حياتنا بوسطية واعتدال ونحن عابدين لله وعلينا أن نقطع مع كل أشكال العبث والفوضى، والطريق لذلك أن نعيد ترتيب أولوياتنا في الحياة وأن نرفع سقف طموحنا وأن نعلي هممنا، وأن نقطع صلتنا مع الأشخاص السادرين في الغي والفارغين ومن رأسمالهم الكذب والمماطلة.
أكيد أننا سنعيش في الدنيا مرة واحدة فلنعشها على أحسن وجه وأنبل غاية( نأكل أفضل أكل ونلبس أفضل لباس)ونحقق أحلامنا ومشاريعنا على أرض الواقع، وننمي الخير في أنفسنا ونسعى لإصلاح قلوبنا من خلال توبة نصوحا صادقة وخالصة، نتصالح مع الله ثم مع أنفسنا ومع الآخرين، ونصلح ذات بيننا ونتعاون على الخير مع الغير، من التدين الصحيح سلامة الصدر من الأحقاد، والطريق لذلك أن تصدر الساكنة عفوا شاملا اتجاه بعضهم البعض، وحينما يركز كل شخص في أموره ومصلحته الشخصية، ويترك الخلق للخالق ولا يحشر أنفه في شؤون الأخرين فستقل المشاكل قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”.
عندما يقوم كل شخص من الساكنة بواجباته قبل أن يسأل عن حقوقه، ويكون الإحترام المتبادل إلزامي بين جميع مكونات الساكنة أفقيا وعموديا فسيرتاح الجميع، يقال أن الناجحين أعينهم على أهداف يسعون لتحقيقها والفاشلين أعينهم على الناجحين يتصيدون أخطاؤهم وعتراتهم ويسلطون عليها الضوء ليحبطونهم، وفرق شاسع بين من ينام ليحلم بالنجاح وبين من يستيقظ مبكرا لتحقيقه في الواقع.
الإنسان الإيجابي والفاعل يراكم منجزات على أرض الواقع فيقرأ بدل الكتاب عشرة،ويكتب مقالات كثيرة تناقش الأفكار ويحللها بموضوعية، ويعلي بكلامه وحلو منطقه همم أقرانه،هدفه أن يرضى الله عنه وأن يسير بقية حياته مع الرفقة المؤمنة التي تعظم الله سبحانه وأوامره ونواهيه وتعبده حق العبادة.
عندما نوظف الأنترنيت في اكتساب تعلمات وأفكار جديدة تساهم في تيسير عيشنا، ونبحث فيه عن الأمور التي تشغل بالنا من وجهة نظر المتخصصين فسننام مبكرا قريري العين،
المسلم الحق النبيه يذلل صعوبات ومحن الحياة ويقلبها بالاستعانة بالله إلى منح ونقط قوة، ويسعى جاهدا لتقوية شخصيته وينمي الخير والحب في نفسه، ولا يحقد على أحد إلا من أصر على عداوته والتطاول عليه دون وجه حق.
دورنا في الدنيا أن نؤدي مهمة الاستخلاف على أعلى مستوى وأن نمر من القرآن إلى العمران وأن نعبد الله بصدق وإخلاص وتفان، ونضحي ونسخر كل ما نملك ونتقرب به إلى الله كي يرضى عنا، ويغفر لنا سالف الذنوب والأوزار ،قال الله تعالى :” وتوكل على الحي الذي لا يموت “وعلى المسلم أن يخالط الناس ويصبر على أذاهم، ويساعدهم في تخصصه وعمله، ولا يبخل عليهم بشيء.
سقف الأعمال البناءة والهادفة أن تقبل بشغف على قراءة أمهات الكتب وتفهمها وتضع ما تعرفه في نقطة الفعل وتشارك ما استفدته منها مع أصدقائك، وأن تكون حسن الخلق وتتصف بالرجولة والمروءة، وتتحرر من الخوف من غير الله لأنه وهم ولا أصل له على أرض الواقع، شيء جميل أن تحافظ على أداء الصلوات الخمس في المسجد، وان تحضر مجلس للعلم كل أسبوع، وأن تكثر من التوبة والإستغفار قبل فوات الأوان.
عندما تجاهد نفسك وتطهرها من منكرات الأخلاق والأهواء وتلزمها بالشرع( القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة) فستكون سيدا عليها” من كان سيد نفسه فكأنما فتح مدينة”،
يأمرنا الدين الإسلامي أن نسيء الظن بأنفسنا ونتهمها وأن نحسن الظن بالمسلمين، وكلما عمقنا المحبة بين أفراد المجتمع المسلم وقوينا آصرة العقيدة بين أفراده فسننعم بسلم مجتمعي حقيقي ومتين.
مما يجعلك تطمئن وترتاح أن تحاسب نفسك على تقصيرها في حقوق الله وحقوق خلقه، وأن تدفعها لفعل الخيرات و
الانتهاء عن السيئات، وكلما تقربت إلى مولاك بنوافل الصلاة والصيام والصدقة فسيحبك، وكلما قدت نفسك برفق إلى الله واعتصمت بالله فستنجو من مكائد الشيطان الرجيم، وذكر الله يطرد الشيطان.
إملأ أوقات فراغك بالمفيد من الأعمال الصالحة، ونظف قلبك مما علق به من المعاصي وأقبل بشوق على الطاعة وسيرفع الله من شأنك في الدنيا والآخرة، إقطع صلتك بمن لا يعرفون الله ومن قلوبهم فارغة من الإيمان وتجنبهم لتسلم من شرهم،
قال الله تعالى: “ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا “يقال أن المذلة كفر ،ولتعيش عزيز النفس صاحب من قلوبهم حية بذكر الله، ومن لهم وجه واحد وأعرض عن المتلونين..

نقول للناس الذين يتكلمون مؤخرا عن زيارة بعض المخلوقات الفضائية لمنطقة بأمريكا باستمرار أن الملائكة (وهي مخلوقات نورانية) تلتمس مجالس العلم والذكر وتحضر فيها، وأخبر الله سبحانه أن جبريل والملائكة ينزلون إلى الأرض في ليلة القدر كل سنة، وتثبت الملائكة المؤمنين باستمرار في الدنيا والآخرة في الوقت الذي يلقي الله فيه الرعب في قلوب الكافرين ويضل الظالمين، قال الله تعالى عن الذين لا يؤمنون به:” وكم من آية يمرون عليها وهم معرضون”.
الأمة الوحيدة التي لازالت تعبد الله في كوكب الأرض هي الأمة العربية والإسلامية فقط، وباقي الأمم تعبد أهواءها وشهواتها وكثيرا من الأصنام من الشجر والحجر والبشر والبقر ،العلم وسيلة لمعرفة الله وعبادته وتعظيمه وليس غاية في حد ذاته، وأي علم لا يجعلك قريبا من الله ويجعلك عقيدتك الإسلامية صحيحة فاستعذ بالله منه قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:” اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع…”القرآن الكريم أول مصادر التشريع الإسلامي نزل من فوق السماء السابعة لأنه كلام رب العالمين وهو سلاح للمؤمن بالله الصادق، ويعتبر تطبيق قيم وأحكام وأخلاق وتشريعات ومقاصد الدين الإسلامي خارطة طريق توصل لجنة الخلد بإذن الله، ولا يصلح أن يشرع للبشر إلا خالقهم.
الدنيا بالنسبة للمؤمن بالله وسيلة فقط وليست غاية، وإيمانه بالله وباليوم الآخر سيهون عليه صعوبات ومشقة الحياة، كلما تصالح الناس مع الله وتصالحوا مع أنفسهم ومع الآخرين، وقووا صلتهم بالله وتابوا إلى الله توبة نصوحا صادقة وخالصة فإن رحمة الله ستسعهم وسيجعل الله البركة في أرزاقهم وحياتهم قال الله تعالى: “وفي السماء رزقكم وما توعدون”. طلب الله منا بذل الأسباب في الكسب المشروع مع التوكل على الله قال الله تعالى:” وتوكل على الحي الذي لا يموت”، قال الله تعالى:” قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين”.
الأخذ بالأسباب المادية واحترام السنن الكونية من صفات المسلم الحق، وكلما خططت لحاضر ومستقبل حياتك وعلمت أبناءك على أعلى مستوى وربيتهم بشكل جيد، ورفعت سقف طموحهم وأعليت هممهم فأنت ماجور على ذلك في الدنيا والآخرة، لا تقلد أحدا لأنك نسيج وحدك، واقتدي بالأنبياء والصحابة والتابعين والسلف الصالح، والعلماء العاملين المخلصين، وابتعد عن كل ما يكدر صفو حياتك وعن الفارغين والسادرين في الغي والنكرات والفاشلين الذين رأسمالهم الكذب والمماطلة والأماني فقط.
عندما تتجنب المطامح والمطامع وتتحرر من وصاية الآخرين عليك، وتنطلق في الحياة مستعينا بالله لتحقق أحلامك ومشاريعك فإن التوفيق والنجاح سيكونان حليفاك. إحرص أن ترضي الله فقط وأدي حقوقه عليك، واعتبر وجود الناس كعدمهم في حياتك، وراكم تجارب وخبرات في الحياة وأكمل دراستك إلى النهاية واشتغل بالعلم والمعرفة وقوي ملكات التفكير لديك وقم بما لك وما عليك، ونزل القيم التربوية والتعليمية والأخلاق الإسلامية والإنسانية في واقع حياتك ووسع دائرة اهتمامك، وأعرض عن محدودي الثقافة وستصل لمبتغاك.
خلقك الله في أجمل صورة لتعبده وتكفل برزقك فلا داعي كي تنقص من نفسك بالتطبيل لزيد أو عبيد وعوض ذلك قدر نفسك واعتز بها وبإيمانك بالله وقدراتك، وسر في رحاب الصادقين والأبرار والمتقين، وأعرض عن كل شخص متلون يبدل مواقفه كما يبدل ملابسه، ليس مطلوبا منك أن تكون تابعا لأي كان يكفي أن تعش حياتك عابدا لله وليس عابثا وأن تقوم بالأوامر وتتجنب النواهي، وأن تدور حول الأفكار المبدعة والملهمة الراقية فقط وتتوقف عن الدوران حول الأحداث والأشخاص والأشياء كي ترتاح ويطمئن قلبك.
ليس مطلوبا منك أن تتعامل مع المستعلين ومن يروا أنفسهم أفضل من غيرهم بل يأمرنا الإسلام أن نتعامل مع الأشخاص المتواضعين، والمتعلمين جدا والمتفوقين والمبدعين والمتدينين، وأن نعرض عن جميع من أخلاقهم سيئة لنسلم من شرهم. قال الله تعالى:” والذين آمنوا أشد حبا لله” فاجعل غايتك في الدنيا حب الله ونيل رضاه ولا تنتظر شكرا من أحد، واجعل الدنيا صغيرة في عينيك لتسلم من أهلها، وسابق المؤمنين إلى الجنة وأعرض عمن يتنافسون عن الدنيا.
قوي علم التوحيد والإيمان في قلبك وستعمل صالحا، وأغلق المنافذ التي يدخل منها الشيطان إلى قلبك وهي عدم الغض من البصر والفراغ والمعصية، وكثرة : الأكل ومخالطة الناس (في الواقع والأنترنيت) وفضول الكلام والنظر وإبتعد عن رفقاء السوء لأنه لا خير فيهم، وصاحب الصالحين المصلحين من خلق الله الذين يدلونك على الله وينصحونك ويحبونك..
إذا اعتز الناس بأموالهم و املاكهم وعقاراتهم وزوجاتهم، ومنازلهم وسياراتهم الفارهة فاعتز بصدقك وإخلاصك وإيمانك بالله وعبادتك له، واعلم أن الدنيا بأسرها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، ويعطيها للمؤمن به والكافر لكن لا يعطي الدين إلا لمن يحبه، لن يذهب معك بعد مماتك إلا أعمالك سواء كانت صالحة أو طالحة لذلك فاهتم بجمع الحسنات وابتعد عن المعاصي والمنكرات، وخف من عقاب الله وتب إليه قبل فوات الأوان، من أصلح فيما بينه وبين خالقه أصلح الله فيما بينه وبين الناس، وإن أحسنت فيما بقي غفر لك ما مضى وإن لم تحسن فيما بقي أخذت بما مضى وما بقي.
أقبل على أمهات الكتب واقرأها وابحث عن الدرر والكنوز ،والجواهر الموجودة فيها والتي هي الدروس والعبر والعلوم المبثوثة فيها، وابتعد عن الفارغين الذين هممهم ساقطة خاصة من سمعتهم سيئة وهم مشبوهين، من لا يؤدي حقوق الله فلن يؤدي حقوق خلقه، ومن ألف النعمة فسيتعودها ولن يشكر الله عليها، جعل الله ميزان التفاضل بين الناس في الدنيا والآخرة هو التقوى فقط، لذلك لا تلتفت لمن يفتخر بشيء آخر غيرها.
