سياسة

واشنطن تراهن على المغرب لبناء الاستقرار والأمن بالساحل والتصدي للإرهاب

استأثر موضوع توسع الجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل وتوطيد التنسيق البيني في مجال مكافحة الإرهاب بحيز مهم من المباحثات التي أجراها المدير العام لمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، يوم الجمعة الماضي بالرباط، مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، “وليام بورنز”.

وبات الوضع في منطقة الساحل مصدر قلق كبير لأجهزة المخابرات الأمريكية، حيث يشكل انتشار الجماعات الجهادية المتطرفة تهديدا مباشرا لاستقرار المنطقة ومصالح واشنطن. وبحسب “مغرب أنتلجنس”، فإن محللي وكالة الاستخبارات الأمريكية لا يترددون في مقارنة الوضع في مالي وبوركينا فاسو والنيجر وشمال نيجيريا بأفغانستان أواخر التسعينات وبداية القرن 21.

وفي السياق ذاته، فقد أدى انهيار فرنسا في منطقة الساحل الإفريقي، والتي اضطرت إلى تقليص وجودها الدبلوماسي والعسكري في المنطقة، وكذلك النشاط الروسي من خلال مليشيا “فاغنر”، إلى إعادة خلط الأوراق بالكامل، وهو ما دفع بواشنطن إلى الاتجاه نحو حليفها المغرب، باعتباره “شريكا موثوقا وملتزم بمحاربة الإرهاب”.

في هذا الإطار، قال محمد الطيار، الخبير والباحث في الدّراسات الاستراتيجية والأمنية، إن اللقاء الذي جمع عبد اللطيف حموشي، بمدير الاستخبارات الأمريكية، يؤكد بشكل ملحوظ أن المغرب يعد شريكا موثوقا وله علاقات وطيدة مع حكومات دول الساحل الإفريقي، وباقي الدول الإفريقية، وأصبحت تراهن عليه الولايات المتحدة ليلعب دورا أساسيا في بناء الاستقرار والأمن في الساحل.

وأضاف الطيار، ضمن تصريح لجريدة “العمق”، أن واشنطن ترى في المغرب أيضا شريكا أساسيا لضمان التنسيق العملياتي المشترك من أجل التصدي لتوسع الجماعات الإرهابية وكذا توسع نشاط عصابات الجريمة المنظمة والاتجار في البشر وفي المخدرات الصلبة بمنطقة الساحل الإفريقي.

في سياق متصل، أوضح الخبير المغربي، أن “اللقاءات الأمنية الرفيعة المستوى بين المغرب والولايات المتحدة، أصبحت تؤكد بجلاء أن الأمر لا يتعلق فقط بزيارات تبتغي ترسيخ التعاون وتبادل المعلومات الاستخباراتية، كما جرت به العادة بل يتعلق الأمر بأكثر من ذلك، وهنا نتحدث عن استراتيجية أمنية جديدة في المنطقة وبناء توازن أمني جديد”.

هذا الأمر، بحسب الطيار، “يظهر من خلال حرص الولايات المتحددة الأمريكية على ضمان التفوق المغربي عسكريا وأمنيا، وكذا حرصها على ضمان التفوق المغربي، والذي يأتي بالتوازي مع دخول منطقة الاسحل الافريقي في منعطف خطير خاصة بعد هزيمة فرنسا في المنطقة وإعلانها عن انسحابها وتمدد التواجد العسكري الروسي بواسطة قوات فاغنر خصوصا في دول الساحل مالي وبوركينا فاسو”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *