أدب وفنون

بعد عرض حلقته الأخيرة.. “كاينة ظروف” على مشرحة النقاد: “نهايته ساذجة”

لم تسلم أحداث الحلقة الأخيرة من المسلسل الدرامي “كاينة ظروف”، الذي عُرض ضمن السباق الرمضاني على قناة الأولى، من مشرحة النقاد الفنيين بالمغرب، الذين اعتبروا أنها كانت كارثية وساذجة واعتمدت على حوارات طويلة وأخرى سريعة لا تحمل أي رسائل واضحة للمتلقي.

وفي هذا الإطار، قال الناقد الفني فؤاد زويريق إن “التشخيص كان قويا لا شك في ذلك، وتسكين الممثلين كان في محله باستثناء بعض العناصر التي شكلت نشازا بأدائها المتصنع والمبتذل، وجعلت من المَشاهد التي شاركت فيها مشاهد كوميدية رغم تراجيديتها المنغمسة في المأساة والألم”.

وأضاف زويريق أن “السيناريو كان على العموم موفقا وهو الذي حافظ الى حد كبير على تماسك خيوط المسلسل، لكن في بعض الحلقات تشعر به وكأنه أضاع فجأة البوصلة، لتختلط الخيوط والشخصيات ببعضها البعض وكأن هناك أياد خفية تتلاعب به دون خطة مدروسة، ويساعد على ذلك ضعف عملية المونتاج التي تعتبر في الأعمال المحترمة عمودها وعصبها، وكذا غياب رؤية إخراجية مؤثرة، إذن كما قلت رغم هذه الهنات فالمسلسل بكل صراحة قاوم وصارع الانهيار حتى اللحظات الأخيرة، حيث ظهرت كل عيوبه في الحلقة الأخيرة، فكانت وكأنها حلقة من مسلسلات الكارتون الموجهة الى الأطفال، بل حتى في الكارتون تجد إبداعا يحترم العقول”.

وبخصوص الحلقة الأخيرة، يرى زويريق أنه “حُلّت فيها كل مشاكل شخصيات المسلسل دفعة واحدة، إيقاعها سريع جدا بعد إيقاع بطيء تعودنا عليه فيما تقدّم من حلقات، حيث كان التمطيط مبالغا فيه في كثير من أحداثها، عملية التقطيع والتوضيب كانت كارثية، هذا دون أن نتكلم عن بنية السرد واللغة البصرية إلى غير ذلك”.

وفي هذا الجانب يوضح “في الحقيقة هي حلقة لا تستحق منا كل هذا العناء في التحليل والتفصيل لأنها حلقة ساذجة خاطبتنا وكأننا أغبياء سذج، كان لصناع هذا المسلسل الوقت الكافي، ثلاثون حلقة لبناء الحلول ضمن سياق الأحداث بشكل متزن وواقعي ومنطقي ومقنع، دون انتظار آخر حلقة للدخول في سباق 100 متر مع الزمن، ماذا يعني أن تتعرف فوزية بعد كل هذا المارطون الدرامي على ابنها في ثانية من خلال كلمات أغنية حفظها عن ظهر قلب وهو لم يتجاوز خمس سنين؟ أية سذاجة هذه؟”.

وأورد “الحلقة الأخيرة بدت وكأنها صوِّرت داخل هيئة الإنصاف والمصالحة، فجأة تصالح الكل مع الكل، وغفر الكل للكل، وتزوج الكل من الكل، وانتهت الحكاية، الشاب زين المختفي كان كل المغاربة الذين يشاهدون هذا المسلسل، يعرفون أنه ابن فوزية من أول ظهور له ماعدا فوزية نفسها، وهذا عوار في العمل فأن يكشف المتلقي نتائج الأحداث المعروضة أمامه ، فهذا يعتبر تقصيرا بل سُبّة في حق أصحاب العمل، وغباء منهم في سرد الأحداث بهذا الأسلوب المكشوف، لكن هي عادتنا ولم نشتريها للأسف”.

ورغم هذه الهفوات، اعتبر الناقد الفني أن “هذا المسلسل أفضل وأهم عمل درامي لدينا هذا الموسم، وهذا مؤسف لأنه يظهر لك مدى المأساة التي نعيشها داخل هذا المجال الذي يعاني حقيقة من غياب الإبداع، وبدل استقراء طموحات الجمهور واستطلاع آرائه بشكل شفاف وصريح، وقياس نسبة رضاه بدل قياس بخبث نسبة المشاهدة، حتى نحقق آماله وما يبتغيه في إنتاجاتنا الوطنية، نستغبيه ونستبلده ونستحمره وهي أسهل الطرق للإستيلاء على أمواله، والسؤال الى متى ستظل هذه المنظومة تقتات على جهود الممثلين، فالممثل إلى حد الآن هو من ينقذ الى حدّ ما ماء وجه المواسم الدرامية المغربية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *