خارج الحدود

مجلة أمريكية: السيسي خطر على المنطقة بأكملها

قال تقرير لمجلة فورين أفيرز الأمريكية، إن سياسة النظام المصري في حربه على جماعة الإخوان المسلمين التي يصفها بالإرهابية تسببت في زعزعة استقرار المنطقة بأكملها.

وقال الباحث ستيفن كوك الذي أعد التقرير والذي ينشر في عدد نوفمبر/ديسمبر من المجلة تحت عنوان “كابوس مصر: حرب السيسي الخطيرة على الإرهاب”، إن المعاناة بسبب سياسات السيسي لم تقتصر على المصريين فقط “بل إن الغزاويين والسوريين والليبيين أيضا بدأوا أيضا يدفعون الثمن، بعدما أصبحت ملاحقة القاهرة لجماعة الإخوان المسلمين – أو أي جماعة إسلامية أخرى لديها أقل قدرا من التشابه مع الإخوان – هي المبدأ الذي يوجه سياسة مصر الخارجية، بل والداخلية أيضا”.

وأضاف كوك، الباحث المختص في شؤون الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية، أنه رغم الصدام بين الحكومات المصرية المتعاقبة وجماعة الإخوان منذ عقود فإن السيسي وحلفاءه يسعون اليوم لسحق الإخوان المسلمين “بشكل نهائي” مشيرا إلى أن “الهوس الذي يتملك السيسي” بشأن قمع الإخوان “صار يمتد إلى خارج حدود مصر وساهم في زعزعة استقرار المنطقة بأكملها”.

وقال كوك إن الأمثلة على ذلك تتمثل في سياسة السيسي تجاه حركة حماس الفلسطينية التي سعى لتدميرها ولو على حساب مليون و800 ألف شخص من سكان قطاع غزة.

وفي الشأن السوري قال كوك إن السيسي قال في تصريحات لشبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية في سبتمبر/أيلول 2015 إن الأولوية في سوريا يجب أن تكون لمكافحة الإرهاب، متبنيا بذلك نفس خطاب نظام الأسد.

وتابع قائلا إن ملاحقة مصر للإخوان ساهمت أيضا في زعزعة استقرار ليبيا؛ حيث ألقى السيسي بثقله وراء اللواء خليفة حفتر ما عزز من حالة الفرقة في البلد الذي يعاني بالفعل من الانقسام، كما ساهم دعم مصر لحفتر في رفض الأخير لفكرة المصالحة الوطنية وسعيه لتنصيب نفسه وحلفاءه في السلطة.

وفي الشأن الداخلي قال كوك: “إن السيسي “تحول إلى ديكتاتور يحكم البلاد.. وأسس نظاما أكثر شمولية من ذلك الذي أشرف عليه مبارك”.

وأضاف: “بكل المقاييس تقريبا أصبحت الأوضاع في مصر الآن أسوأ مما كانت عليه قبل الثورة؛ فالنمو الاقتصادي مازال راكدا، واحتياطي مصر من العملة الأجنبية تضاءل إلى مستويات خطيرة.. هي الأقل من نحو خلال عام ونصف وتغطي بالكاد استيراد ثلاثة أشهر، بينما انهار الجنيه المصري، وبدأت الحكومة تقييد التعامل بالدولار”.

وتابع كوك أن حكام مصر، رغم هذا، “لم يفعلوا سوى القليل لإنعاش الاقتصاد. بل واصلوا التركيز على الأشياء التي يجيدون فعلها، وهو قمع المواطنين”.

وأضاف التقرير أنه منذ استولى السيسي على السلطة في يوليو/تموز عام 2013 اعتقلت قوات الأمن التابعة له أكثر من 40 ألف شخص وقتلت أكثر من 3 آلاف (من بينهم ما يتراوح بين 800 وألف في يوم واحد في أغسطس/آب 2013)” في إشارة إلى مذبحة رابعة العدوية في 14 أغسطس/آب 2013.

واختتم كوك تقريره بقوله إن السياسات الحالية للسيسي تركت لواشنطن القليل من الخيارات “فمن دون المساعدات المقدمة من واشنطن أو صندوق النقد الدولي أو دول الخليج، فإن مصر يمكن أن تنهار تماما، وسيكون لفشلها تأثير مدمر على منطقة تواجه بالفعل عنفا غير مسبوق وحالة من التفتت في أربع دول، هي العراق وليبيا وسوريا واليمن. ولهذا فإن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تترك مصر وحدها، في الوقت الحالي على الأقل”.

المصدر: فورين أفيرز + الجزيرة مباشر