قال الله تعالى:” ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين” قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:” رب أشعت أغبر لو أقسم على الله لأبره” المؤمن الذي يعبد الله والذي يقيم الشعائر التعبدية والذي يقوم بواجباته أفضل من الأشخاص الفارغين الذين يضيعون أوقاتهم في لاشيء، ركز في تحقيق أهدافك ولا شأن لك بغيرك، نظم وقتك وقم بجهود كي تعيش حياتك مثل جميع الناس، ولا تضيع دقيقة واحدة مع من لا يستحق ولا تكن متاحا دائما وأكثر من قول كلمة “لا” كي ترتاح.

بالموازاة مع قراءة القرآن الكريم علينا أن نتأمل في الكون قال الله تعالى :” قل انظروا ماذا في السموات والأرض” وعلينا أن نتأمل في أنفسنا قال الله تعالى:” وفي أنفسكم أفلا تبصرون” قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:” لا عبادة كالتفكير”، والمخلوقات كلها تسبح بحمد الله إلا شارع ابن آدم فيه الطائع ويدخل في التسبيح مع الكون لله، والعاصي يبقى هو العنصر الشاذ ولو كانت الكثرة عصاة وضالين، قال الله تعالى:” وقليل من عبادي الشكور”، من الإستقامة أن تحافظ على أداء الصلوات الخمس جماعة في المسجد، وأن تتحرى الصدق والإخلاص في أقوالك وأعمالك، وأن تصاحب المتقين والأبرار ،والناس المتعلمين جدا والمتفوقين والمبدعين، وتبتعد عن عامة الناس لأنك لن تستفيد منهم أي شيء، وكلما أقبلنا على الله وطاعته فستستنير قلوبنا قال أحمد الراشد:” إذا دخل النور والعرفان إلى القلب خرج منه الزور والبهتان”، المؤمن الحق يصدق في توجهه إلى الله ويسأله مغفرة الذنوب السالفة، ويتضرع إليه ليفكه من أسر الشيطان الرجيم، ومن تمام استقامته أن يقطع صلته برفقاء السوء( في الواقع والأنترنيت)، وأن يسير مع الرفقة المؤمنة التي تعبد الله والتي تدعو إليه، على المؤمن الحق أن يدمن على قراءة القرآن الكريم وأن يحرص على الخشوع في صلواته، وأن يذكر ربه كثيرا وأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.
المسلم الحق عليه أن يراقب الله في خلوته وجلوته وأن يقود نفسه إلى الله، وأن يكون سيدا على نفسه ويلزمها بأحكام الشرع الحنيف” من كان سيد نفسه فكأنما فتح مدينة”، علينا أن نتوب إلى الله ونستغفره كثيرا ونعرض عن الجاهلين، شيء جيد أن ننظف بواطن قلوبنا من جميع المعاصي، والشركيات وأن ندخل جرعات روحية قوية لقلوبنا لتنعشها وتحييها، وكلما صدقنا مع الله وأخلصنا ديننا له فسيهدينا لطريقه المستقيم، وسيبعد عنا أعداءه.
المسلم يكون زاهدا في الدنيا ومتفائلا ، وله آمال في الحياة يسعى لتحقيقها مستعينا بالله، يحرص كي يكون له وجه واحد، ولا يحزن ويسعد ويطمئن، لأنه يعلم أن رزقه وأجله بيد الله فقط، كما يتقرب المسلم إلى الله بنوافل الصلاة والصيام والصدقة، ويحرص على مرضاة الله ويبتعد عن طريق الفتنة والغواية، ويصحح مسار حياته ويتبع سبيل المؤمنين.
يحرص المسلم كي يكون رباني الغاية والوجهة، ويخلص دينه لله، وينقص من استعمال الأنترنيت إلى الأدنى، ويضع حواجز أثناء تعامله مع الآخرين كي لا يتجرأ عليه أحد منهم يوما ما، يسافر إلى الله بصلوات خاشعة في جوف الليل، ويسترضي ربه قبل فوات الأوان.
المسلم شاكر لأنعم الله، موحد لربه مسارع للخيرات ويجفف منابع المعاصي من تفاصيل حياته، راقي التفكير ويحرص على تقوية ملكات التفكير لديه.
المسلم إنسان متعلم وعملي، و يسير في طريق الله شامخا، ولا يخشى التوافه التي ترعب عامة الناس، حريص على طاعة الله، آمر بالعدل ومصادر تلقيه هي القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة وهدي سلف الأمة.
