أدب وفنون

“كاينة ظروف” يحتل الطوندونس.. وناقد: “بناؤه الدرامي متماسك وإيقاعه متصاعد”

تواصل قصص المسلسل الدرامي “كاينة ظروف”، الذي يعرض ضمن السباق الرمضاني على شاشة قناة الأولى، جذب أنظار الجمهور المغربي، حيث تتربع كل حلقاته على عرش الطوندونس محققة ملايين المشاهدات.

وتدور أحداث المسلسل حول فوزية وحنان ونادية، ثلاث سجينات سابقات، تحاولن التأقلم مع وسطهن الاجتماعي، إلا أنهن يتعرضن لمضايقات كثيرة، من بينها صعوبة ايجاد العمل وفقدان أسرهم بسبب “أحكام مسبقة”.

وقال الناقد الفني فؤاد زويريق إن “هذا المسلسل مازال يحافظ على توهجه وبريقه الدرامي مستفيدا من ضعف باقي الأعمال الأخرى، وهنا تجدر الإشارة إلى أنني أتحدث عنه دون تجاوز الإطار الضيق الذي يجمع الدراما المغربية”.

وأضاف فؤاد زويريق أن “‘كاينة ظروف” يبقى أفضل المسلسلات المغربية في السباق الرمضاني لهذا العام، دون اهتمام مني بنسب المشاهدة المتداولة لأنها ليست المعيار ولا الميزان الذي يحدد جودة هذا العمل من ذاك”.

وأورد في تدوينة عبر “فيسبوك” أن “بناؤه الدرامي إلى حد الآن متماسك، إيقاعه متصاعد رغم أننا لم نصل بعد إلى ذروة الأحداث، فمازلنا في بناء الشخصيات واكتشاف تاريخها وماضيها، من حين الى آخر تطفو بعض الصراعات إلى السطح وتحل في حينها حتى لا يصاب المُشاهد بالملل في انتظاره للأحداث الكبرى والحاسمة، وهذا ذكاء من كاتبة السيناريو بشرى ملاك أرجو تحافظ عليه حتى آخر نفس في المسلسل”.

وسجل أن “الحبكة الرئيسية في العمل تعتمد على الإنتقام وهو الثيمة الأكثر شعبية وليس من السهل صياغتها لأن هناك المئات من قصص الانتقام المكررة، سجينات يتعرفن على بعضهن في السجن، يخرجن لتتفرع وتتفرق الأحداث بينهن، فلكل واحدة منهن مسار وتاريخ وقصة مختلفة، لتبقى نقطة التقائهم منزل وحضن فوزية صديقتهن الأكبر سنا”.

ورغم إيجابياته، إلا أن الناقد ذاته يرى أنه هناك سلبيات أبرزها “افتقاره إلى رؤية اخراجية قوية تزيده زخما ومتعة، كما أنه يهمل المتعة البصرية، فالصورة تخلو من جمالية إبداعية تساهم في تحقيق التكامل، كما يحدث اليوم في مسلسلات الدول الأخرى الرائدة في هذا المجال، حيث أصبح يُعتمد على الأسلوب السينمائي في تصوير الدراما، وهذا مكسب لا نهتم به نحن للأسف فمازلنا نصور بأسلوب تقني نمطي كلاسيكي خال من الابتكار والإبداع الجمالي”.

واعتبر زويريق أن “نقط قوة هذا العمل الرمضاني، تظهر من خلال أربع عناصر أساسية أولها تماسك السيناريو إلى حد الآن، خروج الكاميرا إلى الفضاء المفتوح، وتنقلها بين الشوارع العمومية والدروب والأزقة ولم تبق حبيسة الفضاءات الداخلية المغلقة كما يحدث مرارا في كثير من الأعمال المغربية، وأيضا الحوار الذي اعتمد على اللغة الدارجة والقاموس الشعبي البعيد عن الفذلكة اللغوية، التي أصبح المتلقي المغربي يشمئز ويتأفف منها لأنها لا تشبهه في شيء”.

أما العنصر الأخير، يشير المتحدث ذاته “هو العنصر القريب منا نحن الجمهور، وهو التشخيص، الذي أثثته ثلة من الممثلين المحترفين بجد كالفنانة اراوية، وأيضا ابتسام العروسي، وسامية أقريو، وعبد النبي البنيوي، وعبدالرحيم المنياري، وأسامة البسطاوي، وسعاد النجار، وزهور السليماني وغيرهم”.

تجدر الإشارة إلى أن عمل “كاينة ظروف” من إخراج إدريس الروخ وسيناريو بشرى ملاك، فيما تعود بطولته لابتسام لعروسي وسامية أقريو وراوية أسامة البسطاوي، سعاد النجار، صال بيريز، عبد النبي البنيوي، وداد لمنيعي، نبيل عطيف، نرجس الحلاق، إلى جانب أسماء أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *