أدب وفنون

غلام: مازلت ممنوعا لأن النظام “مستبد” و”حقود”

اعتبر الفنان والمطرب رشيد غلام أن السبب الرئيسي للاستمرار في منعه داخل المغرب، هو انتماؤه لجماعة العدل والإحسان المعارضة وذات المرجعية الإسلامية، ولأن “الأنظمة الاستبدادية هي أنظمة حقودة، ولا تتراجع عن مواقفها الاستبدادية”.

وقال عندليب جماعة الشيخ الراحل عبد السلام ياسين، في حوار له مع جريدة “عربي21″، إنه يمثل مواقف تنتمي إلى الشعب والحق والحرية والعدالة، وأتحدث عن القيم التي تنشدها الإنسانية، كالحق في التعبير، والحرية، والعيش الكريم، وهو ما يزعج الأنظمة الاستبدادية التي “تتصور الفنانين والمطربين والمثقفين طابورا من المهرجين والمسبّحين بحمدها، والنظام المغربي واحد من تلك الأنظمة، التي لا ترضى أن يكون هناك فنان صاحب موقف ورسالة”، على حد قوله.

وأضاف غلام في الحوار ذاته، “الأنظمة الاستبدادية هي أنظمة حقودة، ولا تتراجع عن مواقفها الاستبدادية، فقد مُنعت لأنني لست مغردا داخل سرب النظام، ولست بوقا من أبواقه، ولأنني أنتمي إلى جماعة معارضة للنظام المغربي”.

ووصف الاستمرار في تعرضه للمنع بـ”القرار المجحف والظالم والباطل”، والذي “لا يراعي حقوق الإنسان المتعارف عليها في جميع الأعراف والديانات”، موضحا “، بل إنه قرار أحمق يتصور منه النظام الغاشم أنه بذلك سيخرس أقوال ومواقف الحق التي يساندها أهل الحق، وأرى أيضا أنه يكشف زيف وخداع ما يروجون له بأن هناك حرية وديمقراطية، وينقض هذه الصورة الوردية التي يبثها النظام المغربي عن نفسه”.

وأفاد غلام أنه تعرض لمحاولات كثيرة من طرف النظام المغربي من أجل احتوائه، معلقا “الأنظمة الاستبدادية تتصور أن لكل صوت معارض ثمنا يقبضه في وقت من الأوقات، والنظام المغربي فعل ذلك مع الكثير من المعارضين لدينا، ومع الأحزاب التي كانت تطلق على نفسها أحزابا عتيدة ومعارضة، حيث أصبحت جميعها تحت عباءة الملك ونظامه، بما في ذلك بعض الأحزاب المحسوبة على التيار الإسلامي، وهم جربوا معي هذا الأسلوب مرات كثيرة”.

وأضاف أنه ظل يرفض العروض المقدمة له في إطار الاحتواء، وذلك بسبب الاستمرار في منعه، وأنه لن يطلب حقه استجداء، كما قال إنه طلب منه أكثر من مرة كتابة استعطاف للملك أو عفو، معلقا “لست مجرما أو مخطئا كي أفعل ذلك، وحقي لا يُؤخذ بالاستجداء، بل انتزاعا، فنحن مواطنون، ولسنا رعايا لأي أحد، نريد أن نعيش المواطنة التي نصت عليها القيم الدولية والكونية، ونريد العيش بحرية التعبير تحت سقف القانون.. ولماذا أمنع؟ أنا لم أخرق قانونا، أو أرتكب جرما، بل أمارس فني بشكل طبيعي”.

وجدد منشد العدل والإحسان إعلانه العزم على تصعيد احتجاجاته على المستوى الدولي، وأنه سيقوم برفع دعاوى قضائية أمام هيئات وجهات دولية، كما سيتواصل مع منظمات حقوقية دولية، “حتى إن كانت لن تأتي بنتيجة ملموسة، لكن يكفي أن تعري وتفضح هذا النظام الذي نرجو منه أن يتعقل”، على حد تعبيره.