المسلم شجاع وجريء يقول الحق ولو على نفسه، ولا يجامل أحدا على حساب القيم والمثل والأخلاق والمبادئ، يراكم تجارب وخبرات كثيرة في حياته وهو جاد وليس عابث..
يحرص المسلم أن تكون علاقته بالآخرين لوجه الله، ويبادر لفعل الخير ولا يسوف أعماله، له طموحات كبيرة في الحياة يسعى لتحقيقها دون ملل، يحرص أن يدخل السرور على قلوب المسلمين ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم، وما تعلمه، واضح في مواقفه رحيم بالمؤمنين ويلين لهم الكلام، كما أنه يظهر جمالية الدين الإسلامي للآخرين على نطاق واسع، لا يستكين ولا يتثاقل إلى الأرض.
المسلم يعيش حياته عابدا لله، متحرر من الخوف من غير الله هدفه أن يرضى الله عنه، وأن يسارع إلى الخيرات قال الله تعالى: “ففروا إلى الله”.
أرض الله واسعة وعلى المسلم أن ينطلق فيها للكسب المشروع، وأن يقوي صلته بالله وأن يبتعد عن كل شخص مستعلي أو سمعته سيئة، وعليه أن يصاحب الناس المتواضعين الذين لا يرون لأنفسهم فضلا على أحد.
ستقترب من الله كلما وضعت ما تعرفه في نقطة الفعل، وابتعدت عن الفارغين ومن أقوالهم مخالفة لأفعالهم وكلاهما بعيدين عن القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.
كن شحيحا بوقتك ولا تكن متاحا دائما وأكثر من قول كلمة” لا ” كي ترتاح نفسك ويطمئن قلبك، ليس مطلوبا منا أن نتعامل مع جميع الناس بل يكفي أن نتعامل مع الصادقين الذين لديهم وجه واحدو من مواقفهم واضحة ولا لبس فيها.
كلما اتقينا الله في السراء والضراء فسيجعل لنا مخرجا، وكلما جعلنا الدين الإسلامي منهاجا لحياتنا فسننجو من مكائد الشيطان الرجيم، وسقف الحرية أن تعظم الله بقلبك وكل جوارحك وحواسك، وأن تزيل من حياتك جميع الأسباب التي تجعلك تعصي الله.
عندما تقرأ سير الأنبياء والصحابة والتابعين، والسلف الصالح والعلماء العاملين المخلصين بالتفصيل وتقتدي بهم فسترشد، وسيهدي الله قلبك لدينه وصراطه المستقيم..
عندما تقرأ كثيرا حول الأمور التي تشغل بالك فستنام مبكرا قرير العين ولن تفكر فيها، ولتجديد حياتك تعرف على أصدقاء جدد وادعهم إلى الله بالحسنى، وسع دائرة اهتمامك وتعرف إلى الله في الرخاء كي يعرفك في الشدة.
كل شخص مدمن على القراءة ويقوم بما له وما عليه فلن تطوف به الشائعات والأراجيف لأن همته عالية، وغير مهتم بالأحداث والأشخاص بل يناقش الأفكار المبدعة والملهمة الراقية فقط.
يمكن للإنسان أن يتصالح مع الله ويتوب إليه إذا ابتعد عن الأنترنيت، وتوقف عن القيام بأية عادة سيئة تبعده عن الله، وتجنب الخمول والكسل وغير نفسه وحياته للأفضل، وسيرتاح الجميع إذا أصدروا عفوا شاملا اتجاه بعضهم البعض..
للأسف قيم الإحترام المتبادل والرفع من شأن الآخرين والثناء على الأعمال الحسنة التي يقومون بها، ومحبتهم والدعاء لهم بظهر الغيب كادت تندثر من مجتمعنا بسبب الأنانية و كثرة الانشغالات، وأصبح كل شخص يقول نفسي نفسي قبل يوم القيامة، ولم يعد الناس يتزاورون وقل من يبر والديه في هذا الزمن وضاعت حقوق الناس، وضعفت عبادة إصلاح ذات البين، وكثر الشقاق والجدال والكراهية بين الناس، وكل هذه مظاهر التخلف في العالم العربي والإسلامي..
نتمنى أن ينتصر كل فرد على نفسه وأن يركز في تحقيق أهداف حياته، وألا يتدخل في شؤون غيره لأن النيي محمد صلى الله عليه وسلم قال :” من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”..

لن يحصل تغيير حقيقي في حياتك إلا إذا قمت بثورة ضد نفسك وألزمتها بتطبيق أحكام ومبادئ وأخلاق وقيم ومقاصد الدين الإسلامي وكنت سيدا عليها” من كان سيد نفسه فكأنما فتح مدينة”، يمكنك أن تطهر نفسك من الذنوب والخطايا من خلال المحافظة على الصلاة والخشوع فيها، وأن تخطط لحاضر ومستقبل حياتك في الدنيا والآخرة وتتقن الأعمال التي تقوم بها وعندما تدخل جرعات روحية وإيمانية لقلبك ستنعشه وتبعث فيه الحياة وستشعر كأنما ولدت من جديد، قال أحمد الراشد :” إذا دخل النور والعرفان إلى القلب خرج منه الزور والبهتان” ووساوس الشيطان.
عندما تغلق جميع النوافذ التي يدخل منها الشيطان لقلبك حيث ذلك يجعله يتحكم فيك مثل كثرة الفراغ واقتراف المعاصي وضعف قيمة الغض من البصر وضعف الرقابة الإلهية في قلبك، وضعف قيم العفة والحياء والإستقامة، والستر والحشمة والأخلاق الإسلامية في تفاصيل حياتك، وضعف عبادتك لله وعدم استغلال وقتك بشكل جيد، وتأخير الصلاة عن وقتها وضعف الوازع الديني في النفس، والاهتمام بالدنيا ومحبتها ولن يحبنا الله حتى نزهد فيها.. وضروري من التفطن لمكائد الشيطان الرجيم وجنده، وكلما أدمنا على قراءة القرآن الكريم وحفظ بعض السور منه فستطمئن قلوبنا، وتتطهر من جميع الأمراض المعنوية مثل العجب والكبر والشح والعجز والكسل ،والهم والغم والحزن والكراهية والبغضاء وستسلم صدورنا من الأحقاد.
قال الشاعر :رأيت الذنوب تميت القلوب** وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب**وخير لنفسك عصيانها
من أسباب استئساد أنفسنا علينا أننا لا نأخذها بعزائم الأمور، ولا نمنعها من رغباتها رغم أنه قد يكون فيها حتفها، وقد توردنا المهالك إذا لم نمنعها أن ترتع في المحرمات.
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم :” إتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن”،الحياة التي نعيشها مليئة بالمطامح والمطامع، وعلينا التحرر من كل ما يقعدنا إلى الأرض ويجعلنا نتثاقل إليها، والتفطن لفخاخ ومكائد الشيطان عين العقل والصواب، قال الله تعالى:” ولا تتبعوا خطوات الشيطان”، وقال أيضأ:” إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله”، أقسم الشيطان أن يحتنكن ذرية آدم وأن يجتالهم عن طريق الحق، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:” حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات”، والخطاب القرآني والسني يؤكد عداوة الشيطان للإنسان، ويحذره من عدم الانسياق خلف وسوسته لأن هدفه اضلال الإنسان، والزج به في سجن المعاصي والشهوات في الدنيا كي يدخل معه لجهنم في الآخرة.
قال الله تعالى :”ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين”، وشهر رمضان فرصة ثمينة للتزود بالتقوى والأعمال الصالحة من خلال التوبة النصوح والدعاء، والإستغفار وقراءة القرآن الكريم، والصلاة والمسارعة إلى الخيرات، ومن صميم التوبة أن تصدر عفو شامل اتجاه خلق الله لوجه الله لترتاح ويطمئن قلبك، يقال بأن الإحسان إلى الناس انشراح، وتركيزك على القيام بأعمال صالحة ثوابها كبيرا يجعلك ترتقي في مقامات الإيمان، أن تتخلص من كثرة العلاقات و الالتزامات في شهر رمضان، وتتفرغ لعبادة الله فذلك شيء جيد ومطلوب، وحرصك كي تصوم بجوارحك وبأن يكون صيامك حقيقي كل ذلك يجعل معية الله معك ويجعل تقوى الله تلج قلبك فتطهره من كل الأدران والشركيات والغفلات، وتوقظه من رقدة الغفلة والتسويف.. قال الله تعالى: “واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين”.
ستصل للنجاح عندما تقلب الفشل على رأسه، وتبتعد عن السير في الطرق المعوجة وفي متاهات الفاشلين، وكلما صاحبت المتقين والصالحين والأبرار والمبدعين، والناجحين في حياتهم ستتنور حياتك وستسمو وترتقي معهم في سلم المجد.
شيء جميل أن تضع كل ما تعرفه في نقطة الفعل وعندما تتقي الله حقيقة وتخشاه-وسيكون ذلك بالإعراض عن كل شيء يغضبه-
سيجعل لك مخرجا وسيرزقك من حيث لا تحتسب، وتدبير الله لك أفضل من تفكيرك و تخطيطك لحياتك فثق بالله ثم بنفسك وقدراتك، وإيمانك بالله وأسرتك وعائلتك وأصدقائك المخلصين فقط.
عندما تقوم بأعمال صالحة خالصة كثيرة بينك وبين الله لم يطلع عليها أحد من البشر فيمكنك أن تسأل الله بها في الشدة وستشفع لك لتقضى أغراضك بإذن الله، ولننجح حقيقة علينا أن نربط حياتنا بأهداف وليس بأشخاص.
الهدف من العلم هو العمل قال الله تعالى:” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” والتواضع شفاء القلوب، والتحرر من الخوف ومن وصاية الآخرين، والتعلق بهم يدل على النضج والرشد ورجاحة العقل..
اللهم اعزنا ولا تذلنا وارفعنا ولا تضعنا، وأسعدنا ولا تشقنا وأذهب حزن قلوبنا، وارفع من شأننا في الدنيا والآخرة إنك سميع مجيب الدعاء.

النظر في السموات والارض ( قل انظروا ماذا في السموات والارض) والتأمل في النفس (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) وفي الكون (والسماء بنيناها بأييد -بقوة- وإنا لموسعون) ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت) يستفيد المسلم والداعية إلى الله من الآية القرآنية السابقة بأن يكون عنده صبر كصبر الجمال ورفعة كرفعة السماء وثبات كثبات الجبال وسهولة كسهولة الأرض، التركيز في كتاب الله المنظور والتوقف عن الجدال في كتاب الله المسطور هو بداية الطريق الصحيح نحو الهداية والإستقامة، مشكلة كثيرا من المسلمين الذين تجاوز عددهم (1.8 مليار نسمة) ليست مع القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة بل مع بعض المتصدرين للمشهد الدعوي والتربوي في القرن 21 والذين عليهم أن يتنازلوا عن إصلاح الناس-لشهرين فقط-حتى يصلحوا أنفسهم أولا، ويقووا علم التوحيد والإيمان في قلوبهم، و
يحرصوا أن تكون عقيدتهم الإسلامية صحيحة ليعملوا صالحا من جديد، وسكوت العلماء والدعاة إلى الله وطلبة العلم على منكرات كثيرة تعج بها الدول العربية والإسلامية وعدم أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالتي هي أحسن بطرق كثيرة وإيثار بعضهم للسكوت والسلامة، والبعد عن الإصطدام بالمسؤولين كل ذلك يجعل كثيرا من الناس لا يقتدون بهم، وبدل ذلك فإنهم يقتدون بالأنبياء والصحابة والتابعين والسلف الصالح والعلماء العاملين المخلصين الذين لقوا ربهم (من خلال قراءة سيرهم)ولم يبدلوا ولم يغيروا وكانت شخصياتهم قوية، ولم يخشوا في الله لومة لائم حياتهم مليئة بالجهر بكلام الحق، ويعظمون الله الموجود فوق السماء السابعة فقط..
غياب الإجتهاد، والتجديد في الخطاب الديني منذ بدية كورونا في 3\2020 إلى اليوم عمق الركود الموجود بعدة مدن وقرى، وجهات بالمغرب في كثير من المجالات، عدم رغبة كثيرا من المتصدرين للوعظ والإرشاد، والخطابة بمدينة خريبكة في إكمال دراستهم إلى النهاية، وعدم انفتاحهم على جميع مكونات الساكنة أفقيا، وعموديا لتبليغ رسالة الإسلام لهم على أعلى مستوى كل ذلك أدى لابتعاد كثير من الناس عن المساجد وانشغالهم بالدنيا وأشيائها فقط، ورغم يقين المسلمين بأن الرزق والأجل بيد الله فقط إلا أن كثيرا من المسلمين أبدوا تخوفا كبيرا مبالغا فيه في زمن كورونا خوفا من الموت رغم أن عدة مصادر أكدت أن فيروس كورونا صنع بشري وحرب بيولوجية فقط وليس ابتلاء من الله.
إقبال الناس على المساجد في رمضان وفي باقي شهور السنة رهين بجاذبية الدروس وخطب الجمعة التي تلقى بالمساجد والتي تعالج مشاكل الناس واهتمامتهم، وتعطيهم حلولا شرعية وتزهدهم في الدنيا، و عندما تعد بشكل جيد وفق رؤية معاصرة فإن الجميع حينذاك سيقبل على المساجد بشوق طول السنة، وليس في رمضان فقط.
الإسلام ليس هو القيام بالشعائر التعبدية فقط بل هو منهاج حياة،ودستور للمسلمين ويسع الحياة كلها قال الله تعالى:” قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له”، عندما تربط حياتك أيها المسلم بأهداف وأفكار وليس بالأشخاص والأحداث، وتتوكل على الحي الذي لا يموت وتقوم بأعمال صالحة كثيرة مخبوءة بينك وبين الله دون أن يطلع عليها أحد فإنك تسير على خطى الأنبياء والصحابة، والتابعين والسلف الصالح والعلماء العاملين المخلصين.
عمق استقلاليتك في تفاصيل حياتك واستغن عن الناس، و اجعل الله أنيسك وستشعر بالطمأنينة والرضا، تعلم على أعلى مستوى وابتعد عن كل من يقلل من قيمتك لأنه من تعود التنقيص من الناس المحيطين به مستعليا عليهم لن يحترمك، ولن يراك بعيني الكمال يوما لأن الخلل فيه لأنه ألف مجاملة المحيطين به بالباطل، وسنكتشف حقيقة الآخرين عندما نتحرر من وصايتهم، ونعيش حياتنا بشكل مستقل وفق اختياراتنا المفضلة في الحياة.
شيء جميل أن تعيد ترتيب أولوياتك في الحياة مرة بعد أخرى، وأن توقف كثيرا من العلاقات والالتزامات التي لا تستفيد منها أي شيء والتي لا طائل من ورائها.
شيء جميل أن تخطط لحاضر، ومستقبل حياتك بشكل مستقل وفق اختياراتك بعيدا عن الآخرين قال الله تعالى عن الناس:” أنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا”.
قال الله تعالى:” ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين “قيام الليل كفيل بأن يحقق لك هذه الأمنية”، إبحث عن الوسائل المفيدة للحياة السعيدة وطبقها كي تسعد في حياتك ومنها الإيمان بالله والعمل الصالح (ومن يريد أن يحلق مع النسور لا ينبغي أن يضيع وقته مع الدجاج) ،تنظيف ماضيك وقلبك من الذنوب أمر مطلوب ويكون ذلك باستقامة حقيقية على دين الله وبالبحث عن سبل الهداية من خلال توبة نصوحا صادقة وخالصة، وتعظيم أوامر الله بفعلها والنواهي باجتنابها، والتقرب إلى الله بنوافل الصلاة والصيام والصدقة سبيل نيل محبة الله.
القراءة في تفاسير جيدة للقرآن الكريم مثل صفوة التفاسير وفي ظلال القرآن كفيل بأن يجعلك تفهم القرآن الكريم بشكل جيد، وقراءة سير الأنبياء والصحابة، والتابعين والسلف الصالح كفيل بأن يجعلك تقتدي بهم، قال الإمام الشافعي:” إن الإنسان العظيم هو الذي يشعر من يتكلم معهم أنهم عظماء”.
كسر التعلق بالأشخاص أنى كانوا وربط حياتك بأهداف سبيل عيشك في حياة راقية وفق ما تريد أنت فقط، وللوصول لذلك لا تكن متاحا دائما وقل “لا “كثيرا، وراكم تجارب وخبرات كثيرة في حياتك، واقرأ كتبا كثيرة في تخصصك.
إذا لم تحقق أهدافك ومشاريعك المستقبلية ستكون جزء من مشاريع الآخرين، وما أكثر المتسلقين والمستغلين لغيرهم في القرن 21 ،عندما تقوم علاقتك مع الآخرين على الندية، وترفض أي سلوك أو تصرف سيء اتجاهك، وتلزم من يفعل ذلك بأن يلتزم حدوده وتفرض احترامك في المحيط الذي تتحرك، وتتواجد فيه فإنك تسلك درب الهدى بمعية وتأييد الله لأن هدفك أن ترضي الله فقط.

كتابة عزيز مومني يوم الأربعاء 22/03/2023.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *